يتذكر أهالي مدينة "السويداء" شخصية المجاهد "محمد رجب" جيداً، ويحفظ الكبار قصصه وسرعة بديهته، وذكاءه الفطري الذي جلب الماء إلى المحافظة بعد سنوات من الشحّ والعطش.

حول شخصية الشيخ "محمد رجب"، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 نيسان 2017، التقت الشيخ "سمير أبو حمدان" من أهالي مدينة "السويداء"، ومن المعاصرين له، حيث بيّن قائلاً: «عرف الراحل "محمد رجب" الملقب بـ"أبي جدعان" أنه شخصية ذات مواصفات متميزة بخصال كثيرة، أهمها الجرأة في طرح أفكاره وحضوره اللافت، وفطنته الذكية، وحنكته في معالجة القضايا الاجتماعية، وهو من الجيل الذي عاصر الثوار والأبطال ووثق الأحداث والوقائع على شكل حكايات على الرغم من معاصرته ومشاركته في العديد من المواقف الاجتماعية والوطنية والإنسانية، فقد عاش زهاء ثمانية عقود، وظل ذلك الرجل المهتم بأناقته والمحافظ على رتابته، صاحب الحكمة والحضور، لا يأخذ قراره وخاصة الاجتماعي إلا بعد دراسة عميقة. ونتيجة لما كانت "السويداء" تعانيه من عطش وشح في المياه عمل على تنفيذ مشاريع تنموية، كاستجرار المياه إلى المحافظة بجرأة الكلام واقتناص الفرصة واللحظة المناسبتين، إذ كان يردد دائماً مقولة: "قضاء الحاجات له أوقات"، ولديه مخزون وافر من الكلام الجميل ما زال المجتمع يردده على ألسنته إلى يومنا الحالي، وهذا ما منحه الفرصة ليؤخذ برأيه، في زمن كان المجتمع يحكمه العقل الجمعي الفطري، ومن منا ينسى أنه حين قابل أحد المسؤولين الكبار وطلب زيارته مخاطباً: "مرحباً بك في السويداء، ولكن لازم تجيب مياهك معك كي لا تعطش"، فما كان من المسؤول إلا أن أصدر قراراً بجرّ المياه إلى "السويداء"».

عرف الراحل "محمد رجب" الملقب بـ"أبي جدعان" أنه شخصية ذات مواصفات متميزة بخصال كثيرة، أهمها الجرأة في طرح أفكاره وحضوره اللافت، وفطنته الذكية، وحنكته في معالجة القضايا الاجتماعية، وهو من الجيل الذي عاصر الثوار والأبطال ووثق الأحداث والوقائع على شكل حكايات على الرغم من معاصرته ومشاركته في العديد من المواقف الاجتماعية والوطنية والإنسانية، فقد عاش زهاء ثمانية عقود، وظل ذلك الرجل المهتم بأناقته والمحافظ على رتابته، صاحب الحكمة والحضور، لا يأخذ قراره وخاصة الاجتماعي إلا بعد دراسة عميقة. ونتيجة لما كانت "السويداء" تعانيه من عطش وشح في المياه عمل على تنفيذ مشاريع تنموية، كاستجرار المياه إلى المحافظة بجرأة الكلام واقتناص الفرصة واللحظة المناسبتين، إذ كان يردد دائماً مقولة: "قضاء الحاجات له أوقات"، ولديه مخزون وافر من الكلام الجميل ما زال المجتمع يردده على ألسنته إلى يومنا الحالي، وهذا ما منحه الفرصة ليؤخذ برأيه، في زمن كان المجتمع يحكمه العقل الجمعي الفطري، ومن منا ينسى أنه حين قابل أحد المسؤولين الكبار وطلب زيارته مخاطباً: "مرحباً بك في السويداء، ولكن لازم تجيب مياهك معك كي لا تعطش"، فما كان من المسؤول إلا أن أصدر قراراً بجرّ المياه إلى "السويداء"

وعن حياته وسيرته الاجتماعية والوطنية، وحضوره وفطنته، بيّن حفيده "تيسر جدعان رجب" بالقول: «نشأ جدي ضمن أسرة فلاحية بسيطة قريبة من المجتمع ومحبة للحياة الاجتماعية، وكانت ولادته عام 1900، ووفاته عام 1978؛ أي عاش نحو ثمانية عقود، تميزت أسرته بالانتماء إلى المكان الذي عاشت فيه، وهو ميال منذ نعومة أظفاره نحو العلم والزهد والتقوى، والصدق مع نفسه والآخرين، وأهم ما يميز شخصيته سرعة البديهة، والحضور الدائم، واقتناص اللحظات الحاسمة بكلمات مأثورة ما زال أفراد المجتمع المعاصرون له يتناقلون ما كان يتحدث به بطرفته المضحكة التي تحمل البديهة والفطنة والذكاء.

الشيخ سمير أبو حمدان

لجدّي شقيقان "حسن رجب" الذي يعدّ من أبطال معركة "تل الحديد"، ومعارك "السويداء"، وأصيب بمعركة قرية "رساس"، والآخر "حمد رجب" الذي أصيب بمعركة "المزرعة"، وجدي "محمد" حضر وشارك في معارك كثيرة، وكان يقول دلالة على فطنته: (يا جدّي عمر الشقي بقي، كل المعارك الي خضناها ما صار معنا شي إلا جرح قالوا جرح بليغ، يعني جرح كبير، بس ما طلع بليغ). مع أن هذا الجرح لازمه طوال حياته، وربما أكثر المواقف التي رددها أهالي الجبل، حين عانت "السويداء" شحّاً كبيراً بالمياه، إذ كانت النسوة يمشين مسافات بعيدة لجلب المياه من خلال جرة الماء على أكتافهن، وبذلك الجهد والوقت والمعاناة والحوادث التي كانت تجري، أو الرجال الذين كانوا يذهبون من قرية إلى قرية بعيدة تصل إلى مسافات بعيدة تستغرق يوماً كاملاً لملء مناهل الماء على حيواناتهم الناقلة من الفصيلة الخيلية، ويجلبونها إلى البيت للشرب والاستخدام المنزلي، وكان ذلك يأخذ وقتاً وجهداً كبيراً من أهالي "السويداء"، حتى قابل جدّي المسؤول مع وفد من أهالي الجبل، حيث اقترح المسؤول زيارة المحافظة، فاقتنص جدّي اللحظة، وأخبره بطريقة طريفة قصة الماء، وما زال الناس يرددون في ذاكرتهم هذا الموقف إلى يومنا الحاضر».

تيسير رجب