تعدّ شجرة التفاح من أهم الأشجار المثمرة في "السويداء"، وهي تتعرض من حين إلى آخر لأمراض فيزيولوجية، لكن نجح الباحثون في تحديد تلك الأمراض، ووجدوا العلاج والوقاية اللازمين للحفاظ على إنتاج التفاح لأهميته.

حول الظواهر الفيزيولوجية التي تصيب ثمار التفاح، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 29 تشرين الثاني 2016، التقت الباحث الدكتور "بيان مزهر"، فبيّن قائلاً: «تتعرض ثمار التفاح للعديد من الأضرار أثناء موسم النمو وبعد القطاف والتخزين، تنجم هذه الأضرار عن اضطرابات في عمليات التمثيل الغذائي أو تقلبات في الظروف المناخية والبيئية، وليست ناجمة عن مسببات حيوية "فطرية، بكتيرية، فيروسية، وحشرية"، التي أثرت في كمية الإنتاج والمواصفات النوعية والتسويقية لثمار التفاح، وتختلف شدة الإصابة من موقع إلى آخر، ومن عام إلى آخر.

تتعرض ثمار التفاح للعديد من الأضرار أثناء موسم النمو وبعد القطاف والتخزين، تنجم هذه الأضرار عن اضطرابات في عمليات التمثيل الغذائي أو تقلبات في الظروف المناخية والبيئية، وليست ناجمة عن مسببات حيوية "فطرية، بكتيرية، فيروسية، وحشرية"، التي أثرت في كمية الإنتاج والمواصفات النوعية والتسويقية لثمار التفاح، وتختلف شدة الإصابة من موقع إلى آخر، ومن عام إلى آخر. ومن أهم الظواهر الفيزيولوجية أمراض "التفلن" التي تنقسم إلى "التفلن" الداخلي و"التفلن" الخارجي؛ فالداخلي يتمثل بظهور كتل إسفنجية في لحم الثمرة حول حجرة البذور باتجاه القشرة، وتتميز هذه الكتل بلونها الرمادي المائل إلى البني، ويصل حجمها إلى 5مم، ويلاحظ وجود فصل بين الجزء المصاب والجزء السليم. ينتج هذا المرض عن نقص عنصر "البورون"، ويؤدي إلى إصابة شديدة وتشوه شكل الثمار، ويحدث موتاً تراجعياً للتفرعات الجانبية، ويمكن أن يكتشف تورد حيث تكون الأوراق ثخينة وهشة على قمم الفروع الصغيرة، وتأخذ الأوراق شكل القارب في حالات الإصابة القوية

ومن أهم الظواهر الفيزيولوجية أمراض "التفلن" التي تنقسم إلى "التفلن" الداخلي و"التفلن" الخارجي؛ فالداخلي يتمثل بظهور كتل إسفنجية في لحم الثمرة حول حجرة البذور باتجاه القشرة، وتتميز هذه الكتل بلونها الرمادي المائل إلى البني، ويصل حجمها إلى 5مم، ويلاحظ وجود فصل بين الجزء المصاب والجزء السليم. ينتج هذا المرض عن نقص عنصر "البورون"، ويؤدي إلى إصابة شديدة وتشوه شكل الثمار، ويحدث موتاً تراجعياً للتفرعات الجانبية، ويمكن أن يكتشف تورد حيث تكون الأوراق ثخينة وهشة على قمم الفروع الصغيرة، وتأخذ الأوراق شكل القارب في حالات الإصابة القوية».

الباحث الدكتور بيان مزهر

أما "التفلن" الخارجي، أو "النقرة المرة"؛ فهي عبارة بقع غائرة تتميز بلونها البني المائل إلى الأخضر على صنف "الغولدن ديليشس"، وباللون البني على صنف "الستاركنج ديليشس"، وتكون على شكل مجموعة من الخلايا المتماوتة والجافة يتراوح قطرها ما بين 3 إلى 10مم، تظهر أكثر في منطقة الطرف الزهري للثمرة، وتظهر في الحقل وتكون واضحة بعد 4 إلى 6 أسابيع من التبريد، ويرتبط هذا بنقص عنصر الكالسيوم الناجم عن عدة عوامل، منها ما يتعلق بالأشجار؛ كحساسية بعض الأصناف "للنقرة المرة" مثل الصنف "غراني سميث"، وقوة نمو الأشجار، حيث تزداد في الثمار الناتجة عن الأشجار الفتية والقوية النمو، وكذلك بزيادة نسبة المجموع الخضري إلى كمية الثمار وكبر حجم الثمار، وعوامل تتعلق بالظروف الجوية، مثل: الأمطار المتأخرة، وانخفاض الرطوبة النسبية، وارتفاع درجات الحرارة خاصة في شهري تموز وآب، وعوامل تتعلق بالتربة، مثل نوع التربة: حامضية، وقلوية، ورملية، وارتفاع نسبة الرطوبة الأرضية ارتفاعاً كبيراً أو الجفاف، وانخفاض pH التربة، ونقص عنصر الكالسيوم، وزيادة نسبة الآزوت، وزيادة نسبة Mg+K/Ca، وانخفاض محتوى عنصر البورون أو زيادته. وهناك عوامل تتعلق بالعمليات الزراعية، مثل التقليم الخاطئ ويتمثل بالتقليم الجائر، وعدم "خف الدوابر"، وعدم "خف الثمار"، وعدم القيام بالتقليم الصيفي، وموعد القطاف؛ كالتبكير بالقطاف يمكن أن يشجع ظهور النقرة المرة، والتسميد مثل زيادة التسميد الآزوتي أو استخدام العناصر الكبرى من دون إضافة العناصر الصغرى إلى التربة، أو الرش الورقي، والري المتأخر، وعدم انتظام الري يساهم مساهمة كبيرة في ظهور النقرة المرة».

وحول كيفية الوقاية وعلاج تلك الظواهر الفيزيولوجية، بيّنت الباحثة الدكتورة "علا الحلبي" من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، في مركز بحوث "السويداء"، قائلة: «لقد قمنا مع عدد من الزملاء الباحثين، منهم: د. "بيان مزهر"، م. "طلعت عامر"، م. "سامر أبوحمدان" ضمن قسم بحوث التفاحيات والكرمة ودائرة الموارد الطبيعية؛ بالبحث للتوصل إلى العلاج المناسب للتفلن الداخلي الذي يتمثل بإضافة عنصر "البورون" إلى التربة أو رشّ الأشجار بالأسمدة الورقية الحاوية على عنصر البورون خلال مدة الإزهار؛ خاصة في مرحلة الطور القرمزي وقبل تفتح الأزهار، وهناك إجراءات متبعة للوقاية من النقرة المرة أو التفلن الخارجي، منها تجنب زراعة الأصناف الحساسة للنقرة المرة، وإجراء عمليات التقليم الصيفي خاصة للأشجار الفتية وقوية النمو، والقيام بعمليات التقليم المتوازن للثمار، وإضافة عنصر الكالسيوم إلى التربة وتعديل حموضتها، وتنظيم عمليات الري في المناطق المروية، وضرورة استخدام التقنيات الحديثة في الري، وقطف الثمار بموعدها الأمثل. أما علاج التفلن الخارجي أو النقرة المرة، فهو عن طريق رشّ الأشجار بأحد مركبات الكالسيوم بمعدل أربع مرات تبدأ من شهر حزيران، وتنتهي قبل شهر من موعد القطاف، مع مراعاة اختبار المركبات المستخدمة على نطاق ضيق ثم تعميمها، وتغطيس الثمار بكلوريد الكالسيوم بعد القطاف، وقبل تخزينها».

الدكتورة علا الحلبي

وتابعت الباحثة الدكتورة "علا الحلبي" بالقول: «هناك ظواهر أخرى مثل التبقع الفليني وهو عبارة عن بقع غائرة قليلاً ما تظهر خلال موعد مبكر على الثمار، وتكون معظم أجزاء الثمرة عرضة لها، وتصل مساحتها حتى 2سم، تتميز بلونها الأخضر مع تلون بني في لحم الثمرة، ويكون قوامه جافاً، ينجم هذا المرض عن نقص عنصر الكالسيوم، ويكون علاجه مشابهاً لعلاج مرض النقرة المرة، والتلون البني للقشرة "السفحة واللسعة"؛ وهو عبارة عن تلون بني سطحي من دون حدود واضحة يظهر على قشرة الثمرة فقط، أما لحم الثمرة الواقع تحت منطقة التلون، فيبقى سليماً؛ وهو ما يسبب انخفاض القيمة التسويقية للثمار. أما الأسباب، فتعود إلى نشاط عمليات الأكسدة داخل الثمار، حيث تبقى المواد الناتجة عن عملية الأكسدة في البشرة؛ وهذا يؤدي إلى حدوث التلون البني.

ويزداد المرض نتيجة عوامل، أهمها: القطف المبكر للثمار، وتخزين الثمار ضمن شروط سيئة من حيث الحرارة والرطوبة والتهوية، ودرجات الحرارة المرتفعة خلال شهري حزيران وتموز، إضافة إلى الخريف البارد. وللوقاية منها لابد من التسميد المتوازن وتجنب الإفراط بالتسميد الآزوتي، والتقليم الجيد الذي يوفر الإضاءة الكافية للثمار، وقطف الثمار في موعدها الأمثل، والتبريد التحضيري للثمار، ومعاملة الثمار بأحد مضادات الأكسدة، مثل: "الفينيل أمين، أو فيتامين E"، وتأمين شروط التخزين النظامية، وتجنب تذبذب درجات الحرارة ضمن غرف التبريد، وهناك ملاحظة أن عملية تشميع الثمار قد تؤدي إلى زيادة هذه الظاهرة».

من ثمار التفاح