لم يكن الشارع البيئي الذي تمّ افتتاحه في مدينة "شهبا" عملاً فردياً، أو مؤسسة رسمية، بل كان الاثنين معاً، ليترك على الرغم من قصره لوحة فنية متكاملة المعالم، ويضيف إلى المدينة الوادعة بناسها وآثارها لبنة جديدة في بناء الإنسان.

مدونة وطن "eSyria" تابعت فعاليات العمل والافتتاح بتاريخ 11 حزيران 2017، والتقت الفنان "حميد نوفل" الذي ساهم بلمساته الفنية في المنظر العام للشارع، حيث قال: «"بيتي أنا بيتك" إحدى الفعاليات التي نفذت المشروع على الأرض، فوحده العنوان له من دلالات الألفة والعيش المشترك والمحبة؛ وهو ما يعزز بداخلنا روح التعاون والحضور في هذه الحياة، حضور ذو قيمة. يداً بيد غرسنا شجرة ووردة، وكان للون معناه. جميعاً ساهمنا بقدر ما استطعنا بتسمية شارع في مدينة (شارع البيئة)، إنه ليس مجرد شارع أو حديقة، إنه عنوان للخير المتأصل في داخلنا، بلدنا تستحق منا أن نبادلها العطاء، وكان هذا المكان توقيعاً أخضر من قلوبنا المملوءة بالمحبة».

"بيتي أنا بيتك" إحدى الفعاليات التي نفذت المشروع على الأرض، فوحده العنوان له من دلالات الألفة والعيش المشترك والمحبة؛ وهو ما يعزز بداخلنا روح التعاون والحضور في هذه الحياة، حضور ذو قيمة. يداً بيد غرسنا شجرة ووردة، وكان للون معناه. جميعاً ساهمنا بقدر ما استطعنا بتسمية شارع في مدينة (شارع البيئة)، إنه ليس مجرد شارع أو حديقة، إنه عنوان للخير المتأصل في داخلنا، بلدنا تستحق منا أن نبادلها العطاء، وكان هذا المكان توقيعاً أخضر من قلوبنا المملوءة بالمحبة

مدرّسة اللغة العربية "نجوى الطويل" من فريق "بيتي أنا بيتك"، قالت عن خطوات صنع الشارع ليخرج بهذا الجمال: «حصلنا على تمويل هذا المشروع من "حركة البناء الوطني" أثناء اشتراكنا بورشة عمل عن القانون 107، حيث تم تقديم عدة مشاريع من قبل المشاركين، ووقع الاختيار على مشروعنا بسبب تميزنا بعرضه وإقناع المانح به، الذي يعدّ مقدمة لتشاركيات قادمة.

الكل يعمل حتى الأطفال

المبلغ المقدم كان 250 ألف ليرة سورية، وقد تجاوزت التكاليف هذا المبلغ، بكثير، كان لمجلس المدينة دور مهم في العمل من خلال تقديم الآليات والمساعدة ببعض الأدوات، وعمل الفريق مع مجموعة من الفنانين الذين قدموا الأفكار والتصاميم التي كانت من التوالف البيئية وتحولت إلى تحف فنية يمكن استعمالها، مثل: المقاعد التي كانت براميل مرمية، وإطارات الآليات القديمة التي تحولت إلى أحواض للورود المتنوعة ومقاعد للجلوس. وكان للمجتمع المحلي دور مهم في العمل ومتابعته الدائمة».

الفنان الشاب "فادي طحطح"، أضاف عن العمل: «شارع البيئة في "شهبا" عمل جماعي مدني يهدف إلى إعادة توظيف توالف البيئة بشكل جميل يعيد شيئاً من السلام إلى وطننا، فقمنا بزراعة الشجر بعد أن قطع الكثير من أشجار بلادي، وقد حاولنا جاهدين إضفاء الألون الزاهية للمشروع لعلها تكون رسالة سلام وحب، فكم نحن بحاجة إلى مثل هذا المشروع الذي قام به مجموعة من الشباب المتحمسين والسعيدين بما صنع وسنحاول جاهدين الاستمرار بالعمل، ونرعى المشروع كي يستمر ولن نقف عند هذا، فعملنا بحاجة إلى صيانة دائمة وريّ واهتمام بالنباتات والأشجار المزروعة».

الورود في الإطارات الفنية

يذكر أنّ الشارع يلاصق مدرسة الشهيد "كمال مسعود"، و"مالية شهبا"، ومقابل ساحة المجاهد "سلطان الأطرش".

مقاعد للجلوس والراحة