لم تمنعه دراسته للآثار والمتاحف من أن يكون واحداً من الرياضيين الذين تركوا بصمتهم برياضة كمال الأجسام؛ من خلال الحصول على مراكز محلية وعالمية، إلى جانب ممارسته لرياضتي رمي القرص وكرة القدم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع اللاعب "رواد ميمساني" بمكان وجوده في "بيروت"، بتاريخ 8 كانون الثاني 2018، وعن بداياته الرياضية يقول: «البدايات الرياضية كانت وأنا بعمر الخامسة مع رياضة "التايكواندو"، التي استمريت بممارستها لعامين، حيث انتقلت بعد ذلك إلى ممارسة لعبة كرة القدم التي تابعتها حتى أصبحت بعمر الخمسة عشر عاماً، حيث كانت البدايات لرياضة كمال الأجسام عن طريق المصادفة، حيث لفتتني وخلال قراءتي لمجلة رياضية عن كمال الأجسام صور وسيرة لأبطال هذه اللعبة؛ وهو ما مثّل مصدر إلهام وشغف بالنسبة لي لمتابعة هذه الرياضة والاهتمام بأدق تفاصيلها، وما تحمله ذاكرتي أن بدايات هذه اللعبة كانت تحدياً بيني وبين أحد الأصدقاء عندما قلت له عند مشاهدة صور المجلة: إنني سأصبح ذات يوم كهذه الشخصيات الرياضية. في هذه المرحلة كنت أعمل في أحد النوادي الرايضية كعامل تنظيف، وخلال ذلك كنت أراقب المدربين وأتابع كل التدريبات، وبعد عدة سنوات التقيت البطل العالمي "أسامة الجهني"، وكنت أراقبه عندما يتدرب وتعرفت إليه، ومنذ ذلك الوقت كبر الحلم وزاد الإصرار، في هذه المرحلة كنت أمارس رياضة ألعاب القوى، وكان أول مدرب ساعدني في البداية بألعاب القوى الشهيد البطل "منصورالعلي"، وبعدها تابعت مسيرتي وحدي في عمر العشرين من دون مدرب، فقط كنت أستشير بعضهم ومنهم البطل "أسامة الجهني" ببعض المعلومات، وبرأيي إن المدرب له دور مهم بحياة الرياضي، لكونه يكون القدوة والعرّاب ومصدر الطاقة والتشجيع».

نعم أنا لاعب ومدرّب، وفي الحقيقة أجد نفسي في الاثنين معاً. بالنسبة إلى طبيعة جسمي، فقد أصبح هناك تناغم، وأنا شخص يستطيع فهم جسمه، لكن هذا لا يغني عن استشارة مدربين آخرين، إلى جانب الدعم والتشجيع من الجهات الرياضية المعنية، واكتشاف المواهب الرياضية، ولا سيما الشابة التي تفتقر إلى التشجيع والرعاية

عن أهم مشاركاته الرياضية، يضيف: «كان لي العديد من المشاركات ببطولات الجمهورية، وأحرزت النتائج التالية محلياً: المركز الثالث ببطولة الجمهورية عام 2009، المركز الثاني في بطولة شباب جمهورية عام 2010، المركز الثالث في بطولة الجمهورية عام 2010، المركز الثاني درجة ثانية في بطولة الجمهورية عام 2015، المركز الثالث درجة أولى في البطولة ذاتها، المركز الأول في بطولة جمهورية سيد الشاطىء عام 2015، المركز الأول في بطولة الجمهورية عام 2016، المركز الثاني في بطولة الجمهورية سيد الشاطئ عام 2016. أما المشاركات والبطولات الدولية والخارجية، فحزت المركز الثاني في بطولة البحر الأبيض المتوسط عام 2017، وبالتأكيد مازالت ذاكرتي تحمل جمال أول فوز في أول بطولة كانت؛ وهي بطولة كأس السيد الرئيس في "دير الزور" عام 2009 عندما أحرزت المركز الثالث لفئة الرجال، بوزن 70كغ، وكنت أصغر لاعب، وكانت الفرحة لا توصف، وخاصة أنني تغلبت على أبطال، وكنت عندها عاملاً في النادي الرياضي، والمشاركون كانوا أبطالاً ومدربين، وبالتأكيد المشاركة بالبطولات سواء محلية أو خارجية تعدّ تطوراً ذاتياً للبطل، وتصقل جسمه وتطور مهاراته، والاحتكاك باللاعبين والأبطال يؤدي إلى اكتساب المزيد من الخبرة التي تؤدي إلى التقدم والنجاح. وقد تم تكريمي من قبل الجهات الرياضية، وأعدّ التكريم حافزاً للبطل للمثابرة والاجتهاد لتحقيق نتائج أفضل، وهو شعور تقدير للبطل، أطمح إلى الوصول إلى العالمية ورفع علم بلادي عالياً، وأفتخر بأنني سوري».

خلال إحدى مشاركاته

ويضيف عن رياضاته إلى جانب ألعاب القوى: «كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما تعرضت لعقوبة من مدرب الرياضة في المدرسة بسبب مشاغبتي، وعندما نفذت العقوبة، لاحظ المدرب اللياقة البدنية عندي، وهنا جعلني أنتسب إلى نادي "المحافظة" لأمارس رياضة ألعاب القوى تحت إشراف المدرب "أيمن قطريب"، وبقيت مدة ثلاث سنوات، وشاركت بعدة بطولات تابعة للمدرسة، وأحرزت المركز الأول في عدة بطولات محلية، إلى جانب المركز الثاني والثالث برياضة "رمي القرص"، كما كنت كبقية الشباب أحب وأمارس لعبة "كرة القدم"».

وعن الغذاء والرعاية الصحية للاعب كمال الأجسام، يضيف: «بالتأكيد تحتاج هذه الرياضة إلى نظام غذائي يعتمد على البروتين والكربوهيدرات والألياف والدهون الصحية، ويلبي احتياج الجسم للتطور والنمو العضلي، إلى جانب مراقبة الجسم والفحوص الدورية للتأكد من سلامة الجسم للمتابعة والحصول على الأفضل، كنت أحدد النظام بنفسي، ومنذ سنة عندما كبر الحلم وأصبحت بحاجة إلى خبرات عالمية، بدأت مع البطل العالمي "جورج فرح"، وهو أصبح المشرف والمتابع لنظامي الغذائي ورعايتي الصحية».

صور للشهادات والميداليات الحاصل عليها

وأين يجد نفسه؛ في كونه مدرّباً أم لاعباً، يقول: «نعم أنا لاعب ومدرّب، وفي الحقيقة أجد نفسي في الاثنين معاً. بالنسبة إلى طبيعة جسمي، فقد أصبح هناك تناغم، وأنا شخص يستطيع فهم جسمه، لكن هذا لا يغني عن استشارة مدربين آخرين، إلى جانب الدعم والتشجيع من الجهات الرياضية المعنية، واكتشاف المواهب الرياضية، ولا سيما الشابة التي تفتقر إلى التشجيع والرعاية».

عنه قال المدرّب "أسامة الجهني": «من أهم رياضيي بناء الأجسام في "سورية"، يملك خامة رائعة كبطل بناء أجسام، إلى جانب إرادة حديدية مكنته من تحقيق إنجازات كثيرة في هذا المجال، هو بطل جمهورية بعدة أوزان ولعدة سنوات، وآخر إنجازاته بطولة البحر المتوسط في "الجزائر" بوزنه. يتميز بأخلاق رياضية عالية، وأخلاق اجتماعية أيضاً جعلت كل من عرفه يحبه، أتمنى له دوام النجاح وتحقيق مراكز عالمية».

وقال المدرّب "سمير إسماعيل": «خامة رياضية واعدة، تميز بمشاركاته المحلية في بطولات كمال الأجسام، يمكنه تحقيق بطولات دولية لأن جسمه يتمتع بمواصفات أبطال كمال الأجسام من حيث العضلات وتوافق الطول، واستجابته لرياضة بناء الأجسام قوية؛ وهذا ما يميزه عن غيره من أقرانه في هذه اللعبة، لو أتيحت له الفرصة، سيتمكن من تحقيق نتائج متميزة بالمشاركات الخارجية».

يذكر أن الرياضي "رواد ميمساني" درس في كلية الآثار والمتاحف، وهو من مواليد "السويداء"، عام 1989.