تحمل الطبيبة "فاتن حسين هلال" نمطاً فكرياً في تقديم الخدمات الإنسانية، واتخذت مبادرة اجتماعية منفردة ضمن عملها في عيادتها الخاصة بـ"السويداء" لتقدم العلاج المجاني للمحتاج يوماً بالأسبوع، وأحياناً أكثر من يوم.

حول سيرة وحياة وطبيعة عملها، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 شباط 2018، التقت الطبيبة "فاتن حسين هلال"، وبينت قائلة: «نشأت في كنف أسرة متعلمة مثقفة محبة للعلم والمعرفة، وتسعى دائماً إلى تقديم الأفضل في حياتها على الرغم من صعوبة الحياة، فكان يوم الثامن عشر من شهر شباط من عام 1978، يوم ولادتي في "السويداء"، ولأن والدي يحمل رسالة مهمة في حياة المجتمع، وهو معلم ومدرّس لم يكتفِ بما قدمه من أخلاقية التعليم وقيمه، بل زرعها في أولاده وأسرته؛ لأن العلم والمعرفة يجب أن يترافق مع القيم والأخلاق، ولعل دروسه التعليمية لم ولن أنساها منذ الصغر؛ أن الإنسان المنتج هو الذي يقدم الخدمة للآخرين، ويساهم في رسم ابتسامة على محيا كل محتاج منهم، لأن انعكاس فرح تلبية الطلب عند الناس يعني دخول عالم السمو والارتقاء الروحي والنفسي، هذه الأفكار تعرفتها في المنزل ودخلت شغاف القلب وأنا في المرحلة الابتدائية، وحين انتقلت إلى المرحلة الإعدادية والثانوية في "السويداء"، كان المجتمع يعيش صراعاً مع الحياة لتأمين بعض العيش الكريم، والأسرة يكبر بها التطلع نحو الإبداع والامتثال لشمائل وفضائل العلم، فتحقق حلمي حين دخلت كلية الطب ودرست في جامعة "دمشق"، ثم دخلت معترك الحياة العملية في مجال الطب البشري، لأقوم بدراسة اختصاص الجلدية والأمراض التناسلية، وكان ذلك في عام 2011، وأبدأ مرحلة جديدة بعد أن رأيت معاناة وآلام المرضى أثناء الدراسة، وتكون في ذاكرتي كيف يجب أن أرسم أسلوب عملي».

نتيجة حتماً كل امرء يحمل المشاعر والإنسانية ويرى أفراد المجتمع بحاجة إلى مساعدة لا بد أن يمد لهم يد العون والمساعدة، وأنا واحدة من الأطباء الذين حاولوا أن يساهموا بأخلاقية مهنة الطب، لهذا أخذت بتعاليم والدي وخصال مجتمعنا، وخصصت يوماً بالأسبوع في العيادة لتقديم العلاج المجاني للمحتاجين، كما خصصت لأسر الشهداء والجرحى والمصابين تقديم العلاج المجاني طوال الأسبوع، وخاصة بعض العمليات، مثل: (بخ ثآليل وكيها بالكي البارد، ومسامير اللحم وكيها البارد)، هذه المبادرة أعدّها ديناً في عنقي، أقدمها لوطن علمني وقدم لي الكثير، ومن حقه عليّ أن أقف بجانب المجتمع وأفراده وأساهم بشيء ما يخفف آلام الناس وهمومهم، ولن أنسى أن الأسرة والحياة الزوجية التي عشتها مع زوجي؛ وهو واحد ممن شجعوني كثيراً على ذلك العمل، وقدم لي يد المساعدة والمعونة، وعمل بإصرار في المبادرة، لأرسم فعلاً الابتسامة على محيا الأفراد الذين يحتاجون إلى المساعدة، وهذا أعدّه أقل الواجبات المهنية والإنسانية والاجتماعية

وعن مبادرتها الإنسانية، تابعت الدكتورة "فاتن حسين هلال" قائلة: «نتيجة حتماً كل امرء يحمل المشاعر والإنسانية ويرى أفراد المجتمع بحاجة إلى مساعدة لا بد أن يمد لهم يد العون والمساعدة، وأنا واحدة من الأطباء الذين حاولوا أن يساهموا بأخلاقية مهنة الطب، لهذا أخذت بتعاليم والدي وخصال مجتمعنا، وخصصت يوماً بالأسبوع في العيادة لتقديم العلاج المجاني للمحتاجين، كما خصصت لأسر الشهداء والجرحى والمصابين تقديم العلاج المجاني طوال الأسبوع، وخاصة بعض العمليات، مثل: (بخ ثآليل وكيها بالكي البارد، ومسامير اللحم وكيها البارد)، هذه المبادرة أعدّها ديناً في عنقي، أقدمها لوطن علمني وقدم لي الكثير، ومن حقه عليّ أن أقف بجانب المجتمع وأفراده وأساهم بشيء ما يخفف آلام الناس وهمومهم، ولن أنسى أن الأسرة والحياة الزوجية التي عشتها مع زوجي؛ وهو واحد ممن شجعوني كثيراً على ذلك العمل، وقدم لي يد المساعدة والمعونة، وعمل بإصرار في المبادرة، لأرسم فعلاً الابتسامة على محيا الأفراد الذين يحتاجون إلى المساعدة، وهذا أعدّه أقل الواجبات المهنية والإنسانية والاجتماعية».

الممرضة سمر بو منذر

وعن علاقتها بالمجتمع ومبادرتها الإنسانية، بينت "سمر بو منذر" أستاذة في مدرسة التمريض وعضو مجلس إدارة في جمعية أصدقاء مرضى السرطان قائلة: «تعدّ الدكتورة "فاتن حسين هلال" من الأطباء اللواتي قدمن مبادراة إنسانية للمجتمع، فهي تعمل بصمت وخفاء، ولا تحب الشهرة والظهور، وتمتاز بالتواضع والسكينة، وقد خصصت يوماً مجانياً في الأسبوع للمحتاجين من الناس، وهو يوم الأحد، لكن يشهد من يدخل عيادتها أنها تقدم العلاج المجاني للعديد من المراجعين والمحتاجين، وتساهم في مساعدتهم نفسياً بكلامها وأسلوبها، تعيش حالة المريض وتتعايش معه، والداخل إلى مكتبها يكتسب طاقة إيجابية؛ لأن نفحات العمل الإنساني والخيري نابعة من صميمها، وحين نسألها لماذا اخترت هذا الطريق الصعب؟ تجيب: "أحببت أن أقدم مساهمة عن طريق الجمعيات الخيرية والاجتماعية والرعاية وغيرها من الجمعيات الأهلية الخاصة بالمجتمع الأهلي، لكنني وجدت أن الاستعراض سيطغى عليّ، خاصة أن معظم الجميعات مشكورة تعمل لنشر تلك المبادرات، لهذا أحببت أن تكون المبادرة ذاتية ونابعة مني ومن عملي، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، هذه العبارات التي تستمع إليها وتحرص على تطبيقتها، ولعل ما تقدمه الدكتورة "فاتن" شيء من طبيعة عادات وتقاليد تربيتها؛ لأن والدها المعلم الفاضل الذي قدم للأجيال العلم والمعرفة، وحرص أن يحمل بيته طابع الخير والإنسانية استكمالاً لرسالته التربوية، وهي تعمل على ذات النهج والسلوك والتربية».

الدكتورة فاتن هلال