بقيت الربابة رفيقة الشاعر والآلة الموسيقية الوحيدة للقبائل العربية لقرون عدة ومازالت لهذا الزمان متداولة منتشرة لها من يتقنها، في "السويداء" ولها طقسها الخاص، هذا الطقس الذي حاول الشاعر "بشار أبو حمدان" نقله لدول الخليج، فهل نجحت التجربة؟

أغنية "لحن الموادع" إحدى التجارب الفريدة التي جمعت بين الربابة والعود في لحن عصري استقطب الجمهور، موقع eSuweda حاور الشاعر "بشار أبو حمدان" الذي شارك المطرب الخليجي "الموادع" في غناء هذه القصيدة التي نظمها الشاعر الإماراتي "عبد الله الشامسي"، وحاور المخرج والموزع الموسيقي "معتز أبو حمدان"، وسألهما عن "لحن الموادع" بوصفه باكورة لقاء خطط له بين العود والربابة وبين أبناء "جبل العرب" و"الخليج العربي" وكان لنا الحوار التالي:

بعد "لحن الموادع" كنمط فريد تم انجاز عدة مشاريع فنية منها ثنائية وأخرى إفرادية يؤديها "بشار" وهناك مجموعة من الأغاني التي سجل بعضها والآخر قيد التسجيل وهي قصائد لشعراء كبار على الساحة الخليجية وبعضها من موروثنا الشعبي الذي يشغلنا طموح نشره والتعريف به، وهي "نور الشمس" قصيدة لمعالي الوزير "علي بن سالم الكعبي" و"قصة خيال" و"تذكرتها" "والأم" قصيدة للشاعر "إياد الجباعي" من شعراء "السويداء"

  • نظمت الشعر النبطي وكانت لك بصمات واضحة في إحياء الشعر الشعبي بين الشباب، هل "لحن الموادع" تكملة لمشوارك الفني أم هي نقطة تحول؟
  • الشاعر بشار أبو حمدان والمخرج معتز أبو حمدان

    ** الشعر النبطي غني بكل أطيافه، والربابة عالم موسيقي جميل له ذكرى ومعنى في نفوس أبناء الجبل الذين يتأثرون بهذا النوع من العزف وما يرافقه من أشعار تمثل مخزون هذه المنطقة وتاريخها، وعندما نستمع لتجارب الشعر النبطي في دول الخليج وما حقق من نجاح نحلم بأن ينتشر شعر الجبل على مساحة أوسع، لتكن رسالتنا التي نحملها نضال الأجداد وحبهم للوطن وما نظموا وكتبوا خلال عهود قديمة، وبالنسبة لقصيدة "لحن الموادع" القصيدة التي حصدت جمهوراً كبيراً من القراء للشاعر المتميز "عبد الله الشامسي" صاحب لقب "الشامخ"، وكانت تجربة بدأت بالمصادفة من خلال فكرة درسها أخي المخرج والموزع الموسيقي "معتز ابو حمدان" خلال عمله في الإمارات العربية المتحدة وناقشها مع المطرب الخليجي الملقب "الموادع" وإدارة شركة "تقاسيم" المعروفة، وبالنسبة لي فقد وجدتها فرصة حلمت بها منذ زمن طويل لأقدم الربابة بشكل عصري يكمل ما قام به شعراء الجبل لتقديم الربابة كآلة تراثية صادقت الأجداد لعقود طويلة وللمحافظة على وجود هذه الآلة الرقيقة التي تعلمها القدماء بالفطرة وتفجرت طاقاتها اللحنية مع الأشعار الشعبية التي ما إن تنظم حتى تنتشر على لسان العامة، لأننا في هذه المنطقة مازلنا ننتمي لكل ما هو تراثي صادق عبر عن عواطفنا وآمالنا.

  • أجواء التصوير والاستوديوهات كانت جديدة عليك ماذا تحدثنا عن هذه التجربة؟
  • المخرج معتز أبو حمدان في مكتبه

    ** لم تكن زيارتي للإمارات بهدف التصوير لكن عندما اكتملت رؤية العمل كان قرار التصوير ولا أنكر أن العمل والجهد الأكبر تركز على التوزيع الموسيقي لعدة أسباب أن الأشعار متميزة وتم اختيار اللحن ليكون بمستوى القصيدة لكن وجود الربابة لترافق العود كانت عملية دقيقة، استهلكت بعض الوقت لتقدم هذه الآلة باللحن الراقي الجميل، وبالنسبة لي فإن التصوير في استوديوهات حديثة شعرت بأنه خطوة للأمام ليس بالنسبة لي كشاعر للربابة، بل لكل من اهتم بشعر الجبل لأننا في هذا المجال نعتمد على ما يتراكم من تجارب عسى أن تكون خطوة أوسع للانتشار وظهور الأغنية على عدد كبير من المحطات الفضائية وما لاقته من استحسان كان حافزاً حقيقياً لنتابع الإعداد لأعمال جديدة فيها بصمات الجبل وطيب أشعاره.

    أما المخرج والموزع الموسيقي "معتز أبو حمدان" فقد كانت لنا معه وقفة موسيقية سألناه فيها عن السياق الموسيقي الذي أدخلت فيه الربابة مع العود وكيف تم المزج؟

    ** كانت صعوبة العمل انك تحاول المزج بين آلتين لكل منهما مجالها الصوتي فعازف الربابة المتمكن قد يقدم خمس علامات بينما عازف العود لديه خيارات أوسع تقدمها هذه الآلة الساحرة، وكانت عملية التوزيع الموسيقي دقيقة لأننا عملنا ضمن المجال الصوتي للربابة، وكان الملحن "الموادع" مهتم بتقديم هذه التجربة بحرفية موسيقية لإظهار جمال العود والربابة وبما أن العود حصد الشهرة فإن الربابة قليلة الظهور على التلفاز، فكانت لها فرصة للتألق، وبحسب رد فعل الجمهور كانت تجربة ناجحة موسيقياً واختيار "بشار" كعازف متمكن كان له دور كبير في نجاح التجربة التي ما كانت لتتم لولا التعاون الخليجي.

    التجربة غنية ومشجعة يضيف المخرج "معتز" بقوله: «بعد "لحن الموادع" كنمط فريد تم انجاز عدة مشاريع فنية منها ثنائية وأخرى إفرادية يؤديها "بشار" وهناك مجموعة من الأغاني التي سجل بعضها والآخر قيد التسجيل وهي قصائد لشعراء كبار على الساحة الخليجية وبعضها من موروثنا الشعبي الذي يشغلنا طموح نشره والتعريف به، وهي "نور الشمس" قصيدة لمعالي الوزير "علي بن سالم الكعبي" و"قصة خيال" و"تذكرتها" "والأم" قصيدة للشاعر "إياد الجباعي" من شعراء "السويداء"».