مضى "عيد الأضحى" في "حديقة ملاهي مدينة شهبا" بالفرح والسرور على الأطفال وذويهم بعد أن فتحت الأبواب والألعاب والمطاعم المرافقة مجاناً أمام كل داخل.

وبعيداً عن لغة الربح والخسارة؛ جالت مدونة وطن "eSyria" في حديقة الملاهي المحاذية لنادي "شهبا الرياضي" بتاريخ 27 أيلول 2015؛ حيث التقت الطفلة "إنجي زين الدين" البالغة من العمر سبع سنوات، التي تحدثت عن يومها الأخير في العيد، فقالت: «أتيت مع والدتي إلى حديقة الملاهي، ولعبت بالقطار المتحرك والأراجيح العالية والسفينة، ولم أرجع إلى المنزل إلا في المساء، وقد صادفت الكثيرين من رفاق مدرستي هنا، ولعبنا معاً حتى تعبنا».

أتيت مع والدتي إلى حديقة الملاهي، ولعبت بالقطار المتحرك والأراجيح العالية والسفينة، ولم أرجع إلى المنزل إلا في المساء، وقد صادفت الكثيرين من رفاق مدرستي هنا، ولعبنا معاً حتى تعبنا

أما ربة المنزل "هيا سالم" القادمة من قرية "الرضيمة الشرقية" فأضافت: «تعد "حديقة الملاهي في شهبا" المتنفس شبه الوحيد في المنطقة لأطفالنا خلال العيد بعد أن بات الذهاب إلى مدينة "السويداء" عبئاً ثقيلاً علينا، وهي تتربع في مكان جميل جنوب البوابات الجنوبية الأثرية، ومقابل النادي الرياضي. وعلى الرغم من بساطة الألعاب فهي واسعة ويفرح الأولاد بالتنقل بين أقسامها، وهناك أماكن للعائلات موضوعة في مكان عالٍ لكي يتسنى لهم مشاهدة ومراقبة أبنائهم من دون توتر، وفي المساء يكون الهواء عليلاً.

صافي الخطيب يشارك الأطفال فرحهم

وهذه السنة كان أصحاب الحديقة أكثر من رائعين، فعلى الرغم من الوضع المادي الصعب لكثير من المصالح؛ إلا أن اللمسات الإنسانية كانت طاغية، وقد فوجئنا عندما علمنا على باب الدخول أن كل ما يتعلق بالحديقة هو مجاني مثل الألعاب والمشتريات المتعلقة بها، وهو أمر أكثر من رائع خاصة للعائلات التي تعاني من الضعف المادي، ولك أن تتخيل فرحة الأطفال وهم يتنقلون بين الأقسام بنظام وانضباط، ولاحظنا حرص العاملين على تقديم أفضل ما لديهم لخدمة الوافدين وهم يعلمون أن كل عملهم من دون أي مقابل سوى كلمة شكراً».

بدوره تحدث عضو الجمعية الخيرية في المدينة "صافي الخطيب" عن هذا المكان وما يقام به، بالقول: «ليست المرة الأولى التي تقام فعاليات مجانية في الحديقة، فمنذ أن دخلنا مرحلة الأزمة وفي المدينة عدد من أهلنا المهجرين، فكان الاهتمام بأبنائهم في محاولة من فعاليات المدينة لزرع البسمة والأمل على وجوههم وفي نفوسهم، وكانت هذه الملاهي المكان الرحب لكي نقوم بفعالياتنا تجاه الأطفال، فصاحبها المستثمر "أسامة عامر" يساهم بالمكان وما فيه، ونحن نقدم الهدايا وما يرافقها من مسابقات في الرسم والمسرح والموسيقا، وهذه السنة كانت الملاهي المكان شبه الوحيد الذي يقصده الناس في الأعياد لأنها مصدر للأمان من خلال التنظيم، فالحراس يمنعون الأطفال من مغادرة الباب من دون أهلهم، والخدمة جيدة على الرغم من أقسامها العديدة، ولم يتوانَ صاحبها في إسعاد الأطفال بأغلب المناسبات في فتح الأبواب مجاناً وتحضير مفاجآت ممتعة لهم كالطعام والهدايا؛ وهو ما مثّل ظاهرة جميلة وسمعة عطرة للحديقة وأصحابها، والجميع يشهدون أن هذا الرجل وأخيه المغترب في دولة الإمارات "طارق عامر" يقدمان الكثير للطفولة من خلال هذه الحديقة».

الأطفال مع الكبار لمة محبة

تعد "حديقة الملاهي" جزءاً من استثمارات "نادي شهبا الرياضي"، ومنذ بداية استثمارها عام 2010 وهي تواكب التطور بوجه دائم لكي تحافظ على سمعتها، يقول المستثمر "أسامة عامر" عن ذلك: «لم يكن الهدف من استثمار الحديقة مادياً أبداً، ويدخل استثمارها من باب خلق فرص عمل جديدة للشباب تحفظ كرامتهم، والملاهي عبارة عن مكان آمن للمتعة والتسلية وتجديد النشاط، وهو ما حاولنا منحه للناس من خلال الجلسات الهادئة البعيدة عن الألعاب وضجيج الأطفال، والمبادرات التي نقوم بها ليست شيئاً يذكر عندما تجد الفرح يخيم على المكان، فكل طفل يأتي إلينا يحمل في ذاكرته الكثير من الوجع، ومهمتنا مع الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية في المدينة محو تلك الذكريات وإيجاد البديل المفرح بدلاً منها، والألعاب الموجودة ليست متطورة كما في الملاهي الأخرى لكنها تفي بالغرض، ودائماً نحاول خلق مبادرات جديدة فيها مثل الحفلات والمسابقات الطريفة المحرضة للخيال والإبداع عند الأطفال، فهي على الرغم من صغر مساحتها إلا أنها كافية لاستقبال المئات بفضل شعارها الدائم وهو المحبة».

ألعاب متنوعة وهدايا