طار محلّقاً بحلم امتلاك الخبرة والطيران لآلاف الساعات؛ جال فيها الكابتن "أنور سمارة" دول العالم بعشقٍ لعمله الذي كان فيه خير دليل للطيار السوري الخبير والمتمكّن.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 نيسان 2017، حاورت الكابتن "أنور" ابن قرية "عرمان"، الذي احترف الطيران لمدة ثلاثين عاماً، وبقي يعمل بعطاء، ليحدثنا عن رحلة اغتراب طويلة بين عدة دول، وقال: «درست في الكلية الجوية "معهد جوي" في مدينة "حلب" عام 1975، وكانت بداية رحلتي مع الطيران عندما تخرّجت عام 1978 برتبة ضابط طيار حربي، وبذلك حققت حلم الطفولة للتحليق والطيران فوق هضاب وجبال بلادي بعشق التعرف إلى كل ما هو جديد في سماء تعودنا النظر إليها. تابعت العمل في صفوف "الجيش العربي السوري"، وشاركت بالتصدي للاجتياح الإسرائيلي على "لبنان" عام 1982 في "جبال الباروك"، "سهل عزي"، وأنهيت خدمتي فيه عام 1983 بناء على طلبي، حيث سافرت بعدها لغاية تحسين الوضع المادي والالتحاق بدورات تؤهلني لامتلاك مهارة الطيران المدني التي حلمت بها.

هو من أسرة ريفية كادحة، تربى على الارتباط بالأرض، واختار الالتحاق بصفوف الجيش لسنوات، وبدافع الطموح سافر إلى الخارج، للبحث عن العلم والمعرفة ونيل درجات جديدة من التميز والنجاح، وبقي على تواصل دائم على الرغم من رحلته الطويلة في الاغتراب في "أفريقيا"، وقدم نموذجاً للطيار السوري الخبير، وكانت مشاركاته واضحة في قريته على المستوى الاجتماعي، وقد أسّس عدة مشاريع في وطنه وقريته؛ ليعزّز ارتباطه، ويتابعها باستمرار

في "نيجيريا"، ومن خلال شركاتها الخاصة كانت البداية، حيث عملت بقيادة طائرات نقل بضائع صغيرة وطائرات خاصة، وتعرفت إلى المعاهد التي تؤهل الطيارين، والتحقت بدورة خاصة بتعليم الطيران في معاهد "الولايات المتحدة الأميركية" للحصول على الشهادات المطلوبة، وحصلت على شهادة تخولني العمل كطيار مدني من خلال دورتين على أوقات زمنية متلاحقة وبتكلفة عالية، كان آخرها في دورة "شيكاغو"؛ كانت مدتها المقررة أربعة أشهر؛ اضطررت إلى تكثيفها ضمن شهر ونصف الشهر لتخفيض التكاليف، ونجحت لكن بجهود وإرهاق كبير لأقود طائرات الركاب وأتبع لشركات كبرى كطيار مدني».

الكابتن أنور هاني سمارة

آلاف الساعات من الطيران لارتفاعات تجاوزت أربعين ألف قدم؛ تجارب وذخيرة حياة، يتحدث عنها بالقول: «مع شركة "سفن آب" كانت البداية، ومنها تطورت إلى شركات كبرى في "نيجيريا" بعد الدورات التي منحت بالاعتماد عليها شهادات دولية لقيادة طائرات الركاب الكبيرة، وهنا كانت خطوة أوسع لعالم التنقل وتحمل المسؤولية الإنسانية والعملية، والتماس المباشر مع حالة مهنية احترافية، حرصت أن تكون مثالاً جيداً لطيار سوري عليه مسؤولية النجاح وتقديم الصورة الأمثل، فمع الطيران لارتفاعات كبيرة، وإقلاع وهبوط من مطارات كبرى كانت تجارب يومية فيها الكثير من المخاطر، منها أذية الإطار الأمامي، وكانت حادثة تمكنت من تجاوزها بالهدوء مع ما تعلمته من دروس متخصصة، وكذلك التعامل مع الأبراج في المطارات المتطورة والكبرى، وتجارب قد أدونها يوماً لتبقى في الذاكرة.

وكذلك المواقف والصور التي تقدم في كل مرحلة خبرة إضافية ومعرفة مكتسبة دعمت عملي لسنوات اختتمتها منذ مدة بسيطة بنية عدم الانقطاع عن العمل لأقضي إجازات صحية متقطعة في بلدي، وأعوض سنوات طويلة من الغربة في وطني وبين أهلي، لكن يبقى للبلد الذي اغتربت فيه علاقة قوية بذكرياتي؛ لذلك أتنقل بين "نيجيريا" و"سورية"، وأبقى على تواصل مع مهنتي وعملي المحبب بعد عمل طويل تجاوزت فيه عدد ساعات الطيران 11700 ساعة؛ أعدّها رصيداً غنياً لتجربتي».

غازي أبو شاهين

عن تفانيه وإخلاصه، "غازي أبو شاهين" المغترب في "نيجيريا"، الذي شاركه بالغربة، يحدثنا بالقول: «استقرّ به المطاف في "نيجيريا"، وعمل لمصلحة شركات طيران خاصة لنقل الركاب والبضائع، وقد تشاركنا بالسكن عدة سنوات، كنت فيها قريباً منه، ولمست مدى حرصه للحصول على المعرفة والخبرة، وأن للغربة ثمناً باهظاً، وأن العمل يتطلب الجهد لتحقيق خطوة إلى الأمام على الرغم من ثقلها وصعوبتها، وبفضل جهده الكبير نال احترام كل من عمل معهم، وقدروا خبرته وجهوده الكبيرة، وهو اليوم من الطيارين المتميزين على المستوى العالمي، نفتخر به وبحضوره.

زار العديد من الدول، وله فيها ذكريات، وتعامل مع مواقف مثيرة، وكان من الطيارين ذوي الكفاءة، ولم يخاطر بحياة الركاب؛ وهذا ما أكد مهارته وعدم تعرضه لحوادث خطرة».

خليل الجرمقاني

زيارته المتواصلة لقريته وطدت علاقته مع أبنائها، ومنهم "خليل الجرمقاني"، الذي قال عنه: «هو من أسرة ريفية كادحة، تربى على الارتباط بالأرض، واختار الالتحاق بصفوف الجيش لسنوات، وبدافع الطموح سافر إلى الخارج، للبحث عن العلم والمعرفة ونيل درجات جديدة من التميز والنجاح، وبقي على تواصل دائم على الرغم من رحلته الطويلة في الاغتراب في "أفريقيا"، وقدم نموذجاً للطيار السوري الخبير، وكانت مشاركاته واضحة في قريته على المستوى الاجتماعي، وقد أسّس عدة مشاريع في وطنه وقريته؛ ليعزّز ارتباطه، ويتابعها باستمرار».

يذكر أنّ الطيار المدني "أنور سمارة" من مواليد "عرمان" عام 1959، متزوج، ولديه ثلاثة أولاد.