تفرّغ لكرة القدم منذ طفولته، وكان لوالده الدور الأكبر في مسيرته الناجحة داخل أسوار "نادي المجد" الدمشقي، فتحوّل -على الرغم من وجود المواهب الكبيرة- إلى رأس حربة يهابه الحرّاس.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 25 نيسان 2017، التقت اللاعب "رامي كميل عامر"، الذي تحدث عن كيفية دخوله عالم الكرة، فقال: «لم أكمل تعليمي بحكم تنقلي بين محافظة وأخرى، كانت كرة القدم هي هاجسي الدائم، فالأزقة والساحات في قريتي "حزم" كانت الملعب المفضل لنا بحكم عدم وجود المكان المناسب لممارسة هواياتنا، كان والدي يشاهد تعلقي بالكرة، ويراقب تحركاتي عن قرب؛ لذلك قرّر أن يأخذني إلى نادي "المجد" الدمشقي لكي أطوّر نفسي، وأكتسب مهارات جديدة منظمة بعيدة عن اللعب العبثي الطفولي. وهكذا دخلت أسوار النادي عام 2007 بأحلام جديدة».

جاءتني عروض احترافية من دول "الخليج العربي"، وشرق "آسيا"، ولم أوفق بالذهاب بسبب مشكلات صغيرة لم أستطع تجاوزها على الرغم من أن الاحتراف الخارجي حلم أي لاعب، خاصة في سن مبكرة من العمر، لكنني أصمّم أن يكون قانونياً بعيداً عن الهجرة التي لا توفر للاعب الشروط الصحية، بل تحقق البعد عن الوطن

وعن مراحله الأولى في النادي، أضاف: «عانيت أول الأمر بحكم بُعد النادي عن قريتي، وعمري الصغير الذي لا يزيد على 13 عاماً، لكنني تأقلمت بسرعة من دون الالتفات إلى الخلف؛ فالكرة كانت عالمي الكبير. بدأت اللعب والتدريب ضمن فئة الصغار، وكان يشرف علينا المدرّب "سامر قشاط"، تعلّمت احترام المدرّبين والأخذ بتعليماتهم ونصائحهم حتى لو كنت غير مقتنع. وفي مرحلة الأشبال كنت ألعب بمركز جناح يميني على الرغم من عدم قناعتي وعدم قدرتي على التأقلم بهذا المركز، لكن للمدرّب "أحمد سعيد" وجهة نظر أخرى، لم أحقق شيئاً يذكر في هذه الفترة، وكأي شاب صغير يحلم بالتفوق، كنت أرغب بشدة أن يكون مركزي في رأس الحربة، وتحقق هذا الأمر مصادفة عندما لعبنا مباراة بالدوري ضد فريق "الوحدة"، حيث قام مدربي بزجي في مركز مهاجم صريح، فسجلت هدفين، وفزنا بهما على أعرق الفرق السورية، بنتيجة: اثنان لواحد.

في إحدى مباريات الدوري

ومنذ تلك المباراة تغيرت كل مسيرتي، حيث بدأ النادي الاعتماد عليّ في هذا المركز شيئاً فشيئاً، وكان المدرّبون يخصصون وقتاً لي حتى أتعلّم أسرار مكاني الجديد، وأكتسب الخبرة حتى وصلت إلى فئة الرجال عام 2014، ومن هنا أريد أن أذكر أن أحد أكثر اللاعبين الذين أعشقهم وأكنّ له الإعجاب، الهداف "رجا رافع" الذي يلعب بنفس مركزي، وهو قدوتي وخبرة كبيرة نتعلم منه الكثير».

ومن اللحظات التي لا تمحى من الذاكرة، أضاف: «أجمل أيامي الكروية داخل أسوار النادي كانت عام 2015 عندما تأهلنا إلى "السداسية"، وكان من أجمل مواسم نادي "المجد"، حيث بتنا على بعد خطوات صغيرة من تحقيق لقب بطولة الدوري، لكن لم يحالفنا الحظ، وانتهى موسمنا بالمركز الثالث متقاسمين النقاط مع "نادي الشرطة" العريق. ولا أنسى أجمل الذكريات التي عشتها في فئة الشباب، حيث نلنا بطولة "دمشق"».

مع نادي المجد

وعن العروض الخارجية ونظرته لهجرة اللاعبين من الوطن، أضاف: «جاءتني عروض احترافية من دول "الخليج العربي"، وشرق "آسيا"، ولم أوفق بالذهاب بسبب مشكلات صغيرة لم أستطع تجاوزها على الرغم من أن الاحتراف الخارجي حلم أي لاعب، خاصة في سن مبكرة من العمر، لكنني أصمّم أن يكون قانونياً بعيداً عن الهجرة التي لا توفر للاعب الشروط الصحية، بل تحقق البعد عن الوطن».

وفيما يتعلق بتجربته مع المنتخب الأولمبي، أكد بالقول: «دعيت إلى تمثيل المنتخب الأولمبي عام 2015، وكانت مرحلة جميلة، حيث لعبنا مباريات داخلية مع الأندية السورية الكبيرة، مثل: "الجيش، والشرطة، والوحدة، والمجد"، وكان لي نصيب في التألق وتسجيل الأهداف، وأقمنا معسكرات خارج القطر في "سنغافورة" و"أندونيسيا"، لعبنا أربع مباريات مع كل منهما، وكانت نتائجنا إيجابية بالفوز في ثلاثة لقاءات، والتعادل بواحد، لكن الحظ عاندني بترك بصمتي في هذا المعسكر، ولم أسجل الأهداف».

الحارس أمجد السيد

حارس نادي "المجد" الدمشقي "أمجد السيد"، قال عن زميله: «قناص من الدرجة الأولى، وله مستقبل كروي كبير، تدرّب بإشراف المدرّبين "مهند الفقير"، و"عماد دحبور"، و"هشام شربيني"، و"فراس معسعس". وأجمل هدف سجله بالدوري السوري كان على "نادي الكرامة"، وأظنّ أنّ أصعب الحراس الذين واجههم كان "أحمد مدنية"، لكنه يبقى اللاعب الذي يهابه الحرّاس في كل لحظة؛ لطريقته في قنص اللحظة المناسبة للتسجيل. بعيداً عن الكرة، فهو إنسان متواضع، وقمة في الأخلاق والروح الرياضية».

يذكر أنّ "رامي عامر" من مواليد قرية "حزم" في الريف الشمالي لمحافظة "السويداء"، عام 1994.