البازلت هو صخر اندفاعي بركاني من الصخور الأساسية ولأنه لا شيء يشبه البازلت في جماله وسحر ألوانه المنعكسة وجبروته الذي يمثل العنفوان والصلابة إلى جانب رقته على أيدي النحاتين الفنانين الذين طالما سحرهم وألهمهم، هذا البازلت يقتصر استثماره في محافظة السويداء حالياً على صناعة أحجار البناء وأرصفة الطرقات وأحجار الزينة الرخامية، والمحضّرات البازلتية "رمل – بحص".

وإذا كانت الأفكار الاستثمارية عملة نادرة وثروة وطنية، فإن استثمار هذه المادة التي تمتاز بنظافتها وخاصيتها وصداقتها للبيئة، أكدت جدواه الدراسات، ويؤكد المهندس "وليد أبو خريس" مدير فرع الجيولوجيا في المحافظة في حديثه لموقع eSuweda في 29/6/2008 أن «البازلت السوري من أفضل الأنواع الملائمة لهذه الصناعة في منطقة الشرق الأوسط» وأن الصخر الخام سهل الاستخراج بسبب تكشفه على السطح ويستخرج بواسطة مقالع سطحية.

البازلت السوري من أفضل الأنواع الملائمة لهذه الصناعة في منطقة الشرق الأوسط

مناطق وجوده

تغطي الصبات البازلتية منطقة "اللجاة" (منطقة وعرية صخورها بازلتية، تمتد على طول الجهة الشمالية من "السويداء"، من صحراء "الحماد" شرقاً حتى الجزء الشرقي الشمالي من محافظة "درعا") بالكامل إضافة إلى مساحات ومناطق أخرى من المحافظة.‏ وأهمها تل "الحرف" (عبارة عن صبة بازلتية كتلية في المنطقة الجنوبية من المحافظة، تعود لتشكيلة "الزلف" BN2- السماكة الوسطية الصالحة للاستثمار 14 م، وهو بازلت أسود دقيق الحبيبات) الذي بينت التجارب نصف الصناعية تواجده فيه، وفي جنوب شرق "شهبا" أي في "وادي اللوا"، ويتألف من 18 صبة بازلتية منفصل بعضها عن بعض بالتربة الغضارية، وقد بينت التجارب صلاحيتها لإنتاج الحجارة البازلتية وغيرها،‏ ويقدر الاحتياطي في تل "الحرف" بـ 564 ألف طن وفي "وادي اللوا" بـ 2086 مليون طن إضافة لوجود احتياطيات هائلة مؤملة في كثير من المناطق واحتياطيات جيولوجية تقدر بمليارات الأمتار المكعبة.‏

الاستعمالات الصناعية

ويؤكد المهندس والخبير الجيولوجي "نواف الدبيسي" أن البازلت يمكن استعماله لإنتاج الصوف البازلتي (عبارة عن ألياف زجاجية وصخرية تستعمل للعزل بين الجدران والعزل الحراري) وإنتاج الحجارة البازلتية، إضافة إلى الاستثمارات الأخرى.‏

حيث تنبع أهمية مكامن السكوريا "الطف البركاني" (هي نواتج المقذوفات البركانية "رماد وزجاج بركاني"، وهو عالي المسامية) الموجودة في المنطقة الجنوبية من تميزها كما ونوعا ومن حيث المواصفات الفيزيائية والميكانيكية، وتتواجد في ثلاثة أنواع من الخبث البركاني، خفيف ومتوسط وثقيل يتراوح الوزن الحجمي بين 0.72 - 1.57 غ/سم والمسامية بين 29 - 75 % والسكوريا يتواجد في المنطقة الجنوبية كما في تل "شيحان" المحاذي لمدينة "شهبا" من الشمال، وفي مواقع "القلعة- غرارة- الجمل" (أماكن محاذية لمدينة شهبا من الغرب) وهي أيضاً من الأنواع الجيدة وتقارب في مواصفاتها سكوريا تل "شيحان"، وهناك العديد من المواقع السابقة يكون الطف فيها مشوباً باللون الأحمر مثل مخاريط "مجادل" (قرية تقع إلى الشمال الغربي من مدينة شهبا بمسافة 12 كم) وهي الأدنى في نوعيتها وتستخدم في الأعمال الإنشائية.‏

والاحتياطي المقدر هو: في تل "شيحان" 20 مليون طن، "القلعة" 25.7 مليون م3، "غرارة" 18 مليون م3 بالإضافة إلى وجود احتياطات مؤملة تقدر بمئات ملايين الأطنان في مختلف المناطق.‏

المواصفات الفنية للخام هي: ذو مسامية عالية ووزن حجمي قليل وعازلية كبيرة وذو بنية زجاجية، وتوجد "السكوريا" بشكل سائب عموماً ومتكشفة على السطح وتستخرج بمقالع مكشوفة وبكلفة بسيطة، ويمكن استثمارها في صناعة الصوف البازلتي من سكوريا تل "شيحان"، وكمادة لصناعة الاسمنت من سكوريا "تل شيحان- القلعة- غرارة"، وفي صناعة أحجار البلوك (حجارة بيتونية للبناء، تخلط السكوريا مع مجبولها البيتوني لتعطيها خفة الوزن والقساوة)، وفي الجدران المسبقة الصنع خفيفة الوزن.

بقي أن نقول إن الإسراع في استثمار خامات الصخور البازلتية في محافظة السويداء هام جداً، لفتح مشاريع صناعية واقتصادية تعتمد الخامات المتوافرة، كمادة أولية للكثير من الصناعات والمنتجات، والمتوافرة باحتياطيات كبيرة ونوعيات جيدة مناسبة لإقامة مشاريع صناعية واستخراجية وصناعية متطورة!!.