في متجره "شام" للموبيليا والتحف والشرقيات، الذي أسّسه في مدينة "برشلونة" الإسبانية، يختتم "أسد نقور" رحلة طويلة من الجهد في المجال الرياضي، والعمل كدليل سياحي؛ تجربة غنية بقي فيها الوطن مقصداً ترافقه "الشام" في رحلته الأوروبية التي يعلم أنها ستطول.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 كانون الثاني 2017، تواصلت مع "أسد نقور"، الذي تحدث عن محطته الإسبانية بالقول: «عملت في مجالات عدة، وقد اختبرت الاغتراب منذ الطفولة، حيث كانت البداية في "فنزويلا"، والعودة إلى الوطن، ومن بعد مسار طويل جلّه الرياضة والحصول على رقم سوري بالوثب الطويل، وخبرة عمل كدليل سياحي لمدة طويلة أوقفها حادث سير، جعل الاغتراب مرحلة جديدة لكسب لقمة العيش، وكانت الوجهة "إسبانيا".

آخر المرشحين للاغتراب كان صديقي "أسد نقور"، لأنني تعرّفته عن قرب، وترافقنا في رحلات داخل "سورية" كان فيها دليلاً سياحياً متميزاً من حيث المعرفة والخبرة واللغة، وتميز بحرصه على تجسيد هذه المهمة بحالة من العشق لوطنه لكونه مهتماً بتاريخ الأماكن التي كانت تقصدها الوفود، حيويته كرياضي ميزة له. لم ينقطع عن العمل على الرغم من الحادث الذي تعرض له في إحدى الرحلات، لكن انخفاض عدد السياح كان الدافع إلى الاغتراب وانتقاء مكان آخر للعمل، وهذا من وجهة نظري خسارة كبيرة لنا كشركات استفادت من خبرته لسنوات طويلة. ولأنني أتواصل معه باستمرار، اطلعت على مشروعه التجاري الجديد الذي ينسجم مع عمله السياحي السابق، وخبرته في هذا المجال تجعله ناجحاً، ولديه معرفة بما سيقدمه للسوق الأوروبي الذي يطلب نوعيات مخصصة من التحف والشرقيات

وكان الاستقرار بمساعدة أصدقاء تعرّفت إليهم خلال مدة العمل كدليل سياحي، وعملت في هذا المجال هنا، لكن منذ عدة سنوات حاولنا الاتجاه إلى عمل جديد عنوانه الشرقيات وتجارة الموبيليا؛ لنؤسّس متجر "شام"، ليكون الوطن معي أينما حللت. وكان الاسم اقتراحاً من أصدقاء لي لمسوا ارتباطي بالوطن وعشقي لتراث "الشام" وأناقة صناعتها وزخرفاتها، فقد حاولنا الحصول على قطع شرقية متميزة من الأثاث الشرقي والثريات والحلي الفضية، وبعض المنسوجات الصوفية والحريرية التي تتحدث عن الفن الدمشقي، وما لم يعرفه العالم عن المنطقة وإنتاجها الذي يفوح بعطر الشرق. وأطبق جزءاً من خبرتي في المجال السياحي؛ لأنني أعرف جيداً ذوق السائح الأوروبي وما يحمل معه في طريق عودته من "سورية".

متجره في إسبانيا "شام"

رحلتي التي بدأت منذ العام 2011، فيها الكثير من المشقة والتعب النفسي والجسدي، فليس من السهل أن تترك بلدك وتأتي إلى بلد آخر عاداته وتقاليده مختلفة لتدخل مجال العمل، لكن الاغتراب بقي ملاذاً جيداً عندما انعدمت فرص العمل كدليل سياحي في بلدي».

وعن الرياضة والرقم السوري الذي حققه في سنوات الشباب، وبقي باسمه منذ عام 1986، قال: «كانت السباحة الحرة خطوتي الأولى في عالم الرياضة التي مارستها في "فنزويلا" خلال سنوات الطفولة، وبعد العودة إلى الوطن تابعت مع الرياضات الموجودة في محافظتي "السويداء"، مثل: كرة الرشق، وحصلت فيها على المركز الأول في مدينة "حمص"، وكرة السلة التي تدرجت فيها ضمن فئات النادي "العربي"، ومنها إلى تمثيل منتخب "سورية" للشباب، إلى جانب ألعاب القوى بمسابقات بطولة المحافظة وخارجها، وصولاً إلى الوثب الطويل، وبعد ضمي إلى منتخب "سورية" عام 1986، حطمت الرقم السوري المسجل باسم "زياد قات" ليكون رقمي 7.56 متر.

سامر سنيح

وخلال عقد ونصف العقد شاركت ببطولتين عربيتين في "الجزائر"، و"الأردن"، وحصلت على الترتيب الخامس عربياً، ولم يحالفني الحظ بدورة المتوسط عام 1987 في "اللاذقية"، ولم أتراجع، وتابعت ببطولة العرب في "مصر"، وكان ترتيبي الرابع، وشاركت بمعسكرات خارجية في "ألمانيا، والمجر، وروسيا، وباكو، والأردن"، ليكون قرار الاعتزال عام 1991 بهدف اختبار تجربة العمل بمجال السياحة كدليل محلي في "سورية"، حيث عملت دليلاً باللغة الإسبانية والفرنسية من عام 1999 إلى عام 2011».

وتحدث "سامر سنيح" مدير أحد المكاتب السياحية في المحافظة عن تجربة "نقور" بالقول: «آخر المرشحين للاغتراب كان صديقي "أسد نقور"، لأنني تعرّفته عن قرب، وترافقنا في رحلات داخل "سورية" كان فيها دليلاً سياحياً متميزاً من حيث المعرفة والخبرة واللغة، وتميز بحرصه على تجسيد هذه المهمة بحالة من العشق لوطنه لكونه مهتماً بتاريخ الأماكن التي كانت تقصدها الوفود، حيويته كرياضي ميزة له. لم ينقطع عن العمل على الرغم من الحادث الذي تعرض له في إحدى الرحلات، لكن انخفاض عدد السياح كان الدافع إلى الاغتراب وانتقاء مكان آخر للعمل، وهذا من وجهة نظري خسارة كبيرة لنا كشركات استفادت من خبرته لسنوات طويلة. ولأنني أتواصل معه باستمرار، اطلعت على مشروعه التجاري الجديد الذي ينسجم مع عمله السياحي السابق، وخبرته في هذا المجال تجعله ناجحاً، ولديه معرفة بما سيقدمه للسوق الأوروبي الذي يطلب نوعيات مخصصة من التحف والشرقيات».

الجدير بالذكر، أنّ "أسد نقور" من مواليد "فنزويلا" عام 1964.