عمل الفنان "مصطفى حماد" على ربط تجربته المسرحية بين التجريب والواقعية، وتكوّنت لديه رؤية ووقفة خاصة معهما، فأخلص لعمله تاركاً بصمته الخاصة على الخشبة.

حول الواقعية والتجريب في المسرح، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 27 تموز 2017، التقت الفنان المسرحي "مصطفى حماد"، الذي تحدث عن تجربته قائلاً: «مذ بدأت العمل في المسرح أحببت العمل التجريبي والواقعي، لما لهما من أهمية في دمج الشخصية الفنية مع الواقعية، فالمسرح التجريبي تقوم فكرته المسرحية على تجاوز ما هو مطروح من الأشكال المختلفة للمسرحية من حيث الشكل أو الرؤية أو المضمون والغاية والهدف وحتى الأسلوب، ولكي أقدم فكرة أكثر تقدماً عما هو موجود بالفعل حاولت اعتناق التجريب، يقيناً مني بأن كلمة تجريب مرتبطة بالتحديث، وهذا الربط يفصل بين الأصيل والجديد. والتجريب يخاطب مختلف التيارات الفكرية والسياسية والعقائدية، وقد عدّ الناس التجريب من بديهيات الحياة؛ لذا قلّما نرى الباحثين والدارسين يلتفتون، حتى إننا نعثر هنا وهناك على أمثال شعبية وحكم تتناول أهمية التجريب في حياة الإنسان اليومية، والتعلّم من نتائجه. فهناك مثل يقول: (لا تعرف الشخص ما لم تجرّبه)، وآخر يقول: (التجربة أكبر برهان). ومع ذلك اتخذت التجريبية والتجريب اليوم كمصطلحات منها مفهوم مدرسة أو مذهب أو اتجاه، لذلك ولدت كمصطلحات في رحم النهضة العلمية الأوروبية الحديثة، التي سرعان ما صاحبتها أو تلتها نهضة صناعية. وفي الحياة، ثمة أفعال وأعمال نمارسها على نحو تلقائي، من دون التفكير بتصنيفها أو تبويبها أو وضعها في خانة اصطلاحية معينة، ومن ذلك التجربة والتجريب؛ لذلك يمكن أن يشوب استخدامها نوع من الغموض في حال تحويلها إلى مصطلح يراد منه مفهوم معين. وبدوري باشرت العمل في المسرح التجريبي كي أقدم ما اختزنته من علوم ومعارف وخبرة ورؤية متواضعة، لكنني أردت تقديمها على المسرح لبيان التماهي مع ما تتطلبه اللحظة الحديثة الآنية التي نعيشها».

عمل الفنان "مصطفى حماد" على أعمال مسرحية خاض بها التجريب والواقعية بمصداقية وافية، فهو فنان مذ كان في المرحلة الابتدائية، وله أعمال مسرحية نال عليها جوائز عديدة، وفي الحقيقة رؤيته وثقافته في الاتجاه المسرحي تحمل خصوصية، ذلك لأنه أحب الواقعية والعبثية والرمزية والتجريب، وعمل بمدارس متعددة أغلبها كانت في الواقعية والواقعية التجريبية، استطاع اقتحام مسرح "النو" الياباني من خلال مسرحية الكاتب الياباني "يوكيو ماشيما"، وهو عاشق للمدرسة الإيطالية أو المسرح الحركي الذي يبتعد عنه أغلب الممثلين، وهي المدرسة المتعبة جداً للممثل، لكنه يتقن العمل فيها بجدارة

وعن الواقعية في المسرح من وجهة نظره، قال: «رؤيتي للواقعية تتجسد من خلال الدمج بين ما نشعر به في الواقع وبين ما نستشعره برؤية فنية لنقل ما يجب، ويعبر عن هموم المجتمع وتطلعاته، ولذلك مثّلت الواقعية في عالم المسرح حالة ثقافية خاصة في ضميري.

الفنان أيمن غرز الدين

ولأن المسرح ظاهرة فنية مركبة، لا تحقق نتاجاً (بصرياً - سمعياً) إلاّ في عمل جماعي تتضافر فيه جهود مجموعة من البشر، تكون منسجمة أو متقاربة في مشاربها وتوجهاتها الفنية والفكرية، ولا يتحقق العرض المسرحي إلاّ على قاعدة اقتصادية توفر تكاليفه قبل أن يلتقي بالجمهور الذي هو الطرف الآخر في هذه المعادلة الثنائية، وقد أثبت التاريخ منذ البدايات أن المسرح لا ينهض ويزدهر إلاّ عندما يمر المجتمع بمنعطف حاسم في تطوره، يوطد أركانه وطنياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً؛ وهو ما يتيح للحركة الثقافية أن تنفتح.

كان الميل نحو الواقعية في المسرح شيئاً فنياً يحمل مجموعة من دلالات الواقعية الرمزية التي برهن عنها أنها الأقرب إلى الواقع، وهي الرؤية التي حملتها في تجربتي المتواضعة».

مصطفى حماد مكرماً

أما عن حياته وبداياته الفنية وأعماله، فأوضح بالقول: «أنا من مواليد مدينة "السويداء" عام 1973، أحمل إجازة في الجغرافية عام 1984. كانت بدايتي عام عندما استهواني تقديم "الاسكتش" المسرحي أو الفقرة المسرحية في المدرسة الابتدائية كنت في الرابع الابتدائي، وأول عمل متكامل في الصف الخامس سميناه "الآلة"، كان من تأليف وإخراج وتمثيل مجموعة من رفاقي، واستمر عملي في تقديم "الاسكتش" المسرحي حتى نضجنا فكرياً وفنياً بفرق الشبيبة والطلبة، وقدمت الكثير من العروض، وأصبحت عضواً مؤسساً في فرقة "محافظة السويداء" للفنون المسرحية، وأهم الأعمال التي قدمتها "جبل السنديان، اللوحة الناطقة، بين كفتي ميزان، المفتش العام، الكابوس، الديكتاتور، هوى شرقي، اسأل روحك، بروفة، شواهد، الاستيلاء، حكاية ضيعة، الكف، حكاية سفر، الشريط، الشقيقة، طبيب رغماً عنه، محاكمة لوكولوس، حامد بيك"، وقدمنا عرضاً مسرحياً يخص محو الأمية بمناسبة محو الأمية في "السويداء"، وقدمت مجموعة كبيرة من "الاسكتشات" المسرحية والفنية، ولدي محاولتان بالإخراج: "أحكام قراقوش، وصرخة"، كما نلت العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل ممثل عن مسرحية "جبل السنديان" و"المفتش العام"، و"الديكتاتور"، وجائزة خاصة عن مسرحية "الاستيلاء"، وأغلب الأعمال التي قدمتها نالت الجائزة الأولى في العديد من المهرجانات».

الفنان المسرحي "أيمن غرز الدين" يقول عنه: «عمل الفنان "مصطفى حماد" على أعمال مسرحية خاض بها التجريب والواقعية بمصداقية وافية، فهو فنان مذ كان في المرحلة الابتدائية، وله أعمال مسرحية نال عليها جوائز عديدة، وفي الحقيقة رؤيته وثقافته في الاتجاه المسرحي تحمل خصوصية، ذلك لأنه أحب الواقعية والعبثية والرمزية والتجريب، وعمل بمدارس متعددة أغلبها كانت في الواقعية والواقعية التجريبية، استطاع اقتحام مسرح "النو" الياباني من خلال مسرحية الكاتب الياباني "يوكيو ماشيما"، وهو عاشق للمدرسة الإيطالية أو المسرح الحركي الذي يبتعد عنه أغلب الممثلين، وهي المدرسة المتعبة جداً للممثل، لكنه يتقن العمل فيها بجدارة».

بعض الجوائز