منذ منتصف القرن الثاني الميلادي وحتى نهاية الاحتلال العثماني لـ"جبل العرب"، كان نزل (فندق) لإيواء ضيوف مدينة "قنوات"؛ كتاباته يونانية وطرازه روماني وتميزه حجارة البازلت.

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث في الآثار "وليد أبو رايد" بتاريخ 8 تموز 2014، الذي تحدث عن موقع النزل وأهيمته ويقول: «يقع "نزل قنوات" إلى الشمال من مبنى الحمامات، الذي يفصله طريق مرصوف بالحجارة عن المجلس القديم (مبنى البلدية الحالي)، أي إنه يقع وسط البلدة القديمة بجوار مفترق طرق على امتداد الطريق الرومانية الصاعدة إلى معبد "زوس" والمتجهة إلى قرية "سيع"، ويرجع تاريخ بنائه إلى عامي 124 - 125 ميلادي، وتدل الكتابة اليونانية التي عثر عليها على أحد الجدران الداخلية فيه على وظيفته كفندق أو نزل، يتألف المبنى من طابقين كبيرين مع مدخل مبلط بالحجر البازلتي، وواجهته أيضاً مبنية من الحجر البازلتي المنحوت بشكل جيد، والذي يميزها وجود عدد من الصلبان التي تعود إلى العصر "البيزنطي"، وقد تحول المبنى لاحقاً إلى مقر لسكن إحدى الشخصيات الدينية المهمة، غير أنه ما زال حتى الآن يتبع للأملاك الخاصة، ولم يتم استملاكه من قبل دائرة آثار "السويداء"، وهو ما يجعل دراسته بحاجة للمزيد من البحث والتقصي، لمعرفة حالة البناء من الداخل بشكل مفصل ومعرفة طبيعة الفنادق القديمة وما تحويه من خدمات للزوار، علماً أنه النزل الوحيد في منطقة جنوب "سورية" ما يدل على مكانة المدينة القديمة دينياً، فكانت تضم أسقفية كبيرة يحج إليها آلاف المؤمنين كل عام».

حدث ذلك الأمر بين عامي 1904 – 1905 عندما جاء عدد من الأشخاص المبشرين أو المستشرقين الأجانب، وباتوا عدداً من الليالي في النزل، وبحسب المسنين في المدينة الذين كانوا قد تناقلوا الحادثة فإن هؤلاء قد قاموا بتكسير حجر داخل النزل عليه كتابة يونانية غير مترجمة ورحلوا إلى جهة مجهولة، ومنذ ذلك الوقت لم تعرف ما هي الغاية من تشويه الحجر، وما هي الكتابة الموجودة عليه

وقد شهد هذا النزل حادثة ما زالت تثير الحيرة ولم تفك رموزها حتى اللحظة، حيث يسرد تفاصيلها "أبو رايد" ويقول: «حدث ذلك الأمر بين عامي 1904 – 1905 عندما جاء عدد من الأشخاص المبشرين أو المستشرقين الأجانب، وباتوا عدداً من الليالي في النزل، وبحسب المسنين في المدينة الذين كانوا قد تناقلوا الحادثة فإن هؤلاء قد قاموا بتكسير حجر داخل النزل عليه كتابة يونانية غير مترجمة ورحلوا إلى جهة مجهولة، ومنذ ذلك الوقت لم تعرف ما هي الغاية من تشويه الحجر، وما هي الكتابة الموجودة عليه».

الطريق المرصوف أمام النزل.

أما مدير دائرة آثار "السويداء" السابق الأستاذ "غالب عامر" فقد كتب في مجلة "الحوليات" الأثرية عن فندق "قنوات"، ويقول: «تتكون واجهة النزل من الحجارة البازلتية المنتظمة وهي محاطة بعمودين مربعين لهما تيجان مزخرفة بعناية، وفي الداخل فإن القوس المركزي من الطراز الروماني، وكذلك صف الميازين التي تحمل السقف، ويحتفظ الباب بحنته الذي يعلوه قوس للتخفيف عنه، ونقرأ في الأعلى كتابات يونانية تتحدث عن طبيعة البناء وزمنه، وهكذا فإن المسافرين الذين كانوا بحاجة إلى الراحة وجدوها في هذه المدينة التي هي ملتقى الطرق، ومركزاً مهماً للعبادة، وفي داخل البناء ساحة داخلية مبلطة، كانت على ما يبدو البهو الواسع داخل النزل حيث يرتاح المسافرون من عناء السفر، أو يأخذون ضيافتهم في هذه الفسحة، ونلاحظ على إحدى حنايا الممر صليباً نافراً، وقد حافظ عليه الزمن، فهل كان الصليب معاصراً للنزل؟ فإن كان كذلك، فيكون برهاناً على أن المسيحية قد دخلت إلى هذه البلاد في القرن الثاني للميلاد، أو أن هذا المبنى قد حول فيما بعد إلى كنيسة كما هي حال الكنائس العديدة في المدينة التاريخية».

الآثار الباقية أمامه، التي كانت تتبع له.
الساحة كما كانت منذ 1900 عام.