يكوّن النجاح حالة من الانفعال في التعبير عن الفرح، حيث يعبر المجتمع بطرائق مختلفة في الطقوس بين الريف والمدينة، وبين الماضي والحاضر.

حول طقوس النجاح بين الماضي والحاضر، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 28 تموز 2017، التقت المربي "أدهم البربور" مدير مدرسة "زياد العشعوش" للتعليم الأساسي، الذي بيّن قائلاً: «طالما كان الامتحان محطة مهمة وصعبة في حياة الطالب الدراسية، من حيث الالتزام بالدراسة والوقت لشهور عدة، بالمقابل يعدّ النجاح المحصلة الأهم، التي تثمر عن التعب طوال السنة الدراسية، وهذا التعب لا ينعكس على الطالب وحده، بل على كامل الأسرة من خلال التزامها أيضاً بتوفير المناخ الملائم والبيئة الإيجابية للطالب خلال مرحلة دراسته، من هنا نستطيع القول إن فرحة النجاح سوف تشمل جميع أفراد الأسرة، لهذا وبما أن أغلب الأسر يمكن أن يكون لديها ابن يتحضر للامتحان، فإن مجموع الأسر سوف تتشارك بذات الفرحة بالنجاج.

لعل التعبير عن فرح النجاح في القرية يمثّل طابعاً ونموذجاً مختلفاً حسب طبيعة المجتمع وأفراده، كأن يتم معرفة أن فلاناً ابن فلان ناجح من خلال الزغاريد، وكعادة قديمة كان الأهل يشعلون (طبوع جلي) ليظهر منه دخان على سطوح المنازل، وهذا العمل كان أحد الأساليب القديمة، إضافة إلى إقامة الولائم أو "التعاليل" والسهرات، وتقديم أكلات شعبية كـ"اللزاقيات" لأنها تأخذ طابع الحلويات. أما في المدينة، فربما بات التعبير عن النجاح أقلّ حدة؛ إذ بدل التوتر النفسي الذي يحصل قبل معرفة النتيجة، فإن عوامل الاتصال والتواصل الاجتماعي جعلت الأمر أكثر بساطة، ومعرفة النتيجة لا تحتاج إلى جهد، وطرائق وأساليب الفرح في المدينة تنحصر في الزيارات الخاصة للناجح وأهله. إذاً، منظومة العادات بين الماضي والحاضر اختلفت مع اختلاف تقنية الحياة وأساليبها

وفي ريف "السويداء" يتم استقبال النجاح من اللحظة التي يتم فيها إعلان أسماء الطلاب الناجحين عبر مكبر الصوت الخاص بالقرية، وفي تلك الأثناء فإن كافة أهالي القرية يصغون لسماع أسماء الناجحين، وهنا تظهر بوادر البهجة والفرح عند ذكر كل اسم يخص عائلة معينة، فنسمع أصوات الزغاريد أو بعض الأهازيج الشعبية، ومنهم من يقوم بنثر الأرز تعبيراً عن تلك الفرحة. وأيضاً كانت تقام السهرات الاجتماعية التي تضم أفراد الأسرة والعائلة والجيران والأصدقاء، حيث يقوم الجميع بالمشاركة بكافة الأغاني والأهازيج والدبكات الشعبية المعتادة في سهرات الأفراح عامة، كما يقوم أهل الطالب الناجح (المعازيب) بتقديم الضيافة الشعبية لجميع الحاضرين مثل: "رز بحليب" والفواكه الموسمية، وبعض الحلويات المصنوعة ضمن المنزل، ولا بد أن تكون القهوة العربية هي الضيافة الرئيسة التي تقدم لكل شخص حضر للمشاركة في سهرة النجاح، أو كما تسمى بالعامية (سهرة التعليلة)، علماً أن هذه (التعاليل) يتم الإعلان عنها وعن مكانها عبر مكبر الصوت أيضاً، والدعوة مفتوحة للجميع».

الأستاذ أدهم البربور

وتابع الحديث عن الاحتفالات التي تقام في المدينة بالقول: «هناك بعض الفروقات بين القرية والمدينة، من حيث طريقة تلك الأفراح، ولا سيما أن اختلاف البيئة يفرض اختلاف هذه الطقوس مع أن المضمون ذاته؛ فالطالب في المدينة يتوجه بنفسه إلى المركز الذي يتم فيه إعلان النتائج، وهو مضطر ليقف ضمن الطابور أو ضمن تلك الجمهرة من الطلاب الذين يسعون لقراءة أسمائهم المعلقة ضمن لوحة ما على الجدار، في حين أن الأهل ينتظرون عودة ولدهم ليبشرهم بنتيجته، وهنا أيضاً تطلق الزغاريد ابتهاجاً بالنجاح، وقد يتبع ذلك أن يخرج الطالب الناجح مع أصدقائه إلى مكان عام، كمطعم أو حديقة عامة لقضاء بعض الوقت والترفيه تعبيراً عن فرحة النجاح، ويمكن أن يشارك الأقارب والأصدقاء والجيران من خلال تقديم التهاني والهدايا أثناء زيارة أسرة الطالب الناجح، إن الفرح ذاته غير مقيد بمكان محدد أو قرية أو مدينة، لكن تختلف الأساليب تبعاً للبيئة الاجتماعية، وكلنا نعلم أن الفرق واضح بين القرية والمدينة في الأسلوب والطريقة بالتعبير عن الفرح بما يحكم من عادات وتقاليد اجتماعية».

وفي رأي آخر، أضاف المحامي "باسم حاطوم" عن هذا الموضوع: «لعل التعبير عن فرح النجاح في القرية يمثّل طابعاً ونموذجاً مختلفاً حسب طبيعة المجتمع وأفراده، كأن يتم معرفة أن فلاناً ابن فلان ناجح من خلال الزغاريد، وكعادة قديمة كان الأهل يشعلون (طبوع جلي) ليظهر منه دخان على سطوح المنازل، وهذا العمل كان أحد الأساليب القديمة، إضافة إلى إقامة الولائم أو "التعاليل" والسهرات، وتقديم أكلات شعبية كـ"اللزاقيات" لأنها تأخذ طابع الحلويات.

النجاح المدني والتعبير عنه

أما في المدينة، فربما بات التعبير عن النجاح أقلّ حدة؛ إذ بدل التوتر النفسي الذي يحصل قبل معرفة النتيجة، فإن عوامل الاتصال والتواصل الاجتماعي جعلت الأمر أكثر بساطة، ومعرفة النتيجة لا تحتاج إلى جهد، وطرائق وأساليب الفرح في المدينة تنحصر في الزيارات الخاصة للناجح وأهله. إذاً، منظومة العادات بين الماضي والحاضر اختلفت مع اختلاف تقنية الحياة وأساليبها».

المحامي باسم حاطوم