تميزت شخصية "عبد الغفار الأطرش" بالفطنة والذكاء والموقف والهدوء والسكينة، وساهم في كثير من المواقف الوطنية، وشغل مناصب إدارية وقيادية، وهو أول وزير للدفاع السوري في بداية أربعينات القرن الماضي.

حول شخصيته الاجتماعية ونشأته، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 16 أيلول 2017، التقت "عبد الله الأطرش" عضو مجلس الشعب السابق، ونجل الراحل "عبد الغفار الأطرش"، الذي بيّن قائلاً: «عرف والدي "عبد الغفار الأطرش" بأنه من رجالات الثورة السورية الكبرى، وله مواقف عديدة، فهو نجل الراحل "إبراهيم باشا الأطرش"، أبرز زعماء "جبل العرب" في القرن التاسع عشر. ولد عام 1879، ونشأ وترعرع في بيت كريم. وفي العاشرة من عمره بدأ يحصل علومه الابتدائية في مدرسة الجبل الأميرية، وكان في حداثته قوي الشكيمة يميل إلى الوحدة، هادئ الطبع، ويعطف على رفاقه. خاض غمار الميدان السياسي وهو فتى يانع، فشهد أدوار ولادة العثمانيين، وكانت أول وظيفة شغلها في العهد التركي سنة 1915 عضوية المجلس العمومي في "دمشق"، وسجل مواقف وطنية معروفة ومسجلة في الذاكرة الشعبية إضافة إلى الذاكرة التدوينية، وفي أيام الثورة العربية رافق الملك "فيصل"، وعين عضواً في المؤتمر السوري عام 1918، وعندما حاول الفرنسيون تجزئة البلاد وتقسيمها إلى دويلات كان رافضاً لها سنة 1921. وكي يحافظ على العمل الوطني شغل منصب المفتشية العامة، وكانت الثورة السورية الكبرى قد أخذت طريقها واتضحت معالمها في عام 1925، فهبّ يناضل إلى جانب ابن عمه القائد العام "سلطان باشا الأطرش"، وبات "عبد الغفار باشا" في هذا المضمار ركناً من أركان النضال والمقاومة، وقائداً من قادتها البواسل، وحقق مواقف مشهورة في أحداث ووقائع المعارك ضد الفرنسيين».

لقد خط الراحل "عبد الغفار باشا الأطرش" خطاً وطنياً بنفسه، فتسلم نتيجة حنكته وعقله ورأيه نائباً، وأول وزير دفاع لـ"سورية" المستقلة من الانتداب الفرنسي بعد اتفاقية 1936، لكن لم تتكحل عيناه بالجلاء؛ إذ وافته المنية بعد اجتماعه في مجلس الوزراء الوطني، وأثار رحيله ضجة إعلامية ووطنية، ووفد آلاف الوطنيين من "دمشق" والغوطتين والمحافظات السورية و"لبنان والأردن" إلى "السويداء"، عدا شيوخ العشائر والقبائل العربية، فهو من خاض تجربة غنية بالخط النضالي، ولازم ابن عمه القائد العام للثورة "سلطان باشا الأطرش" بالثورة، وحقق مكاسب عدة، حتى إذا ما وفته المنية انفجر بركان العطاء، واتضح للعامة ما كان يقوم به من أعمال وطنية وقومية لنيل الاستقلال الوطني

وتابع الحديث عن سيرته ومواقفه قائلاً: «بعد أن طوت الثورة مرحلتها الأخيرة وازداد ضغط الجيوش الفرنسية على المجاهدين، نزح والدي وإخوانه من الجبل إلى "فلسطين"، وأقاموا فيها مكرهين حتى عام 1928، وهي المرحلة التي تميزت بالكفاح المسلح ضد الفرنسيين، وبعد أن عادت العلاقات تدريجياً بين الفرنسيين والثوار -ومن بينهم والدي- أراد المجتمع مكافأته، فانتخبوه نائباً لرئيس مجلس الحكومة، وأدرك الراحل أنه أمام مهمة صعبة وحالكة في زمن يصعب فيه تحقيق التنمية من دون معرفة وعلم وذكاء حاذق، فعرف كيف يكرس حب الوطن بالأعمال الجليلة والتضحيات الكبرى، ويجسد ما هدف وضحى من أجله، وفي شهر أيلول دعي للاشتراك في أول وزارة انبثقت عن إعلان استقلال "سورية" ووحدتها التامة، فكان وزيراً للدفاع الوطني، لكنه لم يشهد الجلاء في عام 1946؛ لأن المنية كانت قد وافته في شهر آذار من عام 1942. وقد منح في حياته وسام المجيدي الثالث، والثالث المرصع من الدرجة الثانية، وقلد ميدالية الحرب، والرتبة الثانية أمير اللواء مع لقب باشا في عام 1939، ترأس وفداً إلى "فلسطين" من كبار أهالي الجبل، وقد تكللت مهمته بفضل لباقته وإصابة رأيه ونفوذه بالنجاح التام، وكان عزاؤنا نحن أبنائه أنه في اليوم التالي لوفاته وباحتفال مهيب شيع جثمانه الطاهر، على سيارة إطفاء وكان مجللاً بالعلم السوري، وقد رافق موكبه سيارات دولة رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء، والدكتور "منير العجلاني" بالنيابة عن رئيس الجمهورية، والكولونيل "غاردنر" الممثل السياسي البريطاني في "دمشق"، ومحافظ مدينة "دمشق" الممتازة وقائد الدرك العام، ووفود من حيّي "الميدان والغوطة"، ووزراء من "لبنان"».

الأستاذ عبد الله الأطرش

وبيّن المؤرخ "إبراهيم جودية" عضو الجمعية العلمية التاريخية قائلاً: «لقد خط الراحل "عبد الغفار باشا الأطرش" خطاً وطنياً بنفسه، فتسلم نتيجة حنكته وعقله ورأيه نائباً، وأول وزير دفاع لـ"سورية" المستقلة من الانتداب الفرنسي بعد اتفاقية 1936، لكن لم تتكحل عيناه بالجلاء؛ إذ وافته المنية بعد اجتماعه في مجلس الوزراء الوطني، وأثار رحيله ضجة إعلامية ووطنية، ووفد آلاف الوطنيين من "دمشق" والغوطتين والمحافظات السورية و"لبنان والأردن" إلى "السويداء"، عدا شيوخ العشائر والقبائل العربية، فهو من خاض تجربة غنية بالخط النضالي، ولازم ابن عمه القائد العام للثورة "سلطان باشا الأطرش" بالثورة، وحقق مكاسب عدة، حتى إذا ما وفته المنية انفجر بركان العطاء، واتضح للعامة ما كان يقوم به من أعمال وطنية وقومية لنيل الاستقلال الوطني».

المقاتل عبد الغفار باشا الأطرش
في وزارة الدفاع بسرايا الحكومة بدمشق قبل وفاته