استطاع المهندس الزراعي "فادي الشعار" أن يوظف علمه وخبرته في الزراعة لتحسين عدد من المنتجات الغذائية، ويضيف إليها فوائد جمة من خلال التجارب والأبحاث الكثيرة، فأشهر "خل الثوم" الذي يعدّ حالة فريدة في سوق المنتجات الغذائية، وحلّ معضلة الرائحة غير المستساغة له.

و"خلّ الثوم" المعروف في العالم عبارة عن منكهات فقط من دون الولوج إلى التركيبة الكاملة لهذا النبات الغني بالفوائد الطبية للإنسان، فالخلّ بكل أنواعه بحسب المهندس الزراعي "فادي الشعار" تتم صناعته يدوياً، وهو أساس نجاحه، وإذا دخلت الآلة في الصناعة، يخف مفعول المكونات الأساسية للمنتج، وأضاف لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 تشرين الأول 2017، عن فكرة مشروعه: «خلّ الثوم موجود عند العطارين وأطباء الأعشاب منذ عشرات السنين، حيث يتم وصفه لأمراض ارتفاع الضغط بوجه رئيس، وعلاج أمراض المفاصل، وهو معقم ومطهر أيضاً. وجاء عملي لتحويل هذا النبات المهم إلى المائدة من أجل استخدامه في الأكل والشرب، وبطعم مستساغ.

قدمت "خل الكرز"، ولاقى في أول تجربة رواجاً كبيراً، ونفدت من السوق بسرعة، وهو تجربة للناس من دون أي أرباح. أما منتجي الجديد، فهو "السكنجين"، وهو شراب منعش وفيه الكثير من الفوائد، أهمها أنه داعم مناعي ضد مرض السرطان، وقد توصلت ليكون في متناول الجميع كفائدة صحية غنية

بدأت الفكرة عندما كنت أوزّع عدداً من منتجاتي الزراعية قبل سنتين، فتعرّفت إلى عدد من الزبائن، ومنهم الشيخ "ربيع أبو ديكار" صاحب محل للحلويات، فنصحني بتصنيع "خل الثوم" إضافة إلى ما أنتجه من مخللات، في البداية استهجنت الفكرة، ورحت أبحث في الشبكة العنكبوتية عن هذا المنتج، وبعد بحث طويل بدأت في الشهر العاشر في السنة الماضية بـ"قرعة" ثوم وزنها 150 غراماً، وجربت جميع الطرائق الممكنة للتصنيع، لكن كل الطرائق لم تعطني النكهة المحببة التي يمكن أن تجذبني لاعتمادها قبل الزبون، وبعد تجارب عديدة وطويلة وجدت ضالتي والسرّ الذي بحثت عنه طويلاً.

المنتج جاهز

كنت منذ التسعينات أعاني آلاماً حادة في الرقبة والظهر، وخلال عملي في التجارب على خل الثوم أضطر للتذوق والأكل على مدى سبعة أشهر، فاختفت الآلام نهائياً، ولدي كل الدلائل على ذلك من الأدوية التي كنت أتناولها إلى الصور الشعاعية وغيرها، وبات هدفي أن يتناولها الناس للشفاء، فأنا من الذين يدينون لخل الثوم بالشفاء، وأرغب أن يتناوله غيري، وهذا ليس إعلاناً أو تسويقاً للمنتج؛ فالأرباح التي أجنيها لا تعادل ربع التعب، وألبيّ احتياجاتي المادية مما أنتجه من مخللات أخرى ومواد زراعية».

السرّ الكامن في ذلك الشفاف لا يعلمه أحد؛ فالمنتج المعروف لدى العطارين وأطباء الأعشاب هو نكهة الثوم، وليس عصير الثوم نفسه، حيث يضيف "الشعار" عن تلك التجارب: «الثوم مثل أي فاكهة أو ثمر، عندما يتخمر يصبح عصيراً، وخلّ الثوم مطعم بخلّ ثانٍ مثل التفاح والعنب، وليس عصير الثوم، أي شخص يستطيع صنع الخلّ، لكنه غير مجدٍ لأنه غالي الثمن، وهنا السرّ؛ فأنا منذ بداية الموسم اشتريت 2 طن ونصف الطن من الثوم، وبدأت تجاربي العملية في مختبري الخاص، حتى توصلت إلى خلّ نقي تماماً وبلا رائحة، وهو أيضاً سبب مهم لكي يكون المنتج مرغوباً لدى الناس، فأغلب ربات البيوت تشكين عدم إقبال أبنائهن على الطعام لاحتوائه الثوم، وأنا حللت هذه المعضلة تماماً».

من منتجاته

وعن التسويق للمنتج الجديد والأرباح المتوقعة، أضاف: «هناك أشياء لا تقاس بالربح، فمجرد أن تنجح التجربة وتعمم فهي ربح كبير باعتقادي. في مدينة "السويداء" لا أحتاج إلى إعلان أو دعاية لمنتجي، ووصلت إلى مرحلة لم أعد فيها قادراً على تلبية الطلبات، ومع ذلك أرباحي صغيرة جداً، والهدف ليس مادياً، فأنا أجني أرباحي منذ سنوات بعملي المتواصل في الزراعة.

منذ سنوات سافر عمي خارج الوطن وترك لي أرضه الزراعية الكبيرة، ومنها 40 دونماً من التفاح المثمر، وللسنة الثالثة على التوالي من العناية تكون النتيجة صفر إصابات، وصفر تساقط تفاح تحت الشجرة. ومنذ أن اشتهرت بخلّ الثوم باتت مبيعات خلّ التفاح تزداد؛ وهذا ناتج عن الثقة مع البائعين والزبائن».

أنواع للتفاح في شجرة واحدة

أما عن جديده، فيضيف: «قدمت "خل الكرز"، ولاقى في أول تجربة رواجاً كبيراً، ونفدت من السوق بسرعة، وهو تجربة للناس من دون أي أرباح. أما منتجي الجديد، فهو "السكنجين"، وهو شراب منعش وفيه الكثير من الفوائد، أهمها أنه داعم مناعي ضد مرض السرطان، وقد توصلت ليكون في متناول الجميع كفائدة صحية غنية».

تقول ربة المنزل "حنان الطويل" عن "خلّ الثوم": «نكهته المستساغة في الطعام هو السر الجميل في الموضوع، كانت هذه الحالة توتر ربات البيوت عندما يكون أحد أبنائها لا يحب الثوم في الطعام، وهو ضروري جداً، ويعطي نكهة محببة للطبخ، والآن أضعه بكل راحة من دون أن يعلم أحد أو يشعر بوجوده، فأضمن أنهم استفادوا من خصائصه الكبيرة».

يطمح المهندس الزراعي "فادي الشعار" إلى تطوير العمل وتنظيمه، وهو يسير بهذا الاتجاه؛ فقد أنشأ معملاً للمنتجات الزراعية، لأنه مؤمن بأن دراسته يجب أن توظف في هذا المنحى، وفي جعبته الكثير من الأبحاث الموثقة التي تهمّ صحة الإنسان، وتشفيه من بعض أمراضه.