عشرون دقيقة على مسرح "البيل" في "بيروت" كانت كافية للمصفف "ناصر سلام" لتقديم تسريحة أهلّته لنيل الجائزة الأولى، والثانية بعمر الثامنة عشرة؛ لينال بعدها لقب أصغر مصفف في الشرق الأوسط.

هو ابن قرية "طربا" شمال شرق "السويداء" الذي اختار المهنة بناء على عشق للفن وكل ما هو غير مألوف ومميز، رسم طريقه إلى الشهرة ليكون المفضل لدى عدد كبير من مشاهير الفن والمجتمع اللبناني الذي يقدر موهبته وجمال حرفته، كما حدثنا المصور الفني "أيسر الشعراني" خلال لقاء أجرته مدونة وطن "eSyria" معه بتاريخ 21 حزيران 2016، وقال: «من يتعامل مع "ناصر سلام" يتلمس طاقة كبيرة وحالة من الطموح صقل فيه كشاب في سن المراهقة موهبة أكبر من سنوات عمره عندما كان يبحث عن مساعدات تحت قدميه ترفعه لتصل يديه إلى شعر الزبونة ويقدم لها تصاميمه الغريبة والمتميزة، ولأنه عشق المهنة وأثبت قدرته كان طريقه إلى "لبنان" البلد الذي يعشق الذوق والفن والجمال مشرقاً.

شاب مميز لديه أفكار فنية راقية، أتوقع له شهرة كبيرة تنسجم مع طاقاته، لكونه يقدم للزبونة التصميم المناسب وبحرفية عالية والعمل بطريقة سريعة، ولديه الكفاءة ليقدم تسريحة ثانية خلال الحفلة؛ وهذا وفق طلب العروس، وكان عمله ناجحاً بامتياز، ومن طريقة عمله يتضح ما لديه من خبرات مميزة تدل على أسلوب يتلاقى مع المزينين العالميين، وحضوره لمدة قصيرة في "السويداء" كان فرصة جيدة للتعرف إلى أعماله، وهو اليوم أحد الأسماء المعروفة والمطلوبة، وما حققه بهذا العمر دليل على تميزه، وأتوقع له مستقبلاً مشرقاً

وبعد مجموعة من الجوائز هو اليوم من الأسماء اللامعة في أكبر صالونات ودور الإنتاج الفني الكبرى، التي تستفيد من خبرته التي قدمها على المسارح بأسلوب مميز وغريب، لتكون موهبة الشاب وساماً على صدره تعرفه به الكثير من الشخصيات الفنية وتطلبه بالاسم ليكون مزيناً لها في برامج تلفزيونية على الشاشات اللبنانية مثل "رابعة الزيات" وعدد من المشاهير من خلال صالون "جو رعد" المشهور، ليكون متخصصاً في تغيير "التسريحات" خلال السهرة بوقت قياسي؛ فهو مزين الحفلات النوعية وهذا ما زاد من شهرته، وقد لمع اسمه بما قدمه من تصاميم غريبة لتقصده اليوم مجموعة كبيرة من الصبايا ليكون صاحب اللمسة الفنية التي تزينهن في الأعراس والمناسبات».

العروس ميساء دياب

من انتظاره لغفوة أمه ليسرح شعرها وتصميم تسريحات لأخته وبنات العائلة اكتشف أنه يعشق هذا المجال؛ حيث نذر وقته ليظهر ويتميز بمرحلة مبكرة ويسافر خلف حلمه إلى لبنان برحلة اغتراب أثمرت جوائز وتكريمات أهلته ليكون مصففاً لعدد من المشاهير على الساحة الفنية؛ كما أخبرنا الشاب المغترب "ناصر سلام" خلال إجازته في "سورية" أيار 2016، وقال: «إلى جانب ميلي إلى الموسيقا والفن بوجه عام كانت عيناي تراقبان الشعر الجميل وأتخيل أنني دائماً قادر على تصفيفه بشكل مميز، بدأت مشواري من صالون المزينة "مجدولين عبد الباقي" كمتدرب وصالون "عماد العشعوش"، حيث عملت بهما من دون أجر لاكتساب الخبرة والتدريب، كنت أنتظر أمي حتى تنام وأبدأ تصفيف شعرها وأكون بما لدي من خيال تسريحة جميلة وكذلك أختي، وكم ترجيت بنات عمي ليتركن لي فرصة تسريح شعرهن.

كانت هذه طفولتي وموهبتي التي أخذت أطورها من عمر أحد عشر عاماً، حيث كنت أنتظر بداية العطلة الصيفية لأبدأ العمل في الصالون بفرح ومحبة كبيرة لهذه المهنة التي حققت طموحي، لتكون خطوة الاغتراب بعمر الخامسة عشرة؛ حيث اختبرت العمل في لبنان وكانت البداية من صالون "طلال طبارة" في منطقة "الفردان"، ومن هذا الصالون تقدمت إلى مسابقة الجيل الجديد في لبنان لأحصل على الجائزة الأولى والثانية بعمر الثامنة عشرة، حيث أنجزت على مسرح "البيل" تسريحة معقدة وغريبة عبارة عن نوع من "التجديل" بوقت قياسي لم يزد على 20 ثانية على المسرح وأمام الجمهور.

التسريحة التي نال عليها ناصر سلام الجائزة

ومنها كانت انطلاقتي إلى عالم رحب، حيث التحقت بشركة "جو رعد" المشهورة التي احتضنت موهبتي لأكون اليوم مصففاً لعدد كبير من المشاهير، حيث قُدّرت موهبتي وأخذت أتطور مع العمل للتحضير لـ"الكليبات" الغنائية ممارساً هوايتي بتصميم وتنفيذ كل ما هو غريب وحديث من "تمشيطات" أثنى عليها المهتمون، وأخرج عن كل ما هو تقليدي، وهذه التجربة جعلتني أكتسب مهارات متنوعة تكمل عملي حيث التواصل مع المحيط والتحضير الدائم لأفكار جديدة.

اليوم وبعد مرحلة أعدّها منتجة من حيث العمل المهني الحقيقي الذي أخذ بيدي إلى مساحات رحبة من العروض والفرص، ويكفي أن أُطلب لأسماء بارزة ومعروفة بطلّتها على الشاشات، والأجمل أن أكون شاباً سورياً، وأنال هذه الفرص مع أن الاغتراب بالنسبة لي كان اختيارياً؛ لأنني أكمل مشروع الدراسة، حيث درست لغة في الأردن لمدة سنتين، ودرست بمعهد للضيافة الجوية، لكن فرصتي بالعمل في مجال التزيين بقيت الأبهى في عيني، وهي اليوم طريقي الذي أحاول رسمه وفق ما لدي من قدرات وما أحصل عليه من مهارات في هذا البلد».

خلال إجازاته لهذا العام تابع "ناصر" مجموعة من الصبايا في التحضير لحفلات الخطبة والزواج بتقديم تسريحات وفق طلبهن، ومنهن "ميساء دياب" مدرّسة أعجبها ذوق هذا الشاب وما قدمه لها ولأخواتها من تصاميم مميزة، وقالت: «شاب مميز لديه أفكار فنية راقية، أتوقع له شهرة كبيرة تنسجم مع طاقاته، لكونه يقدم للزبونة التصميم المناسب وبحرفية عالية والعمل بطريقة سريعة، ولديه الكفاءة ليقدم تسريحة ثانية خلال الحفلة؛ وهذا وفق طلب العروس، وكان عمله ناجحاً بامتياز، ومن طريقة عمله يتضح ما لديه من خبرات مميزة تدل على أسلوب يتلاقى مع المزينين العالميين، وحضوره لمدة قصيرة في "السويداء" كان فرصة جيدة للتعرف إلى أعماله، وهو اليوم أحد الأسماء المعروفة والمطلوبة، وما حققه بهذا العمر دليل على تميزه، وأتوقع له مستقبلاً مشرقاً».

جدير بالذكر، أن "ناصر سلام" من مواليد 1994 قرية "طربا"، حمل لقب أصغر مصمم في الشرق الأوسط بعد نيله للجائزة الأولى من الجيل الجديد.