تشرف "منارة حبران" بقمتها وارتفاعها الشاهق على بقايا معبد أثري؛ ما زالت حجارته تستخدم من قبل الأهالي في زخرفة أبنيتهم وإضفاء الجمال العمراني عليها، ناهيك عن سورها الحامل لدلالات تاريخية تعود إلى العصور الآرامية والنبطية.

مدونة وطن "eSyria" زارت موقع المنارة بتاريخ 11 شباط 2015، والتقت الأستاذ "قاسم أبو سعد" الذي يقطن إلى جوارها في القرية؛ مبيناً حدودها واتجاهاتها قائلاً: «تستند المنارة إلى كتلة صخرية من الغرب والجنوب كانت تتألف من برج يتوسط الكتلة ولم يبقَ فيها سوى بقايا عمود قديم وبجانبه فتحة تمتد إلى عمق الكتلة أغلقتها يد الإنسان وركام السنين، ومن الثابت أن المنارة تستند إلى معبد قديم كان ديراً أو مدرسة دينية لتعليم الكهنة، أكد ذلك مخطط أحضره عالم ألماني من إحدى مناطق "نيويورك" كتب عليه معبد "حبران"، وهو يشير إلى المدخل من الشمال وطبيعة الحجارة والنقوش عليها، حيث يبدأ من الشمال ويتفرع منها مدخل يلتف حول السور الشرقي إلى مدخل آخر تظهر بقاياه في الجانب الشرقي الجنوبي للمنارة. وقد سُلّم للسيد "عادل أبو سعد" الذي سلّمه بدوره لدائرة الآثار في "السويداء"، ويحتفظ بصور عنه وصور عند الشيخ "نايف الحناني" في مقام أحد الأولياء، فنجد بقايا المعبد من الغرب وهو عبارة عن باب حجري "حلس" قديم كنا ندخل من هذا الباب فنجد عقداً من القناطر المزدوجة عقدت فوق بعضها بعضاً».

تقع المنارة في أقصى جنوب بلدة "حبران" وكانت تأخذ شكل القلعة المحصنة، يقوم فوقها معبد نبطي مهم عائد إلى القرن الثاني الميلادي أي 155 بعد الميلاد، وذلك حسب الكتابة التأسيسية التي وجدت له في القرية، وهي باللغة اليونانية، وللأسف عوامل الزمن أثرت في الموقع ولم يبق من المعبد المذكور شيء، فقد جرى تدميره في فترات لاحقة ونقلت حجارته إلى داخل القرية وقسم آخر بنيت فيه المدافن، ومن المعلوم أن قرية "حبران" عامرة منذ الفترة النبطية الرومانية، ووجود هكذا معبد يشير إلى أهميتها التاريخية، ومازالت في البلدة حتى تاريخه بعض المباني الأثرية القديمة التي تحتاج إلى الدراسة، لكن المعلومة العلمية التي لا بد منها أن بقايا أسوار المنارة تعود إلى فترة أقدم من تاريخ المعبد، ويعتقد أنها عائدة إلى الآرامية والنبطية؛ وهذا ما يحتاج إلى دراسات ميدانية أكثر مما قدم للتأكد من تاريخ الموقع

الباحث المهندس "رافع أبو سعد" تحدث عن قدمها التاريخي بقوله: «كتب على المنارة وعلى الكثير من حجارتها كلمات باللغة اليونانية، أو وجد عليها رسومات بيزنطية، علماً أن العلماء يعتقدون أن عمرها يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، حيث تمت إشادتها في العصر النبطي الذي كانت تدل عليه ومازالت الحفر في الصخور، حيث نجد أن هذا الصرح محفور في الصخر الذي مازال ماثلاً من واجهة الغرب والجنوب الغربي، بينما الجهات الأخرى مشادة بسور مزدوج، ربما كان الهدف منه الحماية من الغارات فإذا تهدّم الجدار الخارجي تبقى المنارة صامدة بفضل الجدران الداخلية التي تشاهد بعض معالمها المطمورة في التراب في الجانب الشرقي من المنارة.

الأستاذ قاسم أبو سعد

يروي بعضهم أن مدخل الفرسان إلى داخل هذا الصرح كان يشكل من الشمال من جانب مدخل المعبد دائرة باتجاه الشرق، وهنا كنا نلاحظ بقايا المدخل يتجه إلى داخل الصرح، ولكن ما نشاهده اليوم هو الجزء العلوي الذي بقي، حتى غطاه الركام حالياً بسبب الانهيار وعوامل الطبيعة، وتبدلات الحياة الدائمة خاصة أن طبيعة القرية مرتفعة وتتعرض لعوامل جوية قاسية في فصل الشتاء، الأمر الذي جعل عملية التبدل والانهيار للأحجار كبيرة، ومن جهة أخرى نقل الفرنسيون الكثير من الأحجار المهمة والأثرية إلى متاحفهم في الماضي».

الباحث الأثري "حسين زين الدين" رئيس دائرة الآثار في "السويداء" بيّن تاريخ المنارة وموقعها قائلاً: «تقع المنارة في أقصى جنوب بلدة "حبران" وكانت تأخذ شكل القلعة المحصنة، يقوم فوقها معبد نبطي مهم عائد إلى القرن الثاني الميلادي أي 155 بعد الميلاد، وذلك حسب الكتابة التأسيسية التي وجدت له في القرية، وهي باللغة اليونانية، وللأسف عوامل الزمن أثرت في الموقع ولم يبق من المعبد المذكور شيء، فقد جرى تدميره في فترات لاحقة ونقلت حجارته إلى داخل القرية وقسم آخر بنيت فيه المدافن، ومن المعلوم أن قرية "حبران" عامرة منذ الفترة النبطية الرومانية، ووجود هكذا معبد يشير إلى أهميتها التاريخية، ومازالت في البلدة حتى تاريخه بعض المباني الأثرية القديمة التي تحتاج إلى الدراسة، لكن المعلومة العلمية التي لا بد منها أن بقايا أسوار المنارة تعود إلى فترة أقدم من تاريخ المعبد، ويعتقد أنها عائدة إلى الآرامية والنبطية؛ وهذا ما يحتاج إلى دراسات ميدانية أكثر مما قدم للتأكد من تاريخ الموقع».

سور المنارة
من أحجار المنارة المتواجدة في المنازل