تعتمد لعبة "الذئب والغنمة" المنتشرة في "ريف السويداء" قوة التركيز، وسرعة البديهة، وهي اللعبة التي تتميز بأنها مختلطة بين الذكور والإناث، فتبرز بينهما عملية حوارية غنائية، بأسلوب يمنح الثقة بالنفس.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 نيسان 2016، في مدينة "شهبا" مدرّس الرياضة "غسان الطويل" الباحث الدائم عن الألعاب القديمة لتقديمها في المعسكرات الصيفية لأطفال المرحلة الابتدائية، حيث تحدث عن مكان لعبة "الذئب والغنمة" وكيفية البدء فيها، ويقول: «ما يميز هذه اللعبة أنها لا تحتاج إلى مساحات مفتوحة وكبيرة، ولكن إذا وجد المكان الواسع فإبداعات الصغار تظهر بوضوح من خلال المناورة وسرعة الحركة.

تتميز هذه اللعبة بالجماعية أيضاً من خلال المناورات التي يقوم بها أعضاء الفريق بالتعاون مع الغنمة لتشتيت انتباه وتركيز الذئب؛ الذي يحاول منذ البداية لمس الأضعف في المجموعة من أجل كسب النقاط والتفرغ للأقوياء

تتألف اللعبة من فريقين غير محدد عددهما بين الذكور والإناث، حيث يتم اختيار شاب صغير قوي البنية يمثل فريقه وحده، وهو يمثل أيضاً الشر والقوة، وفتاة قوية لرئاسة الفريق الآخر، حيث يقوم الفتى بدور الذئب، والفتاة تلعب دور الغنمة، والأطفال الآخرون هم الخراف الصغيرة، لتبدأ اللعبة بحوارية بين رأسي الفريقين.

المدرب غسان الطويل

يقف الفريقان أحدهما مقابل الآخر، حيث تبدأ الحوارية بين الذئب والغنمة، فيفتتحها الذئب بالقول: (أنا الذيب وباكلهن)، فترد الغنمة: (أنا أمّن بحميهن)، الذئب: (ضايع لي طاسي حمرا)، الغنمة: (يجعلك ما تلاقيها)، الذئب: (بلاقيها وبلاقيها)، الغنمة: (يجعلك ما تلاقيها)، الذئب محاولاً تغيير مسار الحوار: (رايح قشقش حطباتي)، الغنمة بعد أن كشفت أمره: (خايفة على ولاداتي)، الذئب يظهر نواياه الحقيقية: (ما باخذ إلا المدلل)، الغنمة بتحدٍّ: (ما بعطيك إلا الحرذون)، الذئب: (باخذو وبحرق دمك)، الغنمة: (خلي المدلل لأمه)، الذئب: (قشرة بصلة)، الغنمة: (قشرة ثوم)، الذئب: (قشرة ثوم)، الغنمة: (قشرة بصلة)، الذئب معلناً بدء المناورة: (أنا الست الخطافي)، ومن هنا يقفز الذئب محاولاً اختطاف أحد الأبناء الصغار الذين يحتمون خلف أمهم، وهي تحاول اعتراض طريقه ومنعه من الوصول إلى أي واحد من الفريق، وكلما لمس "الذئب" لاعباً أخرجه من اللعبة.. حتى النهاية».

طالبة الحقوق "رنين عامر" تحدثت عن ذكرياتها مع اللعبة، وأهم ما يميزها وتقول: «في العادة يجب أن يكون الأطفال متقنين لأدوارهم، وبالنسبة للحوارية التي تبدأ بها اللعبة فهي متغيرة دائماً، وكنا نزيد عليها أو ننقص منها، لكن الجميل فيها أننا كنا نغنيها بطريقتنا مع تمثيل المشهد وكأنه حقيقي، وقد منحت هذه اللعبة الكثير من الثقة لنا في المدرسة من خلال قدرتنا على المحادثة، وعدم الخجل من الآخرين، أما عندما تبدأ اللعبة عملياً فالذي ينجو من اللمس عليه أن يتمتع بالدهاء وسرعة البديهة، ومراقبة حركات الذئب جيداً، والذي يبقى إلى النهاية يتم اختياره في الدور القادم ليكون الذئب».

أثناء المطاردة

تضيف: «تتميز هذه اللعبة بالجماعية أيضاً من خلال المناورات التي يقوم بها أعضاء الفريق بالتعاون مع الغنمة لتشتيت انتباه وتركيز الذئب؛ الذي يحاول منذ البداية لمس الأضعف في المجموعة من أجل كسب النقاط والتفرغ للأقوياء».