أخرج صانعو الفيلم التلفزيوني القصير "الفرح" كل ما يملكون من محبة وإبداع، لكي ينتجوا تحفة فنية لا تتجاوز مدته تسع دقائق، كانت ملأى بالمشاعر المختلطة لمشهدين حملا الشهادة والزفاف في لحظة واحدة.

قصة تدور أحداثها في زمن الحرب القاسية التي مرت على الوطن الكبير، صاغ تفاصيلها نجم العمل الفنان "معن دويعر" لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 3 حزيران 2018، حيث قال: «الفيلم يتلخص بجملة قصيرة هي الدراما التي تتماشى مع الواقع، لكنها لا تقدمه كما هو، فالقصة باتت معروفة، ومألوفة بأن يكون هناك زفاف، وقبل أن يتم الفرح يكون هناك حالة الشهادة في البيت نفسه، وكان الرهان على المعالجة.

يزخر "جبل العرب" بالمواهب الكبيرة المميزة، والقصص التي لم تنل نصيبها من العرض، ونحاول الآن أن تكون "السويداء" ضمن الخارطة الدرامية السورية الدائمة، والفيلم التلفزيوني جاء بعد تجربة إنتاجية ضخمة لعمل درامي سوري لم ينل حظه حتى اللحظة من العرض بسبب الحرب التي تشن على الدراما السورية. أحببت في هذا العمل تقديم هدية للسوريين تليق بهم وبأبنائهم الذين ضحوا بدمائهم من أجل الوطن، والفكرة تستند في النهاية إلى أن الموت ينتج الحياة، ولا سبيل للتوقف على الرغم من المآسي. حمل هذا العمل الكثير من الأهداف والرسائل، وعلى الرغم من قصر مدته، فقد أدى الغرض الذي رسم له. لدينا طاقات خلاقة كثيرة، والقادم أجمل

شغل الفيلم بكاميرا المخرج "تيسير العباس"، وفكرة "نزيه سراي الدين"، سيناريو وحوار "نسيم حاتم" وتصوير المبدع "مجد معروف"، فكانت المادة الفلمية محمسة للجميع، واشتغلنا عليها كفريق واحد من أجل تقديم هدية تليق بالفكرة لكل الناس.

المخرج تيسير العباس

فهي تستند على عنصر المفاجأة، واستيعاب الحدث الجلل، حيث كانت الأفراح قائمة في منزل والد العروس عندما عاد ولده مستشهداً من الحرب، فأكمل مراسم الزواج بأفضل حلّة عندما حوله إلى عرس جامع من دون أن يشعر أحد بما يعتلج قلبه من ألم وحزن، وجعل زفاف ابنته مشتركاً مع زفاف ولده الشهيد لكن بلوحة ملأى بالفخر».

المخرج "تيسير العباس" الذي عاد إلى الكاميرا بعد غياب، قال: «حل الفيلم كضيف شرف على مسابقة التلفزيون السوري للأفلام التلفزيونية القصيرة التي أقيمت منذ مدة قصيرة، ونال الكثير من الاستحسان، وتفاعل معه المشاهدون تفاعلاً أشعرنا بالرضا، وجعلنا نتيقن أن تعبنا أثمر. تم التحضير للفيلم منذ أسابيع، ومر بمنعطفات كثيرة، وتغييرات عديدة، وهو أمر طبيعي في ظل الظروف التي نعيشها، لكن الفكرة تستحق، فالحالة الخاصة التي عشناها طوال الحرب أنتجت الكثير من المواقف المؤلمة، التي تحتاج إلى صبر يفوق قدرة البشر على الصمود، كحال بطل الفيلم الذي اصطدم قلبه العامر بالفرح، بحادثة استشهاد ولده الذي وجده مسجى أمامه، وبيته مملوء بالناس الذين يغنون للعروس، لكن إيمانه الكبير جعله يصبر ويجعل فرح ابنته واستشهاد ولده واحداً. كانت مدة الفيلم القصيرة تحتم علينا تكثيف المشاهد من دون أن يلاحظ المتلقي أي قطع أو تشتيت، وهي عملية صعبة. وكان الجميل في الفيلم استثمار طاقات الشاب الخلابة، بانتظار أن تأتي فرص قادمة لأفلام روائية طويلة».

لقطة من الفيلم

منتج الفيلم "نسيم حاتم" الذي اتجه إلى الإنتاج الدرامي منذ عودته من المهجر، قال: «يزخر "جبل العرب" بالمواهب الكبيرة المميزة، والقصص التي لم تنل نصيبها من العرض، ونحاول الآن أن تكون "السويداء" ضمن الخارطة الدرامية السورية الدائمة، والفيلم التلفزيوني جاء بعد تجربة إنتاجية ضخمة لعمل درامي سوري لم ينل حظه حتى اللحظة من العرض بسبب الحرب التي تشن على الدراما السورية. أحببت في هذا العمل تقديم هدية للسوريين تليق بهم وبأبنائهم الذين ضحوا بدمائهم من أجل الوطن، والفكرة تستند في النهاية إلى أن الموت ينتج الحياة، ولا سبيل للتوقف على الرغم من المآسي. حمل هذا العمل الكثير من الأهداف والرسائل، وعلى الرغم من قصر مدته، فقد أدى الغرض الذي رسم له. لدينا طاقات خلاقة كثيرة، والقادم أجمل».

بطاقة الفيلم: إنتاج "حاتم" للإنتاج التلفزيوني والسينمائي والتوزيع، فكرة "نزيه سراي الدين"، سيناريو وحوار "نسيم حاتم"، إخراج "تيسير العباس". وهو من بطولة "معن دويعر" و"عتاب أبو سعدة"، ومجموعة كبيرة من الفنانين. عمليات فنية "مجد معروف"، مكان التصوير "مقعد" آل "أبو عساف" في قرية "سليم".

من العمل