أحبّ "عصمت صعب" مهنة الحدادة، فاستطاع أن يبدع أشكالاً ضمن لوحة جمالية تحمل رسوماً وأبعاداً مختلفة، مؤكداً أهمية العمل وقيمته، ليقدمه كفن ذي قيمة جمالية وعملية للزبائن الكثر الذين اكتشفوا بعض أسرار عمله الصعب.

حول علاقته بمهنته وأسلوب ليّه للحديد، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 12 تموز 2017، التقت الحرفي الحداد "عصمت صعب"، الذي بيّن قائلاً: «تعلمت مهنة الحدادة وتعلقت بها منذ الصغر، واكتشفت باكراً أن لها جمالية وأسلوباً تقنياً خاصاً، ومن يتعامل معها بمحبة تكسبه رؤية إنسانية، ذلك لأن قساوة الحديد تحتاج إلى عقل تدبيري في ليّه، وليس فقط إلى قوة عضلية، ولهذا ما إن بدأت العمل مع عمي "متروك صعب" في قريتي "المغير" التي تبعد عن مدينة "السويداء" أكثر من 70 كيلو متراً حتى بدأت أشعر بأن علاقتي بالحديد تكسبني شخصية متفردة، وقدرة على استخدام العقل لجعل الحديد القاسي طيعاً بين يدي.

يعمل "عصمت صعب" بطريقة حرفية في تقديم الشكل المتقن والجمالي من مادة الحديد، وهو يستخدم أنواعاً مختلفة ومتعددة منه، ويصنع البوابات والنوافذ أو الحمايات والمدافئ بأشكال هندسية جميلة جداً بطريقة عصرية وحديثة، ولديه رؤية في تلك الصناعة، كما يقوم بتصنيع ما يطلبه الزبون على الرغم من صعوبة التنفيذ وتعقيدات الأشكال، حيث يتم تنفيذ الشكل المرسوم ولو كان مرسوماً بواسطة الحاسوب. أما ليّ الحديد، فله طرائق جميعها صعبة، لكنه يقوم بعملها ببساطة، وحين تذهب إليه تراه يقوم بليّ الحديد بطريقة بدائية وبنجاح من دون انحراف أو تغيير في الشكل المطلوب، فأعماله تدل بوضوح على احترافه وتقنيته في إنجاز العمل؛ وهو ما يساهم برفد حركة الصناعة الحرفية بخبرات كبيرة ومهمة

بعد سبع سنوات من التعلم والممارسة، بدأت حركة الإنتاج تدور عندي لأقوم بتصنيع الأبواب والنوافذ وأشياء أخرى مختلفة وفق متطلبات الزبون، وقد اتخذت من الإنتاج عاملاً مهماً في جعل هذه المهنة تكسب صاحبها إبداعاً جديداً. لم أستسلم للحديد بسهولة، وإذا كان لكل عقدة لها حل في الحياة، فعقدة الحديد أسهل مما يتوقع المرء إذا أراد التفكير بذلك. رأيت العديد من المنتوجات لهذه المهنة في أشكال ورسومات جميلة تنم عن منمنمات يصعب على بعضهم تخيل صنعتها، وبحثت في اكتشاف لغزها، فوجدت أنها من أسهل الأشياء؛ وهذا ما زادني تعلقاً بها وبإنتاج المزيد من الأشكال، واليوم أعمل على مدار الأسبوع من دون توقف بتنفيذها».

الشيخ جميل أبو ترابي

وعن الأدوات البسيطة للمهنة وطريقة ليّ الحديد، تابع: «يخطئ من يظن أن أدوات ليّ الحديد معقدة جداً، بل على العكس؛ فقد استخدمت الطرائق البدائية جداً، وهي مؤلفة من مطرقة، وسندان، وبعض المفاتيح المصنعة يدوياً، حيث أقوم من خلالها بتصنيع قوالب ذات أشكال مختلفة، لكن أهم ما يتخلل المهنة الدقة لكي يتم الحصول على الشكل المطلوب، خاصة أن العملية الإنتاجية تحتاج إلى خبرة وجمالية في التوصل إلى شكل معين، وأنا بدوري أقوم بتصنيع القوالب وفق حاجة الزبون الذي يأتي أغلب الأوقات بالشكل الذي يريده مرسوماً على الحاسوب ببرامج مهمة ذات دقة عالية، وأقوم بتنفيذها وتقديمها له، ولهذا يأخذ الإنتاج صفة مميزة، أولها الدقة والجمال، وثانيها الجودة والحرفية في الصنعة، والخيال موجود ويتجدد دائماً لتقديم ما هو أفضل، مواكباً العصرنة، والتقنية بأدوات بسيطة وتكاليف خفيفة».

وعن تقنية العمل وإنجازه بيّن الشيخ "جميل أبو ترابي" أحد الزبائن الدائمين لدى "صعب"، قال: «يعمل

عصمت صعب أمام آلته

"عصمت صعب" بطريقة حرفية في تقديم الشكل المتقن والجمالي من مادة الحديد، وهو يستخدم أنواعاً مختلفة ومتعددة منه، ويصنع البوابات والنوافذ أو الحمايات والمدافئ بأشكال هندسية جميلة جداً بطريقة عصرية وحديثة، ولديه رؤية في تلك الصناعة، كما يقوم بتصنيع ما يطلبه الزبون على الرغم من صعوبة التنفيذ وتعقيدات الأشكال، حيث يتم تنفيذ الشكل المرسوم ولو كان مرسوماً بواسطة الحاسوب.

أما ليّ الحديد، فله طرائق جميعها صعبة، لكنه يقوم بعملها ببساطة، وحين تذهب إليه تراه يقوم بليّ الحديد بطريقة بدائية وبنجاح من دون انحراف أو تغيير في الشكل المطلوب، فأعماله تدل بوضوح على احترافه وتقنيته في إنجاز العمل؛ وهو ما يساهم برفد حركة الصناعة الحرفية بخبرات كبيرة ومهمة».

من أعماله

يذكر أن "صعب" من مواليد "المغير"، عام 1975.