حجارة محفورة القلب، متناثرة في القرية إلى جانب آثار "قنوات" المتبقية، كانت أعمدة أثرية لمعبد وسرايا، تم هدمها ومن ثم حفرت وأصبحت مثقوبة واستخدمت في البناء.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 تشرين الأول 2014، الأستاذ "حمد شكر زين الدين" مدرس ومدير المركز الثقافي في بلدة "قنوات" سابقاً، وعن "الأعمدة المثقوبة" المتواجدة في موقع "قنوات" الأثري التي صنعت حديثاً من أعمدة أثرية قديمة ليس بهدف التخريب وإنما الحاجة هي السبب الذي دفع أهل القرية لذلك، ويقول: «نقلاً عن الشيخ "أبو حمود ناصر أبو خير"، فقد كان المعبد الجنوبي باقياً كامل الأجزاء بجدرانه وأعمدته، وذلك في بداية القرن العشرين، ويظهر ذلك في صور الرحالة الذين زاروا المكان بين عامي 1891–1905م، ثم قام شيخ القرية "أحمد الهجري" بإحضار عدد من العمال اللبنانيين أصحاب الخبرة في البناء والأدوات الأكثر تطوراً، ليقوموا بهدم تلك الأعمدة وتقطيع حجارته إلى نصفين، ومن ثم ثقب الحجر من أجل صنع عبّارة لجر المياه إلى المطحنة التي تعمل بواسطة المياه المنقولة من "محاقن المياه"، أي من أماكن تجمع المياه أيام الشتاء، إلا أنه كثيراً ما ينكسر الحجر ويصبح غير صالح لجر المياه أو لإعادة ترميم المعبد».

كما تم استخدام تلك الحجارة لبناء منازل القرية، وقد سجلت عن لسان الشيخ "محمد العقباني" أنه كان للسرايا جدار من الجهة الشمالية وتزينه بوابات منقوشة عليها كما البوابات الغربية، وقد تم هدمه وبناء جدار يمتد من نفس المكان حتى المطحنة بارتفاع أربعة أمتار من أجل وضع الحجارة المثقوبة على شكل قناة مياه لإيصالها إلى المطحنة، وبعد وجود مطحنة تعمل على الديزل في "قنوات" توقفت المطحنة الأثرية وأزيل الجدار بنقل حجارته إلى بناء بيوت في زمن الاحتلال الفرنسي

ويتابع: «كما تم استخدام تلك الحجارة لبناء منازل القرية، وقد سجلت عن لسان الشيخ "محمد العقباني" أنه كان للسرايا جدار من الجهة الشمالية وتزينه بوابات منقوشة عليها كما البوابات الغربية، وقد تم هدمه وبناء جدار يمتد من نفس المكان حتى المطحنة بارتفاع أربعة أمتار من أجل وضع الحجارة المثقوبة على شكل قناة مياه لإيصالها إلى المطحنة، وبعد وجود مطحنة تعمل على الديزل في "قنوات" توقفت المطحنة الأثرية وأزيل الجدار بنقل حجارته إلى بناء بيوت في زمن الاحتلال الفرنسي».

الأستاذ "حمد شكر زين الدين"

وعن تقاسم أهل القرية لتلك الحجارة يضيف "زين الدين": «الجدار الغربي في معبد "إله السماء القلعة"، تقاسمه كل من "حسن أبو خير"، و"سلمان أيوب"، وكل واحد منهما بنى بيته من هذه الحجارة، أما السرايا فقد أعطي الحجر الأوسط بين الكنيستين الشرقية والغربية للشيخ "إسماعيل أبو غوش"، وقام بهدم الجدار وبنى بيتاً شرق السرايا، إلا أنه عندما جاء الاحتلال الفرنسي هدم كل البيوت المراصفة للسرايا، كما أعطي "علي شقير" حجارة وسط الكنيسة الشرقية ليبني بيتاً له، وداخل الكنيسة الشرقية بعد الدخول من البوابة الجميلة، كان هناك بهو كبير مسقوف بالقناطر، يبدو أنه كان مكاناً لدفن الموتى، لوجود حوض ماء محفور في الصخر بشكل دائري، سكنه الشيخ "أبو حسين محمد الهجري" في البداية، ثم سكنه الشيخ "أبو محمد حسين الهجري"، حيث قام بهدمه وبنى من حجارته بيتاً جانب الوادي، وفي الوقت الحالي المنزل مهجور، وقد كانت الأرض مغطاة بلوحات جميلة من الفسيفساء حتى أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين، منها ما نقله الفرنسيون ومنها ما خربته أيدي العابثين، إضافة إلى أن قصر "المرشد" أعطي لآل "زريفة"، وقد بنى "شبلي زريفة" المضافة في داره من حجارة القصر، ودار "سليم زريفة"، و"سليمان زريفة" أيضاً، وكان يتم هدم الحجارة برمي الحبال وربطها بأحد الحجارة ويتم شدها حتى يسحب الحجر من المنتصف وتقع باقي الحجارة».

أما الدكتور "علي أبو عساف" مدير الآثار سابقاً، في الجزء الثاني من كتابه "الآثار في جبل حوران"، فتحدث عن البيوت الجبلية وطريقة بنائها قديماً، ويقول: «بنيت البيوت في "السويداء" بأسلوب معماري واحد، فقد استفاد المعماريون من الصخور والحجارة البازلتية المتوافرة في المنطقة أو الموقع، وذلك لغرض دك الأساسات، في حين أن الجدران شيدت بـ"الدبش" من غير نحت، وتم حشو الفراغات بـ"الصر" لإحكام الرص، ويبلغ ارتفاع الجدران في البيت ثلاثة أمتار يتوجها ربدات السقف والحجارة الحاملة لها، وتتصل الجدران بعضها مع بعض بواسطة زاوية حادة، حجارتها متشابكة تربطها مع بعضها بعضاً، بنيت جوانب المدخل بتقانة جيدة حيث تتناوب فيها الحجارة القصيرة مع الطويلة ليتماسك البنيان، ولا توجد دلائل على إقفالها، لم يعثر المنقبون على آثار للسقف، وهذا يرجح أن السقوف كانت من مادة خفيفة سريعة العطب كالخشب أو التراب».

الحجارة المثقوبة التي استخدمت قديماً في المطحنة
من حجارة الأعمدة الأثرية