في رحلة عشقه لرياضة كانت ضعيفة الانتشار، رسم "سلطان العباس" خطوط مستقبله مع تنس الريشة، وقدم موهبته في ملاعب "إسبانيا"، فحقق خطوات تستحق الإضاءة عليها.

مثله مثل الكثيرين الذين اتجهوا بداية إلى رياضة كرة القدم، لكنه انتقى ما يحبه ليتابع حلم الوصول إلى العالمية بجهد كبير؛ لثقته بأن الرياضة فن العطاء والتميز، ولا يمكن اكتماله إلا بالعمل والتضحية على الرغم من صعوبة الظروف ومعاناة الغربة؛ هذا ما جاء في حديثه عبر مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 كانون الأول 2017، وقال: «البداية كانت مع كرة القدم في ملاعب بلدي بإشراف المدرب "فيصل الملحم"، انتقلت بعدها إلى كرة المضرب بفضل الراحل "بسام العباس"، الذي دربني ووجهني إلى تفاصيل جميلة في الرياضة وما يمكن أن تقدمه للشخص، لأرتبط بها وتتحول من موهبة إلى محور حياة أستمدّ منه الكثير.

عرفته بعمر العشرين، طالب جامعي صنف حينئذٍ من بين أفضل عشرة لاعبين على المستوى المحلي لفئة الرجال، لعب بحلم كبير وثقة تتناسب مع ما لديه من طاقات متميزة في لعبته أهلته إلى النجاح والظهور والتطور السريع وامتلاك اللياقة البدنية والرشاقة المطلوبة، واجه صعوبات كثيرة، وساهم مع زملاء له بصعود نادي "العربي" إلى الدرجة الأولى في تلك المرحلة، وحصل على بطولة الجامعات السورية. ولعدم توفر الدافع المعنوي والمادي أراد الرحيل وسعى لإيجاد فرصة مناسبة ليقدم نفسه في الخارج، وقد تابعت معاناته مع ناديه في تلك المرحلة، وعلى الرغم من كل الصعوبات لم يقطع الدوري، ولعب كالمعتاد، لكن رغبته بالاستمرار تضاءلت وحرص على عدم تضييع جهده، ووجد في السفر حلاً لواقع أراد تغييره للوصول إلى مستوى رياضي أفضل في دول اعتنت بهذه اللعبة، وها هو اليوم يتابع رحلته في "إسبانيا" مع أندية كبيرة، ويحقق نتائج متميزة تنسجم مع تميزه

لكن التحول إلى تنس الريشة كان بعمر العاشرة؛ عندما طلب مني المدرب الدولي "هيثم مسعود" استبدال مضرب التنس بمضرب الريشة، وأعطاني من خبرته المميزة، حيث تابعت التدريبات بالتزام لا لتحصيل النتائج، بل لممارسة هذه الرياضة واكتساب المتعة التي تحققها، في تلك المرحلة لعبت مع مجموعة من المدربين واللاعبين كانوا بالفعل مميزين، ومنهم: "هيثم مسعود"، و"ربيع الحلبي"، و"هشام عزي"، و"أنس الجمال"، و"لينا الجمال"، و"هلا عزي"، وأسسوا لتنس الريشة في "السويداء".

سلطان العباس في الملعب

وتدرجت مع نادي "العربي" بجميع الفئات، وشاركت معه بدوري الدرجة الأولى لأكون أحد الصاعدين مع الفريق إلى الدرجة الأولى بعد الهبوط الاضطراري في أحد المواسم.

حاولت قدر الإمكان العمل للتطور وفق الظروف المتاحة، وكانت لي تجربة قصيرة مع نادي "الجيش" عام 2004، انتقلت بعدها إلى نادي "المحافظة"، لكن فكرة السفر لضرورة العمل كانت أقوى من فرص البقاء، لتبدأ رحلة جديدة في بلد ترتقي به الرياضة إلى درجة حفزتني على المتابعة، وأحيت عشقي لهذه الأجواء، هنا للعمل حصة، وللتدريب مثلها، وكان التعب والجهد في التنظيم بينهما، ولم تكن بدائل العمل لتعوض عن فرصتي الرياضية التي أتمسك بها بحلم النجاح والتطور».

مشاركة في ماراثون دولي

من لاعب بنتائج عادية إلى بطولات "برشلونة"؛ خطوة تحدث عنها بالقول: «حالة التطور الذاتي وحدها القادرة على تقديم نتائج تذكر لأي لاعب؛ فالوجود في بلد متطور لا يعني الكثير من دون عمل ومتابعة، والمواجهة مع لاعبين توفرت لهم ظروف أفضل مما توفر في بلدنا تحتاج إلى جهود كبيرة، وكنت على ثقة بأنني سأحقق النجاح، لكنها سنوات حافلة بالأحداث واكتساب المعرفة عن طبيعة الملاعب واللاعبين وواقع انتشار تنس الريشة والجمهور المهتم باللعبة، إلى جانب فرص التدريب وهي الأهم تبعاً لمشكلة توفر الوقت الكافي، واستكمال ساعات التدريب المطلوبة.

في "برشلونة" لم أبتعد عن الملاعب على الرغم من ظروف الغربة، وكانت بداية لتحقيق نتائج جيدة أذكر أهمها بعد تسميتي بطل "كاتالونيا" مرتين بالفردي للدرجة A عام 2008، وشاركت بعدها ضمن فريق يضم مجموعة من لاعبي الإقليم نفسه ببطولة ضمت 16 دولة، وأحرزت برونزية الفردي.

الصحفي زياد عامر

بعدها برونزية بطولة "دبي" عام 2013، وشاركت عام 2014، فهنا الفرصة كانت أكبر لمشاركات دولية، وبجهود مضاعفة لأكون على قدر المنافسة، لأشارك مع أحد أندية "بريمن" الألماني في ثلاث مباريات بالدوري، لأعود بعدها إلى نادي "Granollers"؛ وهو أحد أندية الدرجة الأولى في "إسبانيا". وبين موسمي 2015-2017 أحرزت ميداليتين فضيتين بمسابقة الفردي في بطولة "senior Catalonya".

وإن كانت هذه السنوات القليلة تسير على وزن أحلامي، لكن الأمل معقود على نتائج أفضل؛ فعالم تنس الريشة عالم جميل رهيف كرهافة الريشة، ولا يمكن التوقف عند نقطة ثبات؛ فمع كل بطولة معرفة جديدة وعالم فسيح أرسم به ومعه رؤى جديدة، خاصة أنني غير متفرغ للرياضة، فأوقات العمل طويلة، لكنني حريص على تلقف الفرص، وعدم التأخر عن البحث عما يعزز ارتباطي بالملعب، خاصة أن فرص الاحتراف غير متوافرة مرحلياً.

وأتابع اليوم اللعب مع نادي "Blanes"، حيث أحرزت هذا الموسم بطولة "كاتالونيا" في الفردي، والمركز الثاني في الزوجي المختلط مع زميلتي إحدى بطلات "إسبانيا" للكبار الحاصلة سابقاً على فضية "أوروبا" للشرطة، وهناك فرص قادمة قد تحمل الكثير وتدعم تجربتي».

صنّف بين أفضل عشرة لاعبين؛ وفق حديث الصحفي "زياد عامر" المتخصص في المجال الرياضي، وقال: «عرفته بعمر العشرين، طالب جامعي صنف حينئذٍ من بين أفضل عشرة لاعبين على المستوى المحلي لفئة الرجال، لعب بحلم كبير وثقة تتناسب مع ما لديه من طاقات متميزة في لعبته أهلته إلى النجاح والظهور والتطور السريع وامتلاك اللياقة البدنية والرشاقة المطلوبة، واجه صعوبات كثيرة، وساهم مع زملاء له بصعود نادي "العربي" إلى الدرجة الأولى في تلك المرحلة، وحصل على بطولة الجامعات السورية.

ولعدم توفر الدافع المعنوي والمادي أراد الرحيل وسعى لإيجاد فرصة مناسبة ليقدم نفسه في الخارج، وقد تابعت معاناته مع ناديه في تلك المرحلة، وعلى الرغم من كل الصعوبات لم يقطع الدوري، ولعب كالمعتاد، لكن رغبته بالاستمرار تضاءلت وحرص على عدم تضييع جهده، ووجد في السفر حلاً لواقع أراد تغييره للوصول إلى مستوى رياضي أفضل في دول اعتنت بهذه اللعبة، وها هو اليوم يتابع رحلته في "إسبانيا" مع أندية كبيرة، ويحقق نتائج متميزة تنسجم مع تميزه».

ما يجدر ذكره، أن "سلطان العباس" من مواليد "السويداء" عام 1985، حاصل على شهادة تدريب مستوى أول من الاتحاد الدولي للريشة الطائرة، وشهادة مختص لياقة بدنية من أحد معاهد "برشلونة"، وشهادة من الاتحاد الأوروبي للفتنس في مجال التغذية الرياضية، مستقر في "برشلونة" منذ عام 2006، وشارك ببطولة 16 دولة أوروبية عام 2008، وبطولة السنة الماضية في "فرنسا".