نواة لعمل تطوعي، شكّلها مجموعة من خريجي علم الاجتماع والإرشاد النفسي، تفردت من حيث التخصص لتقدم خدماتها على الأرض بالإرشاد وحل النزاعات الأسرية وتأهيل الشباب وعدة شرائح اجتماعية.

بهدف الانتقال من إلقاء المحاضرات إلى العمل على أرض الواقع، والاعتماد على تخصصاتهم العلمية، لتكون ثمارها أكثر وأوسع من واجبات العمل والإرشاد النفسي في المدارس وحالة التوظيف، أسسوا مجموعتهم التي تطورت لتناقش العمل الأسري بداية من الحاجة إلى تصحيح الخلل وظواهر أخذت تظهر على السطح، وتقدم خدمات علاجية واستشارية وتأهيلية، كما تحدث "سمير البني" رئيس جمعية "خطوة" للإرشاد الأسري لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 تموز 2018، وقال: «كانت البداية من التفكير بطرائق لمساعدة الأسر بالحصول على ما تحتاج إليه من مساعدات في حل مشكلاتها الاجتماعية والتربوية والسلوكية والنفسية، وعدم وجود جمعيات وجهات تهتم بقضايا الأسرة من الناحية التربوية والاجتماعية، وتعتمد مبادئ وأسساً علمية ومهنية وإرشادية.

بعد سنوات ثلاث من العمل نجدد طموحنا بإنشاء مركز إرشاد أسري في المحافظة بعدة قاعات تشمل معالجة الخلافات الأسرية بين الزوجين، والاهتمام بالأسرة التي لديها أطفال بمراحل الطفولة المبكرة والاعتناء بالمراهقين والطفل المعوق، وتأهيل المقبلين على الزواج والتربية الصحيحة، والدعم الصحي والنفسي لأسر الوافدين والاستشارات القانونية، إلى جانب إجراء الدراسات الميدانية حول قضايا الأسرة والزواج والتعاون مع المحكمة الشرعية، وحل مشكلة الدعم المالي، حيث نتكئ على رسوم الانتساب والعضوية والتطوع من قبل الأعضاء للقيام بمشاريعنا والمطلوب أكثر من ذلك تبعاً لمساحة العمل

حيث كان تلاقينا كخريجي علم اجتماع وإرشاد اجتماعي وخدمة اجتماعية لنؤسس نواة عمل أهلي غير ربحي ينظم هذه المساعدة، وعنوانه العريض الخروج عن المألوف بإلقاء النصح والمحاضرات النظرية والتلاقي مباشرة مع من يطلب المشورة، حيث استطعنا استقطاب عدد كبير من المتخصصين والبدء بفتح قنوات التأهيل والتدريب وتطوير المهارات، إلى جانب طرح أفكار لمناقشة بعض المظاهر، مثل ضعف الترابط الأسري والتواصل الاجتماعي الصحيح، والتفكك الداخلي للأسرة وعدم المشاركة وكثرة حالات الطلاق، وعدم حصول بعض المتزوجين على الإرشاد الصحيح. لتكون "خطوة" الجمعية التي أسست لهذه الغاية الأولى على مستوى القطر المتخصصة بالإرشاد الأسري، نستقبل من خلالها عدداً من الحالات، بلغت خلال مدة قصيرة أكثر من خمسين حالة، منها خلافات زوجية، ومنها مع الأطفال وصعوبات التعلم، ومشكلات مراهقين، وكل ما ينضوي تحت العنوان الأسري، إلى جانب باقة من الفعاليات التي لمسنا عن قرب حجم احتياج المجتمع إليها كخدمات تقدم بطريقة تطوعية ومدروسة من أهل الاختصاص».

من أسرة خطوة مع المدربين

وعن المعوقات والطموحات المستقبلية، يضيف: «بعد سنوات ثلاث من العمل نجدد طموحنا بإنشاء مركز إرشاد أسري في المحافظة بعدة قاعات تشمل معالجة الخلافات الأسرية بين الزوجين، والاهتمام بالأسرة التي لديها أطفال بمراحل الطفولة المبكرة والاعتناء بالمراهقين والطفل المعوق، وتأهيل المقبلين على الزواج والتربية الصحيحة، والدعم الصحي والنفسي لأسر الوافدين والاستشارات القانونية، إلى جانب إجراء الدراسات الميدانية حول قضايا الأسرة والزواج والتعاون مع المحكمة الشرعية، وحل مشكلة الدعم المالي، حيث نتكئ على رسوم الانتساب والعضوية والتطوع من قبل الأعضاء للقيام بمشاريعنا والمطلوب أكثر من ذلك تبعاً لمساحة العمل».

تقديم فرصة التأهيل وتطوير المهارات فكرة تحدثت عنها "رضية الصفدي" مرشدة نفسية من بلدة "المزرعة"، التي استفادت من أنشطة الجمعية، وقالت: «وجود تجمع له خصوصية في مجال علم الاجتماع قدم لنا فرصة الحصول على مهارات جديدة، واتباع دورات لتأهيل نحتاج إليه لتطوير الحالة العملية. العمل ميداني والتفاعل مع الظواهر الاجتماعية التي تتشابك بكثافة يحرض المرشد الاجتماعي والنفسي على المتابعة والالتحاق بهذه المشاريع، التي تكتسب أهميتها من الحالة المعرفية الغنية التي لمستها كمتدربة، وقد تابعت باقة من الأنشطة والفعاليات التي اختلفت من حيث الشكل والمضمون عن الحالة التقليدية، واكتسبت صفة البحث العلمي المدروس، لتكون أحد الأبواب التي يطرقها أفراد الأسرة لعرض المشكلة والبحث عن حلول.

رضية الصفدي ورولا نصر

فوجود الجمعية دعم للأسرة والأطفال، والدورات التي تقوم بها لزيادة خبرات الاختصاصيين من جميع فئات المجتمع والعاملين بمجال علم النفس خلق حلقة متكاملة بين ما يحتاج إليه المرشد من خبرات إضافية، وإجراءات عملية لمتابعة الطلاب، لكونهم أولى الحلقات التي تظهر من خلالها مدى انسجام الأسرة أو غيرها من الحالات».

بناء الأسرة السليمة، هدف تحدثت عنه "سمرة خويص" مرشدة اجتماعية، وأحد الأعضاء المؤسسين، وقالت: «كل معرفة تفيد في بناء المجتمع، وأي معلومة ترتبط بطريقة التجسيد عبر سلوك الفرد، ولا بد من المساعدة من خلال الدورات المتتالية والتشجيع للحصول على المعارف. ولأن دراستنا اجتماعية إنسانية، فإننا عندما بدأنا عرض فكرة الجمعية كمجموعة من المرشدين كان هدفنا الأسرة والعمل قدر الإمكان على بناء سليم للأسرة، وقد بدأنا مع مجموعة من المرشدين وحضرنا خطوات بدأت من ندوات بالمراكز الثقافية والوقوف عند مواضيع المخدرات والمراهقين والإدمان؛ فالأسرة طفل ومراهق ومشكلات زوجية.

من إحدى الفعاليات مع المدربة عبير البدعيش

هذه الجمعية نتيجة أفكار نسجت على هذا الوزن بمسيرة ثلاث سنوات من العمل على محاور الصحة النفسية وجهود من قبل المرشدين، لنتمكن من التعريف بغاياتنا وأهدافنا وتوسيع مساحة العمل والإعداد للزواج وقضايا يبعدها الواقع الاجتماعي عن النقاش محاولين رفع الغطاء، وأتصور أنه بزيادة إقبال شرائح المجتمع على التواصل والاستفادة من خدماتنا، نكون قد حققنا بعض أهدافنا، لكن المأمول أكبر باستثمار معارف كوادرنا التي تضاعفت، وشملت أكبر نسبة من المشتركين من ذوي الاختصاص والمهتمين».

الإرشاد الأسري فكرة جامعة تفردت بالاختصاص وفق حديث مدربة التنمية البشرية والمختصة بلغة الجسد "عبير البدعيش"، وقالت: «تعرفت عن قرب إلى طريقة عمل هذه المجموعة من الشباب المتخصصين، ولمست تفردها من حيث المشروع والهدف وطرائق العمل، فمن خلال عملي -لكوني أتابع مع عدة مراكز- أجد أن هذه المجموعة التطوعية والشابة لها خصوصية من حيث المنتمين إليها، فأغلبهم من المرشدين النفسيين والمعلمين، وهم الحلقات الأكثر تعاملاً مع الطلاب بالدرجة الأولى، وقد لمست رغبتهم في إتقان علوم لغة الجسد وأساليب التنمية وتطوير السلوك وكسر المفاهيم التقليدية الجامدة، واعتماد مبدأ البحث والتجربة ومواجهة الفكرة "المتكلسة" بسلوك اقترن بالعمل لإيصال الفكرة بطريقة عصرية أعدّها بداية محفزة للغوص في حياة الأطفال والشباب والمرأة والرجل والعمل لفائدة أعداد كبيرة بتأهيل عالٍ وغير مأجور.

وقد قدموا لنا كمدربين متطوعين فرصة العمل مع شرائح متنوعة وقادرة على العطاء وتقديم الخبرة على نطاق واسع، أخذنا نلمس نتائجه مع زيادة عدد المنتسبين والملتحقين بدورات تأهيلية متتابعة بعناوين دقيقة يحتاج إليها المرشد في تطوير آليات الدراسة والبحث».

"رولا نصر" معهد إدارة سياحية تابعت نشاط الفريق المؤسس، وقررت الانتساب دعماً للمشروع، وقالت: «أنا بعيدة عن اختصاص الإرشاد الاجتماعي، وعملت متطوعة في الجمعية التي أضافت عدة قضايا بداية من دورات تحسين لواقع الأسرة بوجه عام، ودورات إعداد الشباب، للعمل لبناء أسرة سليمة ومعالجة الظواهر الاجتماعية المختلفة التي تتمكن الأسرة من تجاوزها في حال توافر الوعي اللازم لذلك، وإقامة دورات عن المخدرات والتدخين، وأكثر الأنشطة تميزاً دورات ما قبل الزواج التي تمحورت على أفكار تساعد الشباب للانطلاق إلى الحياة الأسرية بطريقة سليمة، هذه الدورات لاقت إقبالاً كبيراً، ومن المفيد توجيه الشباب للالتحاق بها تبعاً لنتائجها المميزة والحالة المعرفية التي تؤهل لوعي الشباب لهذه التجربة وأثرها الواضح في تكوين استقرار الحياة الأسرية».