استطاع الدكتور "هشام هندي حسون" تحقيق حلمه مذ كان في الصفوف المدرسية الأولى؛ حيث أصبح طبيباً قلبياً معروفاً بنشاطه الإنساني، وقدرته الفائقة على الاستماع ومحاورة المريض؛ لمعرفة مكامن قوته وتعزيزها. فحمل على مدى سنوات خدمته همّ الناس، والبحث الدائم عما يعزّز قدرة الإنسان على اكتشاف المجهول في الجسم.

حول طبيعة المهنية الطبية والعلاقة الاجتماعية، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 آذار 2017، التقت الدكتور "جهاد الحناوي" الاختصاصي بالعناية المركّزة في المستشفى الوطني بـ"السويداء"، فتحدث عن معرفته بالطبيب "حسون"، فقال: «مذ عرفته لمست فيه أمرين، الأول: الخبرة العلمية واندفاعه نحو العلم والمعرفة، وبذله جهداً كبيراً للتحصين العلمي والبحث عن المعلومة الطبية، وهي ميزة إضافية لخبرته ومعرفته، فهو يتابع مرضاه وحالاتهم الصحية.

حين دخلت عيادته، وجدت التعامل الإنساني والأخلاقي؛ فهو يعمل على إراحة المريض نفسياً، ويدعمه من خلال مبادراته الإنسانية، ويشارك المرضى بمعاناتهم؛ فهو طبيب إنساني يتمتع بالأخلاق العالية والإحساس بمن حوله، إضافة إلى مهارته باختصاصه الطبي

الأمر الثاني: حبّه للعمل بمهنة الطب، وخاصة أمراض القلب والأوعية وقثطرة الشرايين التاجية مع التداخلات وزرع الشبكات، ويسعى بطاقته القصوى إلى تجسيد ما يحمل من قيم إنسانية واجتماعية ومبادرات فردية مكتومة، كأن يأتي إليه عشرات المرضى المحتاجين مقدماً لهم العلاج من دون مقابل. وهو محاور لبق ومتمكن من حواره، كما أنه من الأطباء القلائل الذين آثروا البقاء بوطنهم على الرغم من الإغراءات التي وصلت إليهم، ويبحث عن المريض المحتاج لتقديم الخدمة الطبية والعلاجية وفق الاستطاعة ضمن اختصاصه؛ لذا يمكننا القول إنه الطبيب الإنساني والمعالج لقلوب وأوعية الفقراء مجاناً، والأهم من كل تلك الصفات والميزات الصمت الذي يتحلى به، وهدوء العارف».

الدكتور جهاد الحناوي

وبيّن الدكتور "هشام هندي حسون" سيرته بقوله: «منذ مراحل تعليمي الأولى في القرية، ووالدي يزرع في نفسي حبّ المعرفة والعلم، وأهمية خدمة المجتمع؛ لأن طبيعة عمله في تدريس اللغة العربية، ووالدتي المعلمة، قد عملا معاً على تنمية شخصيتي نحو التفوق والتميز والمثابرة بتقديم الخدمات الاجتماعية، وأذكر وأنا في الصف الثالث الابتدائي استوقفني معلمي "أجود العبد" سائلاً: "ماذا تحب أن تصبح مستقبلاً"؟ أجبته: أمنيتي أن أكون طبيباً جرّاحاً، وقد ذكّرني بها عندما زارني في عيادتي مريضاً بعد عقود من الزمن، ووقفت أمامه باحترام التلميذ للمعلم. وحين نلت الشهادة الثانوية بعلامات مميزة أهلتني الدخول إلى الجامعة، فكان اختياري دراسة الطب، وأثناء دراستي تأثرت بأكثر من شخصية، فإضافة إلى الوالد وما قدمه لي من قيم معرفية وتنمية اجتماعية، وأهمية مهنة الطب في بناء وتكوين شخصيتي، كان التأثر المهني الأكبر بالأستاذ الدكتور "كمال عامر"، الذي ما عرفت أستاذاً جامعياً وطبيباً إنسانياً مثله، حتى ما بعد الاختصاص، كان لي الشرف أن أكون واحداً من فريق العمل والإشراف الاختصاصين في فريقه ضمن مستشفى "الأسد الجامعي"، خاصة بعد أن حصلت بدراستي العليا على الماجستير والبورد العربي في الأمراض الباطنية، والبورد السوري في الأمراض القلبية، مع تخصص قثطرة في الشرايين التاجية، وزرع شبكات، أحسست بأن مسؤوليتي زادت يوماً بعد يوم في مساعدة أفراد المجتمع، فحاولت التعاون مع الخبرات الوطنية المحلية في "السويداء" لتحقيق الاستفادة القصوى للمريض، يقيناً بأن الغاية المثلى هي شفاء المريض، وتخفيف أعباء التكاليف الباهظة في العلاج عند الفقراء».

وحول الأبحاث العلمية التي قدّمها، أوضح الدكتور "هشام حسون" بالقول: «أردت مواكبة التطور العلمي والبحثي في الأمراض الباطنية والقلبية، وحاولت الاطلاع على أهم الدراسات العلمية الطبية وتقدمها؛ بغية تقديم بحث تطبيقي يحقق الفائدة للمرضى، ويساهم في تخفيف الأعباء والشفاء للعديد منهم، وذلك بمساعدة عدد من الأساتذة المشرفين الذين لهم باعٌ في هذا المجال، وآثرت العمل على موضوع بعنوان: "إصابة الأوعية الدقيقة عند مرضى السكري، متابعة بالقثطرة القلبية"، وكان هذا البحث هو الفاتحة لمشاريع وتجارب بحثية عديدة، خاصة في دراسة درجة المشاركة بين إصابات الشرايين التاجية والشرايين المغذية للدماغ، كنت من الأطباء الذين نجحوا في إغناء الموضوع بالتجارب والبيانات اللازمة، حتى برزت في الحياة العملية عندما أقوم بقثطرة وتركيب شبكات وتزويد المريض بشريط "سيدي" منها، وعرضها على أطباء في كثير من الدول المتقدمة كـ "بريطانيا" و"أميركا" و"فرنسا" وغيرها، ويثنون على عملي، حتى وصلني ثناء من جامعة علمية أجنبية لكونهم استفادوا من الطريقة السورية؛ الأمر الذي دفعني إلى البقاء في وطني وبين أهلي».

الدكتور هشام حسون

أما عن طموحه العلمي، فأوضح بالقول: «بلا شك طموح العلم لا يتوقف، لكن طموح خدمة الناس يتطلب توفير إمكانيات لخدمة المريض بالحد الأدنى من العلاج، كأن يتم إحداث أقسام للقثطرة القلبية وتركيب الشبكات في مستشفيات "السويداء"، والتوسع في الجراحة القلبية، وإرسال أطباء للاختصاص بالعمل في تلك الأقسام بدلاً من تكليف المريض أعباء السفر والإقامة في مستشفيات "دمشق"».

"سليمان كريدي" أحد المرضى الذين تمّ علاجهم في عيادة الدكتور "هشام"، بيّن بالقول: «حين دخلت عيادته، وجدت التعامل الإنساني والأخلاقي؛ فهو يعمل على إراحة المريض نفسياً، ويدعمه من خلال مبادراته الإنسانية، ويشارك المرضى بمعاناتهم؛ فهو طبيب إنساني يتمتع بالأخلاق العالية والإحساس بمن حوله، إضافة إلى مهارته باختصاصه الطبي».

يذكر أن د. "هشام حسون" من مواليد بلدة "القريا" عام 1977.