تعدّ "كبة العريس" من العادات التراثية الشعبية القديمة الحاملة للتكافل الاجتماعي في "جبل العرب"؛ التي ما زالت مستمرة إلى يومنا الحالي.

حيث تأتي النسوة إلى منزل أهل العريس وهنّ يحملن جزءاً من مكونات "الكبّة" كالبرغل، والسمن العربي، حيث يدخلن بالأغاني والأهازيج الشعبية التراثية للمشاركة في إعداد "كبة العريس".

من مراسم الأفراح في "جبل العرب"، وقبل زفة العروس بيوم يتم إعداد الطعام لـ"الجاهة والكدة*" التي ستقوم بجلب العروس من قرية ما أو منطقة سواء أكانت بعيدة أم قريبة إلى قرية العريس، حيث يتم إعداد أكلة شعبية من وحي المناسبة استهلالاً لتحضير "المناسف"، فيعملون على إطعام الجاهة الكبّة، وتسمى "كبة العريس"؛ إذ لأكلات الكبة أنواع منها "الكبة النية"؛ حيث يتم إعدادها بعد ذبح "المعاليف" أو في مناسبات الأفراح، وتقدم للأهل المشاركين في صنع "القِرى" الغداء للضيوف في اليوم التالي من الزفاف، ومكونات الكبّة بوجه عام: (لحم ضان أحمر خالٍ من الدهن، برغل كبة "ناعم"، إضافة إلى البصل، والتوابل)، ويتم إعداد عجينة الكبّة حيث تفرم اللحمة فرماً ناعماً، أو تدق بالجرن، وقديماً كانوا يدقون اللحم على بلاطة حجرية تسمى بلاطة الكبّة، أما آلة الدق فهي مدقة من الخشب تسمى "الميجنة"

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 نيسان 2016، التقت الباحث التراثي "فوزات رزق" عضو اتحاد الكتاب العرب؛ الذي بيّن قائلاً: «من مراسم الأفراح في "جبل العرب"، وقبل زفة العروس بيوم يتم إعداد الطعام لـ"الجاهة والكدة*" التي ستقوم بجلب العروس من قرية ما أو منطقة سواء أكانت بعيدة أم قريبة إلى قرية العريس، حيث يتم إعداد أكلة شعبية من وحي المناسبة استهلالاً لتحضير "المناسف"، فيعملون على إطعام الجاهة الكبّة، وتسمى "كبة العريس"؛ إذ لأكلات الكبة أنواع منها "الكبة النية"؛ حيث يتم إعدادها بعد ذبح "المعاليف" أو في مناسبات الأفراح، وتقدم للأهل المشاركين في صنع "القِرى" الغداء للضيوف في اليوم التالي من الزفاف، ومكونات الكبّة بوجه عام: (لحم ضان أحمر خالٍ من الدهن، برغل كبة "ناعم"، إضافة إلى البصل، والتوابل)، ويتم إعداد عجينة الكبّة حيث تفرم اللحمة فرماً ناعماً، أو تدق بالجرن، وقديماً كانوا يدقون اللحم على بلاطة حجرية تسمى بلاطة الكبّة، أما آلة الدق فهي مدقة من الخشب تسمى "الميجنة"».

الباحث فوزات رزق

وتابع الباحث "فوزات رزق" حديثه حول العلاقة الحميمة التي تتخللها صناعة "كبة العريس" بتبديد الليل بالقول: «الأهم في هذه اللحظات أنه في أثناء دق اللحمة تتجمع النسوة حول بعضهن وتبدأن الأهازيج الغنائية وبأصوات رخيمة منسجمة، وباقي النسوة يرددن المقاطع الغنائية، فيعملن طوال الليل من دون كلل أو ملل، حيث يقسمن العمل فيما بينهن، فمنهن من تغسل البرغل بالماء، وبعضهن يقمن بالمرحلة الثانية في إضافة اللحم المفروم أو المدقوق إلى البرغل، بعد أن تقوم النسوة بإحضار البصل والمردكوش والنعناع وفرم الخضار، وإضافة التوابل والملح، وتبدأ مرحلة جديدة هي دعك الخليط باليدين جيداً حتى يلين، وهنا تغنّي النسوة أغنيات شعبية تراثية، مثل:

"جينا نفلفل برغلنا... كيد العدا ما هزنا

"الكبة مع القفرة بالسمن" بقرية رامي

الله يديمك بو فلان... حتى انظل بعزنا"

وبعدها توضع "الكبّة" في صينية على شكل هرم في رأسه حفرة تعبأ بالسمن العربي، وتقدم مع البصل اليابس أو الأخضر، كما تقدم السلطة، وربما يملأن الجرن (بالحميس) إذا كانت الكبة مع "ذبيحة المعاليف"، وصحون السمن العربي، وهذه العادة ما زالت مستمرة في كثير من قرى "جبل العرب"، ولها جمالها ورونقها، ولعل القسم الأكبر من أفراد المجتمع المحلي ما زال مصمماً عليها للشعور بالتكافل الاجتماعي والمشاركة الوجدانية الصادقة، والأهم أنها باتت ثقافة شعبية جمعية».

الأستاذ رافع مقلد

الأستاذ "رافع مقلد" من قرية "رامي" بيّن بالقول: «تعدّ هذه العادة من العادات التراثية الجميلة التي ما زال أهلنا مستمرين بها في قريتنا "رامي"، وهي تعبر عن المشاركة الوجدانية الحقيقية لأهالي القرية، خاصة أن استرداد التكاليف حاضرة من دون الشعور بها من قبل أهالي الفرح أو أهل العريس، إذ لا تأتي واحدة من النسوة إلى مناسبة تحضير "كبة العريس" من دون أن تحضر شيئاً بيدها من مواد "الكبة"؛ فبعضهن يحضرن السمن، والبرغل، واللحم "الضان" الأحمر، وبعضهن الحلويات، والخضار والفاكهة، حيث يشعر صاحب المناسبة أن التشاركية واضحة.

ويقيناً بأن هناك جملاً شعبية تطبيقية تقال في المناسبة، فعندما حينما تأتي النساء وهن يحملن مواد "الكبة" تستقبلهن أم العريس وأخواته وعماته وأقاربه وهن يهللن بالزغاريد والأهازيج، ويتبادلن عبارات، مثل: (مكلفين حالكن)، فيأتي الرد: (ما إنتو مسلفين هالناس كلها). إذن، هو الشعور بالقيم الاجتماعية التراثية واستحضارها باللحظة المناسبة بكلمات بسيطة معبرة ذات دلالة عالية، وقبل البدء بالعمل ومساعدة النسوة في التحضير يقمن بغناء أهزوجة من الأهازيج الشعبية، مثل:

"بالورد والحنة رشو الوسايد بالورد... ياخذ ويتهنا قولوا للعريس ياخذ ويتهنا"».

  • الكدة هم مجموعة من الوجهاء والرجال الذين يتميزون بالحضور الاجتماعي وهم من اقارب العريس ويقومون بمهمة جلب العروس او طلبها.