يزيّن البازلت النسيج العمراني لأبنية وبيوت قرية "سهوة البلاطة"؛ لما له من جمال خاص ودلالة الارتباط المكاني بعلاقة اجتماعية وإنسانية حملها الأهالي داخلياً وخارجياً، وأكسب القرية قيمة مضافة بالبازلت.

حول علاقة البازلت بأبنية قرية "سهوة البلاطة"، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 تشرين الأول 2017، التقت "سيف الدين الحناوي" من أهالي القرية، الذي قال: «يرتبط الناس ارتباطاً وثيقاً مع الحجارة البازلتية، لأن اسم قرية "سهوة البلاطة" بالأصل جاء من كونها تقع فوق صخرة بازلتية كبيرة، وشيدت أبنيتها منذ القديم منها، وهناك رجال كبار السن ومعاصرون أكدوا التمرس في طريقة بناء الحجارة البازلتية وأهمية هذا الحجر لقرية "سهوة البلاطة" تحديداً، حيث إن شكل وشائج تلك العلاقة القديمة الحديثة النابعة من ثقافة الانتماء والارتباط ما زال مستمراً إلى يومنا الحاضر؛ فمنذ أن سكنت القرية قبل أكثر من قرنين ونيف والناس يعتمدون البازلت في البناء، لأهميته في المقاومة والتلاؤم مع العوامل الطبيعية من جهة، ومنح المكان طاقة إيجابية من ناحية أخرى؛ فالبازلت معروف أنه يمتص حرارة الصيف ويمنح الرطوبة للمكان، والعكس في الشتاء أيضاً، إضافة إلى الجمال الخاص للمكان والعلاقة التاريخية؛ إذ قلّما تجد أبنية ذات منظر حضاري حديث وتقني مميز إلا وتجد أن جدرانها مبنية من البازلت، فهو الحاضن لبرد الشتاء وحرارة الصيف، والمانح الحرارة المناسبة للحياة من دون مضاعفات فيه، والأهم من ذلك أن البنائين استخدموا أشكالاً متعددة، كأن تدخل إلى البيوت القديمة لتجد أبوابها من الحجارة البازلتية الصلبة، تعبيراً عن التلاؤم مع الانتماء إلى المكان، والتغني والاعتزاز بجمال اللون والمنظر، عدا النقوش البازلتية. والباحث في عمق بعض البيوت القديمة يرى كم تحمل من حكايات التاريخ والوقائع والأحداث، لأن نقوشها استقرت على رسائل متعددة قديمة العهد، ولها رسوم مأخوذة من طبيعة المنطقة».

شهدت قريتنا نهضة عمرانية لعلاقة أهلها بموروثهم التاريخي، وكان البازلت أكثر ارتباطاً بالأرض في الاغتراب، لذلك آثر المغتربون إشادة المباني والعمارة منه، واكتسبت صفة مميزة ذات قيمة مضافة، وهي نشر جمالية الحجر الخاصة التي تزين أغلب أبنية القرية

وأضاف: «إن التميز التي شهدته "سهوة بلاطة" بجمال بناء عمرانها حمل مقومات متعددة، أولها أصرار مغتربي القرية على استخدام تلك المادة البازلتية في الجمال الخارجي للأبنية، حيث ربطوا الأشكال الهندسية العمرانية بتلك الحجارة، معتبرين العوائد والفوائد في جعل التشارك بين الأجيال وربط معالم الماضي بالحاضر بطريقة تحمل البعد الحداثوي وتقانته والاحتفاظ بالقديم وجماله، والأمر الباعث للحظة الجميلة هو الشعور حين تدخل إلى منزل معاصر بالعلم والثقافة والفكر، وتجده مبنياً من الحجارة البازلتية داخلياً وخارجياً، شعور له دلالات كثيرة، أولها استذكار الماضي وأحداثه بطريقة سردية حكائية جميلة التعبير بين الطفولة والمراحل العمرية المختلفة».

سيف الدين الحناوي

وأكد "سعيد البني" رئيس بلدية "سهوة البلاطة" إصرار المغتربين على ربط الماضي بالحاضر من خلال البازلت، وقال: «يرى مغتربو قرية "سهوة البلاطة" البازلت التعبير الحقيقي عن جمال الطبيعة، وأرادوا أن يصوروا ما حملوه من بلاد الاغتراب ليجسدوا العلاقة الترابطية بين الماضي والحاضر، بجعل الحجارة البازلتية النموذج الواقعي والثقافة الجمعية التي تحمل قيم الماضي العريق والحاضر الوثيق، خاصة أن النسيج العمراني الذي زهت به القرية كان على أساس هذه الحجارة، حيث اعتمد معظم المغتربين النقوش التاريخية ذات الدلالة، كمناظر يستمتع بها الزائر لكل منزل من منازل القرية، بغية تجسيد الثقافة التاريخية التي تميزت بها المنطقة، بأشكال هندسية متنوعة لها الاعتبار الدلالي في المعنى والمبنى».

وعن علاقة المغتربين بالبازلت، بيّن المغترب "عاطف البني" بالقول: «شهدت قريتنا نهضة عمرانية لعلاقة أهلها بموروثهم التاريخي، وكان البازلت أكثر ارتباطاً بالأرض في الاغتراب، لذلك آثر المغتربون إشادة المباني والعمارة منه، واكتسبت صفة مميزة ذات قيمة مضافة، وهي نشر جمالية الحجر الخاصة التي تزين أغلب أبنية القرية».

الأستاذ سعيد البني
احدى البيوت