تعاني محافظة "السويداء" نقصاً في مواردها المائية، وهي إشكالية ضمن تقنية حصاد المياه بالخزانات المغلقة في الحبس الأعلى للمساقط المائية، حيث أصبحت من التقنيات الناجحة خاصة بالريّ التكميلي عند هطولات مطرية ضعيفة.

حول تقنية حصاد المياه والريّ التكميلي؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 أيلول 2016، التقت الباحث المهندس "عاطف عبد العال" في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، قسم الموارد الطبيعية في مركز "بحوث السويداء"، الذي بيّن قائلاً: «تعدّ المناطق الجافة وشبه الجافة من المناطق التي تعاني نقصاً كبيراً في مواردها المائية؛ فمعدلات الهطول المطري لا تتجاوز 250مم سنوياً في منطقة البحث، وتمثّل السفوح الجبلية والهضابية والمنحدرات في هذه المناطق جزءاً لا يمكن تجاهله تقدّر مساحتها أكثر من 32% من المساحة الإجمالية، وتعدّ من المناطق المتدهورة بدرجة خطرة بسبب الانجرافات الكبيرة الناجمة عن الشدات المطرية العالية، وإن إعادة تأهيلها واستزراعها بالشجيرات المتحملة للجفاف من الضرورات البيئية الملحة من خلال إدخال أنظمة الحصاد المائي. وفي حالات أخرى، يمكن الاستفادة من هذه المناطق كمناطق تمثّل مساقط مائية عالية الجريان يمكن الاستفادة منها في التخزين المباشر، أو تحويل المياه إلى مناطق زراعية ذات ميول متوسطة وضعيفة، وأثبتت التجارب أن استخدام التقنيات المناسبة والمدروسة لإعاقة مياه الجريان تعمل على زيادة رطوبة التربة وتضبط الانجراف المائي وتؤمن الاحتياج المائي للمزروعات على الميول المتوسطة والكبيرة، حيث تزداد فيها معدلات الجريان السطحي، وإن استغلالها في إنشاء أنظمة الحصاد المائي للتخزين واستخدامه للريّ التكميلي يعطي نتائج ذات مردود عالٍ من حيث إعادة تأهيل العديد من المناطق التي تعاني الانجراف والتدهور في المناطق الجافة وشبه الجافة».

لقد تفوّقت معاملة زراعة "البطم"، تلتها "اللوز"، وأخيراً "التين" لجميع معاملات التقنيات، وانخفضت قيم الترسيب على معاملة حصاد المياه مقارنة بالشاهد بنسبة زادت على 65%. وتعدّ تقنيات حصاد المياه ذات تكلفة اقتصادية متدنية بالمقارنة مع النتائج التي تم الحصول عليها، ومع توفير استخدام المياه الجوفية للريّ التكميلي، حيث تم تأهيل نحو 1 هكتار بكثافة زراعية 100 متر مربع، بنسب بقاء للأشجار أكثر من 80% عند هطولات مطرية متدنية جداً، مع الأخذ بعين الاعتبار حفظ التربة وضبط الانجراف، ويمكن زيادة حجوم الخزانات بالاعتماد على كمية المياه الإضافية المطلوبة بما يتلاءم مع المساحة الزراعية

وحول استخدام تقنية حصاد المياه، تابع الباحث "عاطف عبد العال" بالقول: «إن استخدام تقنيات حصاد المياه للزراعة والتخزين للريّ التكميلي يعدّ في الوقت الحاضر من الحاجات الملحة لإدارة المساقط المائية حتى في المناطق الرطبة وشبه الرطبة التي تتصف بطبيعة تضاريسية معقدة؛ كما هو الحال في المناطق الساحلية ومناطق "السويداء" في المنطقة الجنوبية؛ لكونها تعاني أيضاً التدهور الشديد الناجم عن ازدياد درجات الانجراف في الترب الزراعية الذي نجم عنه انخفاض ملحوظ في الإنتاجية العامة للأشجار المثمرة بأنواعها؛ إذ تعدّ الإدارة المتكاملة للمساقط المائية عن طريق أنظمة الحصاد المائي للزراعة مباشرة والتخزين لأغراض الريّ التكميلي والاستعمالات المختلفة ذات أهمية تطبيقية كبيرة، حيث يمكن استخدامها على نطاق واسع في مناطق البادية السورية التي تعاني شحّاً كبيراً في مصادر المياه للريّ والاستعمالات المنزلية، التي تحتاج الزراعات فيها وخاصة الأشجار إلى الريّ التكميلي خلال الأشهر الحرجة وعند تأخر موسم الأمطار. وإن عملية نجاح البحوث فيها ولو على المستوى المحدود ستعطي نجاحاً كبيراً في المناطق ذات المعدلات المطرية الجيدة، ومن خلال تنفيذ بحث إدارة المساقط المائية باستخدام حصاد المياه المباشر للزراعة والريّ التكميلي من حصاد المياه في البادية. وقد تم تعميم البحث على مناطق الساحل ومناطق "إدلب" و"عفرين" عند المزارعين، ولاقت استحساناً وقناعة لدى المزارعين بسبب النجاح المباشر الذي حققته التقنيات المنفذة من حيث وقف التدهور أو زيادة الإنتاجية للأشجار بأنواعها».

المهندس عاطف عبد العال

وعن أهداف البحث بيّن الباحث المهندس "حسام أبو الفضل" بالقول: «كان الهدف من البحث دراسة تأثير التقنيات الحجرية على السفوح الجبلية في تأمين الاحتياج المائي لبعض الأنواع من الأشجار المثمرة المتحملة للجفاف، ودراسة تأثير حصاد المياه بالخزانات المغلقة في تأمين المياه للريّ التكميلي لبعض أنواع الأشجار بالتزامن مع استخدام تقنيات حصاد المياه على مستوى الشجرة بفرق الميل الطبوغرافي من دون الحاجة إلى ضخّ، وإعادة تأهيل السفوح الجبلية وضبط انجراف التربة الزراعية، مع دراسة الجدوى الاقتصادية للتقنيات الحجرية، إضافة إلى إنشاء موقع نموذجي بحثي تنموي لنقل التكنولوجيا، وتحققت نتائج، من أهمها اعتبار تقنية حصاد المياه بالخزانات المغلقة في الحبس الأعلى للمساقط المائية من التقنيات الناجحة، حيث يمكن تأمين كميات كافية من المياه لمختلف الاستعمالات، وخاصة الريّ التكميلي عند هطولات مطرية ضعيفة نسبياً، حيث تعمل تقنيات حصاد المياه بالجدران الحجرية على الميول المتوسطة والكبيرة على تأمين كميات من مياه الجريان السطحي ترفع قيمة الهطول المطري بنسبة تتجاوز الضعفين (120مم إلى 280مم) بالاستناد إلى الشدات المطرية ومساحة المسقط المائي للتقنية، واستخدام تقنيات الحصاد المائي والريّ والريّ التكميلي من حصاد المياه يزيد قيمة الواردات أكثر من 4 أضعاف، وتعدّ من الإدارات الناجحة للمساقط المائية في ظروف المناطق الجافة وشبه الجافة، ورفع قيمة الرطوبة الوزنية المخزنة في التربة لمعاملة حصاد المياه بنسبة تزيد على 75% مقارنة بالشاهد، و124% لحصاد المياه مع الريّ التكميلي من حصاد المياه للموسم، وازدياد نسبة بقاء الشجيرات على معاملة حصاد المياه والريّ التكميلي من حصاد المياه ولكافة المعاملات الزراعية 95%، تلتها معاملة حصاد المياه 76%، ومن ثم الشاهد 2%، حيث كانت النسبة منخفضة جداً».

ويتابع الباحث "أبو الفضل" سرد الاستفادة من هذا البحث بالقول: «لقد تفوّقت معاملة زراعة "البطم"، تلتها "اللوز"، وأخيراً "التين" لجميع معاملات التقنيات، وانخفضت قيم الترسيب على معاملة حصاد المياه مقارنة بالشاهد بنسبة زادت على 65%. وتعدّ تقنيات حصاد المياه ذات تكلفة اقتصادية متدنية بالمقارنة مع النتائج التي تم الحصول عليها، ومع توفير استخدام المياه الجوفية للريّ التكميلي، حيث تم تأهيل نحو 1 هكتار بكثافة زراعية 100 متر مربع، بنسب بقاء للأشجار أكثر من 80% عند هطولات مطرية متدنية جداً، مع الأخذ بعين الاعتبار حفظ التربة وضبط الانجراف، ويمكن زيادة حجوم الخزانات بالاعتماد على كمية المياه الإضافية المطلوبة بما يتلاءم مع المساحة الزراعية».

المهندس حسام أبو الفضل
من المناطق الجافة