وضع خطوته الأولى على طريق رياضة الصبر والتفكير مع والده، متعطشاً لنشر هذه اللعبة، التي عمل الحكم الدولي المهندس "رفعت خضر" على نشرها بوصفها وسيلة الشباب للتفكير والتخطيط السليم.

رافق الشطرنج مشروعه الدراسي جاهداً لاكتساب فوائد اللعبة التي ساهمت في وصوله إلى تحقيق أحلامه، ومتابعة الدورات التدريبية والحصول على الشارة الدولية، وامتلاك خبرة تحكيم الحاسوب، وكل ما هو داعم لتجربته مع هذه اللعبة التي لم يتمكن من الانفصال عنها، كما تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 تموز 2018، وقال: «اللقاء الأول كان في المرحلة الابتدائية عندما بدأ والدي تعليمنا أسس هذه اللعبة وأهميتها، وهو الذي حقق عدداً من البطولات العسكرية عندما كان ضمن صفوف الجيش العربي السوري، ويبدو أنه اختار المرحلة المناسبة التي حفرت عميقاً في ذاكرتي لتبقى الرقعة حاضرة، لها معانيها وآثارها الدامغة في حياتي، فالشطرنج منحة لتفكير سليم وأسلوب لامتلاك الهدوء وصفاء الرؤية.

يمثّل المهندس "رفعت خضر" الحكم والمدرّب الدولي وأمين سر اللجنة الفنية للشطرنج نموذجاً جميلاً للاعب أخلص للعبة، وكان وفياً لما قدمه له الشطرنج من فوائد، ليقدم خبرته للأطفال والشباب من خلال تجربة فتح مراكز للتدريب، وأعدّها من الأعمال الإبداعية التي تتطلب جهداً كبيراً من المدرّب، ومتابعة من الأهل، فانتشار اللعبة دليل صحة وحضور للرقعة في حياة شبابنا، هي رياضة نعتز بها ونأمل أن يكون لها حضور في كافة المراحل العمرية؛ وهذا هدفه، وقد حقق جزءاً مهماً ومميزاً منه. وهو جدير بالنجاح والتميز، فقد تربى ببيت يعشق الشطرنج بامتياز، كانت البداية مع والده "مثقال خضر" وإخوته "عتاب"، و"لؤي" و"ريمون"؛ عائلة اهتمت بالشطرنج كموهبة ورياضة راقية، ونعول على عمله ومتابعة اللجنة التنفيذية والدعم والمساندة لإنجاح أي عمل يخدم المحافظة

في المرحلة الإعدادية والثانوية بدأت أشارك في البطولات المحلية، وأحقق النتائج المتقدمة، ومن البطولات الأولى التي حققتها كانت بطولة نادي "الثعلة" للرجال في السادسة عشرة من عمري عام 1988؛ وهو ما أعطاني دافعاً أكبر للاستمرار في عشق هذه اللعبة، وبالتأكيد لا أنسى الدور الأخير والمباراة الفاصلة، عندما فزت فيه وتأهل نادي "الثعلة" إلى الدرجة الثانية، والمنافسة للتأهل إلى الدرجة الأولى ليكون لنادينا حضور في دعم فكرة انتشار اللعبة على دائرة أوسع.

المهندس رفعت خضر وتجربة المراكز التدريبية

لكن تلك الأوقات وندرة المصادر جعلت الجهد أكبر للحصول على المعلومة والمعارف التي يحتاج إليها الهاوي ليطور خبرته، فعندما بدأنا ممارسة اللعبة كان الوالد يدربنا ويمدنا من خبرته الشخصية، حيث لم يكن هناك مصادر إلكترونية متوفرة كما هو الحال حالياً لنعتمد على ما نستطيع شراءه من الكتب المتعلقة بالشطرنج، وكان توفرها محدوداً، نسعى للاستفادة منها في تطوير لعبنا ومعرفة ما يدور في هذا العالم من مسابقات وأفكار جديدة، وكان من الضروري الاجتهاد في البحث والاعتماد على الذات في التدريب والمتابعة من أجل تطوير المستوى، واستثمار كل الفرص التي كانت تصل في أحيان كثيرة إلى حدود الندرة.

ولا أدري إن كان لصعوبة البحث أثر في تعزيز علاقتي مع اللعبة والاستمرار بالمشاركة بالبطولات على مستوى المحافظة والجمهورية، التي رافقت الدراسة الجامعية، لأتمكن من الحصول على شهادات وأصبح مدرّباً وحكماً».

خضر مكرماً

خلق البيئة المناسبة لتكون فرصة التدريب مفتوحة وميسرة للأطفال مشروعه الكبير الذي انطلق من قريته، وقال: «لهذه اللعبة عشقها الخاص، وبقدر عشقي لها أحلم بعمل جماعي لنا جميعاً كلاعبين وهواة لتوفير البيئة المناسبة من أجل تطوير مستوى اللاعب، فلهذه اللعبة الكثير من الفوائد التي تنعكس على شخصية من يمارسها فيتعلم الصبر والتخطيط السليم والمتقن للوصول إلى الهدف؛ لذا أخذت على عاتقي بالتشاركية مع زملاء عشاق هذه اللعبة مسؤولية نشر وتطوير هذه اللعبة في بلدتي والمحافظة أيضاً؛ لأنها تساعدهم على تطوير تفكيرهم والمبادرة والثقة بالنفس، وتطوير مهاراتهم العقلية والتفكير السليم؛ وهو رسالة مهمة جداً.

ومن المفيد البدء بممارستها في سن مبكرة، لنقوم أولا بالتعريف بها وخلق صلات تواصل بين اللاعب الصغير وهذه الرقعة، وتمكينه من اكتساب فرصة امتلاك مهارات اللعبة، وركزنا على الفئات العمرية الصغيرة بدورات قصيرة ودورات موسمية، وتمكنا من تدريب عدة مجموعات، واليوم هم من أبطال الجمهورية في عدة مراحل. وبالنسبة لي، فإن التعامل معهم خلق لديّ متعة حقيقية وأرضى طموحي بأن نرد الفضل لمن دربنا، ونقوم بمسؤوليتنا تجاه أطفالنا ونعدّ جيلاً جديداً يكمل مشوارنا».

المدرب والحكم كمال جربوع

التدريب وامتلاك الخبرة لاجتياز مراحل متطورة مشروعه الذي أخبرنا عنه، وأضاف: «توجهت اهتماماتي بعد أن أصبحت ضمن اللجنة الفنية الفرعية للشطرنج إلى اتباع العديد من دورات التدريب والتحكيم الفرعية والمركزية، لأنني لم أرغب يوماً بترك الشطرنج على الرغم من ضغوط الدراسة والعمل، ولا أستطيع أن أبتعد عن أجواء هذه اللعبة، وبقيت مدة طويلة حكماً ومدرّباً (درجة أولى)، فدرّبت في النوادي الصيفية للأندية والمدارس الصيفية، وكذلك حكّمت العديد من بطولات المحافظة وبطولات الجمهورية المركزية، وبفضل المتابعة ودعم زملائي في اللجنة الفنية ورئيس لجنة الحكام "علي الخطيب"، ورئيس الاتحاد العربي السوري للشطرنج "علي عباس"، الذي كان له الفضل الكبير في إعطائي العديد من الفرص لإثبات الجدارة، كان آخرها حكم الحاسوب في الأولمبياد الوطني السوري عام 2017، حيث ترشحت مع عدد من الزملاء لاتباع دورة التدريب والتحكيم الدوليتين اللتين أقيمتا في "دمشق" هذا العام بإشراف الاتحاد الدولي للشطرنج، وكنت ممن اجتازوا هذه الدورات بنجاح، ونلت الشارة الدولية؛ الأمر الذي سيساهم بداية في رفع مستوى التدريب في المحافظة، وتعليمهم الأساليب الحديثة في مفاهيم هذه اللعبة وصناعة لاعبين على مستوى عالٍ من المهارة».

تجربة متميزة خاضها لفتح مراكز تدريبية، تحدث عنها الحكم والمدرّب المخضرم "كمال جربوع"، وقال: «يمثّل المهندس "رفعت خضر" الحكم والمدرّب الدولي وأمين سر اللجنة الفنية للشطرنج نموذجاً جميلاً للاعب أخلص للعبة، وكان وفياً لما قدمه له الشطرنج من فوائد، ليقدم خبرته للأطفال والشباب من خلال تجربة فتح مراكز للتدريب، وأعدّها من الأعمال الإبداعية التي تتطلب جهداً كبيراً من المدرّب، ومتابعة من الأهل، فانتشار اللعبة دليل صحة وحضور للرقعة في حياة شبابنا، هي رياضة نعتز بها ونأمل أن يكون لها حضور في كافة المراحل العمرية؛ وهذا هدفه، وقد حقق جزءاً مهماً ومميزاً منه.

وهو جدير بالنجاح والتميز، فقد تربى ببيت يعشق الشطرنج بامتياز، كانت البداية مع والده "مثقال خضر" وإخوته "عتاب"، و"لؤي" و"ريمون"؛ عائلة اهتمت بالشطرنج كموهبة ورياضة راقية، ونعول على عمله ومتابعة اللجنة التنفيذية والدعم والمساندة لإنجاح أي عمل يخدم المحافظة».

ما يجدر ذكره، أن المهندس "رفعت مثقال خضر" من مواليد قرية "الثعلة" عام 1972، حاصل على بكالوريوس في هندسة الطاقة الكهربائية من جامعة "دمشق"، وهو معاون مدير بيئة "السويداء"، متزوج ولديه 3 أولاد؛ يمارسون هذه اللعبة، ويحققون نتائج على مستوى القطر. أمين سر اللجنة الفنية الفرعية للشطرنج، ورئيس لجنة المراكز التدريبية المركزية في الاتحاد السوري للشطرنج، بطل شباب المحافظة لثلاث سنوات، وبطل المحافظة للرجال عام 1994، بطل فرع نقابة المهندسين 1999-2006، وشارك بالعديد من بطولات الجمهورية وبطولات الأندية درجة ثانية، مدرّب دولي بدرجة NI- حكم دولي.