في ملاعب "السويداء" تألقت "كارولينا أبو لطيف" لاعبة السلة في نادي "العربي"، انتسبت إلى المنتخب الوطني بفضل قدرات ومواهب رياضية أهلتها للاحتراف والتميز مع نادي "قاسيون" وعدة أندية.

لاعبة امتلكت بنية جسدية قوية، اقترنت بالفكر الذي ميز موهبتها ليكون لها حضور مميز، ووقعت عقداً كان الأعلى لغاية هذه المرحلة بتاريخ ناديها، من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 تشرين الثاني 2017، تحدثت "كارولينا أبو لطيف" عن مشروعها الرياضي، وقالت: «الرياضة مشروع تزرع بذوره في مراحل باكرة، وكنت مقبلة على لعبة الجمباز كرياضة أحببتها، لكن المدربة نصحتني بكرة السلة بالنسبة لطولي، وبالفعل اتجهت إليها، حيث تابعني المدرب "أيمن العودة" ولاحظ ما لدي من مقدرة، واهتم بتدريبي واشتغل بدقة ليطور مواهبي بكثافة التدريب ونوعيته، وكنت بالفعل في كل مرحلة أزداد تعلقاً بالملعب لأنجز فروضي المدرسية وأجري للتدريب الذي كان غايتي الأولى ومحور اهتمامي، وقد أكون في بعض المراحل قد أهملت دراستي، فقد كان حلمي كبيراً مع هذه اللعبة بكل ما فيها من تعب والتزام.

من الصف السابع لعبت مع المنتخب الوطني، وشاركنا في بطولات عربية مختلفة، وفي عام 2002، كنت أصغر لاعبة مع الفريق بالبطولة العربية التي أقيمت في "الأردن"، ومع فريق "الوحدة" في "قطر" وعدة بطولات، وكانت تجارب متميزة دعمت لعبي مع الأندية، خاصة من خلال المعسكرات، ولعبت في بطولة غرب "آسيا" وحققنا نتائج متميزة، وقد استدعيت من قبل عدة أندية، منها "اليرموك"، والتحقت بعدة دورات خارجية حرصت على الالتزام بها، لتوفر الدعم في الخارج وتجارب المدربين المميزة، والفرص جيدة للاعب كي يخطو خطوات أوسع وأكثر فاعلية

والحقيقة أنني لم أشعر بالملل يوماً، فخلال مشاركاتي ببطولات القسم في "السويداء"، كان اللعب يكشف المهارات، ومن خلال هذه البطولات قدمت لي عروض كبيرة كانت خلف انتقالي إلى "دمشق"، لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة لولا دعم والدتي؛ لكون الأهل عارضوا انتقالي إلى "دمشق" مع أن العقد الذي وقعته كان أغلى عقد بالنسبة للاعبين واللاعبات، لكن إصراري ساعدني في اختيار مستقبلي كما أحب، وبالفعل انتقلت للعب مع نادي "الوحدة"، حيث لعبت سنتين كانتا مثمرتين بوضوح للنادي ولي، لكوني وجدت فرصة لتدريب أكثر تطوراً في النادي الذي بقيت منتسبة له وأعدّه ناديّ الأول، وهو نادي "العربي"، ففي العاصمة كانت الخبرات أكثر؛ وهذا ما خلق أجواء مناسبة للتطور.

كارولينا أبو لطيف لاعبة نادي قاسيون

بعدها في عام 2007، كانت لي فرصة مع نادي "قاسيون"، وهو نادٍ عريق، حيث انتقلت إلى المرتبة الأولى، ودخلت "فينال فور"، وكانت المرة الأولى على مستوى "سورية"، ولعبت مع نادي "الساحل" في "طرطوس"، وبعدها عدت إلى نادي "قاسيون" لغاية هذا التاريخ».

هذا على المستوى الرياضي في الوقت الذي كانت التزاماتها العائلية تتطور وبقي الملعب اهتمامها الأول، وقالت: «كل هذه التنقلات ترافقت مع مرحلة الخطبة والزواج وبعدها الإنجاب، حيث كنت متفاعلة مع التدريب من دون انقطاع، وعملت على الرغم من كل الظروف لدرجة أنني لعبت وكنت حاملاً في الشهر الرابع، وكانت تجربة جميلة جداً الجميع عدّوها عناءً وتعباً، وأنا عشت متعتها؛ لأنني أفهم جيداً واجب الرياضي، وأنني خارج هذا الملعب لا حياة تسعدني، هنا لي هدف وخيار حقيقي لأمارس مواهبي مستفيدة من العمر وكل مرحلة وفق ما تقتضي، وبتجاوز هذه التجربة تابعت بحماسة أكبر أنظم حياتي ولا أهمل واجب بناتي وأسرتي مستخدمة كل مهاراتي للتدريب وعدم الإهمال، أعيش حالة تنظيم وأتابع تدريباتي اليومية مع بناتي، وقد تعلقتا بالرياضة».

بطلة الثواني الأخيرة

سجلت حضورها في بطولات كبرى مع المنتخب الوطني، وكانت أصغر اللاعبات في عدة بطولات، وقالت: «من الصف السابع لعبت مع المنتخب الوطني، وشاركنا في بطولات عربية مختلفة، وفي عام 2002، كنت أصغر لاعبة مع الفريق بالبطولة العربية التي أقيمت في "الأردن"، ومع فريق "الوحدة" في "قطر" وعدة بطولات، وكانت تجارب متميزة دعمت لعبي مع الأندية، خاصة من خلال المعسكرات، ولعبت في بطولة غرب "آسيا" وحققنا نتائج متميزة، وقد استدعيت من قبل عدة أندية، منها "اليرموك"، والتحقت بعدة دورات خارجية حرصت على الالتزام بها، لتوفر الدعم في الخارج وتجارب المدربين المميزة، والفرص جيدة للاعب كي يخطو خطوات أوسع وأكثر فاعلية».

مدرّبها "أيمن عودة" تحدث عن خبرة وتألق جذب إليها الأضواء، وقال: «لاعبة المنتخب الوطني ولاعبة نادي "قاسيون" "كارولينا"، لها حضور قوي وفاعل، وهي من اللاعبات المميزات اللواتي يعرفن أهمية كرة السلة كلعبة ورياضة لها ثقلها، فهي لاعبة ارتكاز في الفريق ومن أفضل اللاعبات، حضورها في الملعب خارج حدود الاعتياد، قادرة على التجدد، وقدمت مثلاً حقيقياً للاعبات المحترفات، وحملت الرياضة في قلبها وقدمت للأندية التي لعبت معها الكثير، وهي على قيد العطاء.

المدرب عدي خباز

تابعتها عشر سنوات كانت بمستوى قابل للتطور المستمر، لا تكل وهدفها الفريق وتحقيق النتائج الأفضل، أتوقع لها الكثير، فالنجاح حليف لمهارتها وفهمها الكبير والمميزات والبنية الجسمانية القوية التي بنتها بالتدريب الشاق والثقة الكاملة بما لديها من مهارات.

إلى جانب نجاحاتها، حصلت على الترتيب الأول في لعبة "الستريت بول" 3×3، وهي لعبة دخلت حديثاً إلى "سورية"، وتتفرع عن كرة السلة، لكن لها قوانينها، وقد أثبتت وجودها وتميزها، أتمنى لها النجاح الدائم، فهي رياضية من الطراز الأول، وتستحق النجاح».

اكتشف موهبتها منذ الصغر، ووصفها ببطلة الثواني الأخيرة، المدرّب "عدي خباز"، قال: «تعدّ نجمة السلة السورية، وتلقب بعملاقة الثواني؛ لما تتمتع به من ميزات ومواصفات جعلتها تكسب هذا اللقب بجدارة، البداية كانت من النادي "العربي" في "السويداء"، وبطولة "سورية" للشبلات، وبطولة المدارس العربية في "الأردن"، وبعدها العديد من البطولات في مرحلة الناشئات، إلى "الوحدة" الدمشقي، وبطولة الأندية العربية في "دبي" والمركز الثاني، وكانت أصغر لاعبة في البطولة، عقدها الأغلى على ساحة السلة السورية، وبقفزة نوعية استطاع "قاسيون" أن ينتقل من الدرجة الثانية إلى الأولى وبمستوى مميز، وما يزال هذا التميز بفضل نجمته وعملاقته "كارولينا". استعان بها نادي "اليرموك" الحلبي للمشاركة معه في بطولة غرب "آسيا" عام2007، وأحرز المركز الثاني في بطولة دورة القسم الدولية مرتين، وكانت في كل مرة نجمة فوق العادة، تتميز بذكاء وبنية جسمانية بشهادة خبراء ومدربي اللعبة في "سورية"، إنها الرقم الصعب في السلة الأنثوية السورية، وانهالت عليها العروض من كبار الأندية في "سورية" وخارجها».

ما يجدر ذكره، أن "كارولينا ناجي أبو لطيف" من مواليد "السويداء" عام 1987، تحمل شهادة معهد إدارة أعمال، متزوجة من لاعب كرة القدم السابق "ماهر فليحان".