كتب ولحّن أكثر من مئة أغنية منوعة، واشتهر على المستوى المحلي بشموليته وأغانيه التي اتسمت بالجمل اللحنية الراقية والكلمة البسيطة التي تلامس القلب قبل الأذن، وتعاون من خلالها مع نجوم الغناء في المحافظة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 تموز 2017، الفنان "مالك نمور" الذي تحدث عن بداياته مع الموسيقا، فقال: «نشأت في بيت محافظ ليس له علاقة بالفن، لكنني منذ الطفولة المبكرة عشقت الفن والموسيقا، كانت أمنياتي أن أكون عازفاً، ولا أعرف ما الحالة التي جعلتني أتماهى مع كل نغمة أسمعها، وقد أحببت أن أعزف على آلتي الكمان والعود، لكن الطريق كان طويلاً، وفي أيام الدراسة الابتدائية شاركت في الغناء، وكان المدرّس يركز على موهبتي ويعطيني دفعاً معنوياً كبيراً لكي أحافظ عليها حتى انطلقت تلك الموهبة المخبوءة.

أعدّ الفن عالماً مقدساً، وقد قدّرته الشعوب منذ عصور خلت أحسن تقدير، وهو أول العلوم التي رافقت الإنسان منذ فجر التاريخ. ومن يوصل الأعمال الفنية إلى المتلقي؛ أي المستمع، هو الإعلام الذي له دور رئيس بذلك، وحتى الآن لم نأخذ حقنا كما ينبغي، ووسائل الإعلام تغمض عيونها عن المبدعين، وخاصة في الأرياف والمحافظات، فنحن نحاول الاجتهاد لكي نصل إلى الناس، لكن ينقصنا التسويق والدعم المادي والمعنوي لكي نستمر، وفي المناطق البعيدة عن المركز تجد العديد من المواهب الكبيرة التي تحتاج إلى يد ترعاها وتطلقها إلى عالم الفن

في عمر الشباب المبكر تعلّمت على آلة الكمان، وبعدها العود، ومع طول الأيام برعت بالعزف، ثم شاركت بالعديد من المناسبات المدرسية وغيرها عزفاً، وثابرت على التعلم والعزف، وكان عندي ولع بالتمارين الموسيقية، وقد شجعني "هاني كيوان" عازف العود المبدع، حيث كنّا نجتمع ونعزف مقطوعات متعددة، ونشارك في المناسبات.

مع العود رحلة لا تنتهي

ومن هواياتي المطالعة والقراءة والبحث عن تاريخ وعلم الموسيقا، وكل ما يتعلق بالفن والفنانين والشعراء بوجه عام. وفيما بعد أصبح لدي معرفة وخبرة في هذا المجال، وكانت محاولاتي الأولى في التلحين وكتابة الشعر، فكوّنت فرقة من المواهب الغنائية، وغنوا لي أكثر من 20 أغنية منوعة، كان هذا أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، وفي عام 2000م دخلت عالم الفن من أوسع الأبواب».

وعن أعماله الفنية التي قدّمها للناس، أضاف: «لحنت وكتبت أكثر من مئة أغنية منوعة، منها: الطربية، والوطنية، والشعبية، والأغاني الخاصة بالأطفال، وأعدّ كل هذه الأعمال مهمة بالنسبة لي، وقد تعاونت مع عدد من المطربين والمطربات، من بينهم النجم "داوود رضوان" الذي غنى لي عشر أغانٍ منوعة، وكذلك الفنان الشعبي "لؤي العقباني"، و"طالب أبو فخر"، و"ركان أبو عمر"، و"علاء الأطرش"، و"كمال أبو درهمين"، و"عبير شمس"، "أماني منذر"، ومن المواهب "إحسان نمور" 15 أغنية، وغنى معه مجموعة من الشباب، وكذلك عدد من الأطفال الذين أخذت بيدهم لإبراز مواهبهم الجميلة، مثل: "سندارة رضوان"، "رنيم نمور"، "داوود رضوان الحفيد"، "آية نمور"، "ولاء عزام"، "رهام الشعار"، وغيرهم الكثير.

مع الفنان داوود رضوان

ولي أكثر من عشرين أغنية في "إذاعة دمشق"، و"صوت الشعب"، و"صوت الشباب"، والإذاعات المحلية في المحافظة، والتلفزيون السوري».

أما عن رؤيته للفن، وما لم يستطع فعله، فأكد: «أعدّ الفن عالماً مقدساً، وقد قدّرته الشعوب منذ عصور خلت أحسن تقدير، وهو أول العلوم التي رافقت الإنسان منذ فجر التاريخ. ومن يوصل الأعمال الفنية إلى المتلقي؛ أي المستمع، هو الإعلام الذي له دور رئيس بذلك، وحتى الآن لم نأخذ حقنا كما ينبغي، ووسائل الإعلام تغمض عيونها عن المبدعين، وخاصة في الأرياف والمحافظات، فنحن نحاول الاجتهاد لكي نصل إلى الناس، لكن ينقصنا التسويق والدعم المادي والمعنوي لكي نستمر، وفي المناطق البعيدة عن المركز تجد العديد من المواهب الكبيرة التي تحتاج إلى يد ترعاها وتطلقها إلى عالم الفن».

خلال التكريم

يقول المطرب المخضرم "داوود رضوان" الذي غنى من كلمات وألحان "نمور": «هو واحد من شعراء الأغنية والملحنين المتميزين الذين تعاونت معهم في مسيرتي الطويلة، حيث سجلت من كلماته وألحانه ثلاث أغانٍ أعتز بها، وخاصة الأغنية التي أهديناها إلى الأهل في "الجولان" السوري المحتل، وكذلك تعاونت معه في إبراز مجموعة من المطربين الشباب على مستوى المحافظة، ومساعدتهم لشق الطريق الصعب في الفن.

والشيء الذي يدعو إلى الأسف والتعجب، الإهمال الذي يعانيه الفنانون من قبل الإعلام المحلي الذي يعزف عن إبراز هذه المواهب الكبيرة، ولدينا مشكلة حقيقية في التسويق والعلاقات العامة، فالفنان "مالك نمور" لديه الكثير من الإمكانيات الخلاقة التي لا يملكها الكثيرون، حيث قدم شريطاً مسجلاً هدية للتلفزيون والإذاعة السورية يحتوي أغاني متنوعة، ويجب أن يأخذ فرصته الحقيقية».

يذكر أنّ "مالك نمور" من مواليد "السويداء" عام 1958، وقد نال العديد من الجوائز وشهادات التقدير.