ترسم "ياسمين رضوان" عشقها للعمل والفن بعمل أطلقته خارج حسابات الربح والخسارة، لغاية تبدأ من زرع ابتسامة على وجه طفل في يوم ميلاده.

شابة تعيش حالتها الأسرية الجميلة، التي ترافقت مع نشاط وحيوية جعلها امرأة عاملة مجدة، تقدم خدماتها في صناعة قوالب "الكيك" لكل المناسبات، لتحول الموهبة إلى مشروع منتج اختلف عن مشاريع سابقة على مستوى المحافظة، جمعت به خبرات اكتسبتها من رحلة اغتراب وخبرات ذاتية مؤسسة لحضور في هذه الحرفة.

لدي مزاج قوي جداً بالفنون والعمل اليدوي وعدم الركون إلى الكسل، فأنا صديقة للوقت، أتعامل معه كقيمة يجب عدم هدرها بالحزن والركون بلا حركة، فمن أي مادة كنت أصنع تصاميم تتوافق مع هواية الرسم التي امتلكتها منذ الطفولة؛ لأرسم وأشكّل تصاميم لتزين مكان الحفلات، فهذه الحفلات عائلية الطابع، لها معانٍ كبيرة بالنسبة لي، ولإسعاد الأطفال والكبار، وقد علّمت جاراتي صناعة كل ما نحتاج إليه في المنزل من الحلويات؛ لأعياد الميلاد، والكعكات المناسبة، وكما يرغب الأطفال من رسومات وأشكال مميزة

في منزلها استضافت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 كانون الثاني 2018، لتحدثنا عن تجربتها، حيث قالت: «أتذكر طفولتي ورعاية الأهل، وكتل كنت أشكّلها من الطين في حديقة المنزل، على شكل قوالب أزينها وأتسلى بتصميمها، ورغبتي بصناعة الحلويات بعمر مبكر خلال المرحلة الابتدائية، وقد أعطتني والدتي فرصة التجربة، وكانت هذه الساعات أمتع أوقاتي.

ياسمين رضوان وزوجها سامر رضوان

تزوجت بعمر مبكر، ولم تكن لدي فرصة لمتابعة التعليم، وفي سنوات الاغتراب في "أميركا اللاتينية"، تفرغ زوجي للعمل، لكنني لم أتقبل فكرة البقاء من دون عمل، ففي كل مرحلة كنت أبحث عن فرصة لأقتل أوقات الفراغ وأنتج مادياً، وأحقق شعور الراحة والاستقلالية.

في تلك المرحلة كنت متابعة لمحطات عالمية تخصصية في صناعة الحلويات أولاً، لأتعامل مع الموضوع بالمقاييس العالمية، وكنت على تواصل دائم مع متخصصين، وفي النهاية التحقت بدورة متخصصة وتفوقت بها، لأنتج أنواعاً غنية باللون والتصميم، بمذاق ومواصفات غذائية متوازنة وصحية تنسجم مع ولعي بالمناسبات والحفلات العائلية بوجه أساسي؛ فهي مساحات فرح لا بد من استثمارها».

المهندسة أمل شرف وسلام التقي

هواية الرسم وتنسيق الحفلات تطورت بالخبرة، كما أضافت: «لدي مزاج قوي جداً بالفنون والعمل اليدوي وعدم الركون إلى الكسل، فأنا صديقة للوقت، أتعامل معه كقيمة يجب عدم هدرها بالحزن والركون بلا حركة، فمن أي مادة كنت أصنع تصاميم تتوافق مع هواية الرسم التي امتلكتها منذ الطفولة؛ لأرسم وأشكّل تصاميم لتزين مكان الحفلات، فهذه الحفلات عائلية الطابع، لها معانٍ كبيرة بالنسبة لي، ولإسعاد الأطفال والكبار، وقد علّمت جاراتي صناعة كل ما نحتاج إليه في المنزل من الحلويات؛ لأعياد الميلاد، والكعكات المناسبة، وكما يرغب الأطفال من رسومات وأشكال مميزة».

وعن الانطلاق وتحقيق شهرة على المستوى المحلي، تضيف: «عند عودتنا إلى "سورية" قبل عام مضى، بدأت العمل هرباً من الفراغ، ومن خلال إحدى الصفحات المحلية على شبكة التواصل، أخذت تردني طلبيات، وبالفعل تابعت العمل، هنا تحول العمل إلى مشروع منتج، وقد تحضرت للفكرة، بدايةً من تأمين معدات متطورة لا تتوافر في "سورية"، لتكون معادلة الشكل والطعم متوازنة، فأنا باستمرار أتواصل مع أصدقاء وأقارب للحصول على كل ما هو جديد في المجال من دول متعددة، لأنتج وصفات جديدة بالتزيين والحشوات المبتكرة، وأصنع عجينة السكر، وأنواع الكريمة غير الاعتيادية، ووفق طلب السيدات وذوق الأطفال.

بعض مما تصنع

وفي كل المراحل للشكل عمل آخر، أشكّله من لون وصبغات، وتركيبات طبيعية صحية، وعجينة وتصاميم أبتكر منها الكثير، وفي أغلب الأوقات تتكل الأمهات على ذوقي في تصميم الشكل، وأتصور أن ذلك كان خلف زيادة عدد السيدات والأسر التي تطلب هذا النوع من الخدمات، التي يشاركني زوجي وعائلتي في إنجازها. وفي ذات الوقت أقدم الكثير من المعلومات لمن يطلبها، وكل هذا العمل في منزلي، أنجزه بتنظيم كامل للوقت بين أولادي الثلاثة، والعمل الذي بات مشروعاً مشتركاً لي ولزوجي وأختي وكل من رغب بالعمل والمساعدة».

تصاميم مميزة كانت مناسبة لخلق أجواء فرحة، وفق حديث المهندسة "أمل شرف"، التي تتابعها منذ البداية، وقالت: «تعاملت مع "ياسمين" منذ البداية، لكن التعامل الأول جعلني أكرر التجربة، خاصة أننا نحتاج إلى هذا النوع من الخدمات لحفلات عائلية وحفلات الأطفال، وقد لمست طريقتها الفنية البسيطة والجميلة، وقدرتها على ابتكار أشكال وتصاميم مميزة، وقد يستغرب بعضهم أنها تلبي طلبيات إلى "لبنان" و"الأردن"؛ لكونها تعمل بطريقة متطورة، وقد حرصت على تثقيف نفسها في هذا المجال. ومع العلم أن لديها اكتفاء مادياً، إلا أنها بحثت عن العمل لغاية العمل، ونجحت في إثبات حضورها بعملها من داخل المنزل.

أعدّ تجربتها مميزة، ويجب أن ننقلها إلى الكثيرات من النساء؛ لكونها اتخذت خطوة المبادرة على أسس وعلم حاولت اكتسابه بجهد ذاتي تستحق عليه التقدير، وقد تابعتها في مراحل العمل، وتعرفت إلى طبيعتها المنظمة وحالة الفرح التي تعيشها مع عمل تنجزه بثقة كاملة، ولديها القدرة على تقديم المطلوب بالجودة والجمال المطلوبين».

شراكة حقيقية مع زوجها "سامر رضوان"، الذي دعم عملها والفكرة كما حدثنا، وقال: «خلال الدورات التي اتبعتها "ياسمين" كنت أساعدها في ترجمة الجمل؛ لكونها كانت مبتدئة باللغة، وعندما أخذت تطبق العمل استمتعت بمشاركتها، اليوم نتشارك بهذا العمل الذي نقوم به بمتعة لنقدم تصاميم جديدة في كل مرة، ونتعامل مع معدات حصلنا عليها وفق خبرتها، وكل ما بتنا نحتاج إليه لاختصار الوقت وتقديم الأجمل. وإتقانها للوصفات الجديدة والمبتكرة جعلها تنتج أنواعاً مختلفة لا تتوافر في منطقتنا، لتقدم مذاقاً وطعماً مميزاً لكل قالب.

اليوم نستعد لتأمين مقرّ يخدم عملنا؛ لكون العمل بالمرحلة الحالية منتجاً، وسعة المكان ستجعلنا قادرين على تلبية الطلب الذي ازداد بوضوح، ويحقق الاسم شهرة كبيرة، وحالياً هذا المشروع خلق فرصة عمل لشابات جدد؛ وهذا هدف كانت تخطط له منذ البداية».

عبر شبكات التواصل قدمت نفسها بالتعاون مع شابات تخصصن بهذا المجال، ومنهن "سلام التقي" طالبة تربية، وقالت: «تعرفت إلى مشروعها، وكانت مشاركة لنا في عدد من الحفلات الخيرية، حيث قدمت نماذج من "الكيك" و"الكاب كيك" و"الجيلي" وأنواعاً خاصة لهذه الحفلات، حققت حالة صدمة لدى الجمهور، من حيث التصميم ودقة العمل. ومن خلال صفحتنا تابعتها ونشرنا صوراً لأعمالها وترتيبات الحفلات، ونوعيات جديدة وفريدة تقدمها بجهدها الخاص مع زوجها وعائلتها.

ومن وجهة نظري، عملها من خلال المنزل كان مغامرة حققت بها النجاح والشهرة، واستطاعت التعريف بتجربتها الذاتية؛ فعلى الساحة منتجون، لكنها تميزت عنهم، بداية بالنوعية والفكرة، فهي تقدم تشكيلة القوالب والحلويات بطريقة فنية جميلة ومدروسة؛ فنجد اللون الجميل والترتيب المناسب لكل مناسبة؛ وهذا سبب إضافي ليصل مشروعها إلى مرحلة الربح وقابلية التطور».

الجدير بالذكر، أن "ياسمين رضوان" من مواليد "السويداء" عام 1987.