كان إلى وقت قريب واحداً من الطرق العادية غير المكتملة، ويخدم عدة بيوت لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، حتى تحول بين ليلة وضحاها إلى شريان أساس في حياة شريحة كبيرة من المجتمع، وخلق بيئة جديدة في مدينة "شهبا".

مدونة وطن "eSyria" التقت المحامي الأستاذ "جلال علي دنون" يوم الأحد الواقع في 7 كانون الأول 2014، وهو المحاضر في فرع جامعة الاقتصاد الرابعة الذي تحدث عن أهمية الطريق، ودوره في إنعاش المنطقة: «ليس سراً أن السبب الرئيس في تكملة الطريق هو وجود الجامعة نفسها ليصل إلى أبوابها، ويحيطها من ثلاث جهات، فكما هو معروف أن إنشاء أي طريق بات يتطلب إمكانيات مادية كبيرة، وتعاوناً بين أكثر من جهة، وهو ما حصل هنا عندما تعاونت وزارة الإدارة المحلية ممثلة بمجلس مدينة "شهبا" مع وزارة التعليم العالي؛ لكي يستطيع الطلبة الوصول بيسر وأمان إلى قاعات الدرس في المدرسة التي تحولت هذه السنة إلى فرع رابع لكلية الاقتصاد، وقد ساهم هذا الطريق في إحياء المنطقة خدمياً واقتصادياً واجتماعياً أيضاً، فهو يتفرع من نهاية الشارع الرئيس الممتد نحو قرية "مردك" غرباً ليصعد باتجاه الجنوب حتى آخر منزل في تلك المنطقة، وقبل أن ينتهي يتفرع نحو الشرق ليصل إلى مقر الجامعة، وهذا الكيان الكبير (الجامعة) يحتاج إلى عدة خدمات من أجل الطلاب مثل الأكشاك والمكتبات ومواقف للسيارات والمطاعم، وكلها تتوقف على هذا الطريق ومحيطه، ومن ناحية أخرى فهو أنعش المنطقة المحيطة زراعياً وعقارياً، وهذا الأمر معروف تماماً، فإحداث أي طريق في منطقة ما زالت بكراً يجعل الأفكار تتفتق، والمصالح تتحرك تلقائياً».

لقد اكتمل تعبيد الطريق فعلياً قبل أن يبدأ العام الدراسي لطلاب السنة الأولى، حيث قامت ورشات الإسكان العسكري بالتنفيذ الجيد والمميز للطريق وفق المخططات والدراسات الهندسية الموضوعة، وبسرعة وجودة عالية، وبتكلفة إجمالية بلغت 16 مليون ليرة سورية، وقدم المجلس كل الإمكانات المتاحة حتى يكتمل الطريق في هذه المنطقة التي تعد بعيدة نسبياً عن مركز المدينة، وهو أمر جيد بالنسبة للجميع في إحياء منطقة نامية وجعلها ملأى بالحركة والنمو، وقد قمنا بوضع إشارات الدلالة في بداية الطريق من أجل التعريف بوجود الجامعة، وهو بلا شك خلق واقعاً خدمياً كبيراً في المنطقة تظهر نتائجه على أرض الواقع كل يوم

المحامي "عماد الطويل" رئيس المجلس البلدي لمدينة "شهبا" تحدث عن القيمة المادية للطريق وما قدمه المجلس: «لقد اكتمل تعبيد الطريق فعلياً قبل أن يبدأ العام الدراسي لطلاب السنة الأولى، حيث قامت ورشات الإسكان العسكري بالتنفيذ الجيد والمميز للطريق وفق المخططات والدراسات الهندسية الموضوعة، وبسرعة وجودة عالية، وبتكلفة إجمالية بلغت 16 مليون ليرة سورية، وقدم المجلس كل الإمكانات المتاحة حتى يكتمل الطريق في هذه المنطقة التي تعد بعيدة نسبياً عن مركز المدينة، وهو أمر جيد بالنسبة للجميع في إحياء منطقة نامية وجعلها ملأى بالحركة والنمو، وقد قمنا بوضع إشارات الدلالة في بداية الطريق من أجل التعريف بوجود الجامعة، وهو بلا شك خلق واقعاً خدمياً كبيراً في المنطقة تظهر نتائجه على أرض الواقع كل يوم».

الأستاذ جلال دنون على الطريق.

سائق إحدى السيارات العامة السيد "تيسير أبو جهجاه" تحدث عن الآثار الاقتصادية لتعبيد الطريق من وجهة نظره، وكيفية استثمار ذلك بالقول: «لقد فتح إنشاؤه مصدر رزق جديد لعدد من الناس، ومنهم قطاع النقل في المدينة وجوارها من القرى، فمقر فرع الكلية بعيد نسبياً عن المركز، وهو يقع جنوب المدينة، وقليلون من الناس يعرفونه أو سمعوا به، ولكن الوضع تغير بصورة كبيرة وبات مصدراً مهماً لعدد من السائقين الذين تعاقدوا مع الطلاب والموظفين لإيصالهم إلى الجامعة والعودة بهم في ساعة معينة، ولأن فرع الجامعة جديد فهو يحتاج للموظفين والعمال والخدمات المتعددة، وهذا أيضاً يجعل حركة المرور عليه مستمرة ومتواصلة وتأتي بالفائدة على السائقين من جهة، وعلى طالبي العمل من جهة أخرى.

ومن جهة ثانية فإن هذه العملية (الجامعة والطريق) تتطلب تلقائياً سكناً للطلاب القادمين من المحافظات الأخرى، وهو ما يجعل المتعهدين للعقارات يشدون أنظارهم نحو تلك المنطقة لكونها تحقق موارد مالية كبيرة وعلى إثرها تقوم مصالح كثيرة ومتعددة ضمن هذه المنطقة التي تذكر الجميع بما حصل عندما أنشئت جامعة "عريقة" وأحيت تلك البلدة».

إشارة الدلالة الطريق الرئيس.

يذكر أن الطريق ذو اتجاه واحد، ومجهز بتمديد الكهرباء، ما يجعل إنارته أمراً ممكناً، وهو بحكم حداثته يتمتع بمواصفات فنية جيدة من حيث نوعية الإسمنت وسماكته.

الطريق المحيط بالجامعة.