تميّز "عمرو أبو سعد" بحبه للمسرح فأبدع في زواياه الأربع؛ الكتابة، التمثيل، الإبداع والتدريب، وهو مؤسس فرقة مسرحية، وحامل رؤية ثقافية بعالم المسرح وفق تجربة فنية غنية.

حول خصوصية العمل الفني عند "أبو سعد"، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 3 آذار 2017، التقت المدرّب والممثل المسرحي "شادي أبو زكي"، الذي تحدث عن تجربة "أبو سعد" المسرحية، قائلاً: «عقد ونيف من الزمن قضاها في المسرح بجوانبه العديدة، وانطلاقاً من جزئيات صغيرة في نشر ثقافة الواقع، فإن أعمال وعروض الفنان "عمرو أبو سعد" المسرحية، وأفكاره وتطلعاته على نشر ثقافة تتلاءم بعرضها أمام كل مهتم. فطبيعة نصه تتميز ببعدها الإنساني والنفسي لكل شخصية من شخصيات العرض، وهو مؤسس فرقة "خارج الضوء".

يأتي التمثيل المسرحي بعد معاناة شاقة كي يقف الممثل على خشبة المسرح، وهو يحمل قدرة في تبني الشخصية بعواطفها وإحساسها ومنطوقها؛ ليحقق إبداعاً حقيقياً لما يشعره الممثل بالارتقاء والسمو إلى سلم الكمال، وأثناء تقمصه الشخصية يكتسب معارف وأسراراً جديدة لا تنضب أبداً، والتدريب يختلف عن الإخراج والتمثيل؛ فهو اختصاص مستقل؛ لأن المدرب يجب أن يحمل خبرة عملية واسعة وعلمية نظرية أوسع أيضاً، وبدوري أسعى إلى تصدير الثقافة إلى أوسع مدى ممكن انطلاقاً من المحلية والانتماء وصدق المشاعر تجاه المجتمع؛ لأنني أعلم أن الإنسان أولاً، والفنّ ثانياً

ويعود سبب عمقه وقدرته إلى استقراء الواقع، ومشاركته هموم الناس وآلامهم، إضافة إلى ثقافته وإلمامه بالتاريخ الماضي والمعاصر، والنظرة المستقبلية. كل ذلك مبني على قواعد علمية في الطرح؛ فقد درس مدارس المسرح وتنوعها، واطلع بطريقة مهنية على المدارس الحديثة، وواكب الحداثة المسرحية، حيث يأخذ فكرة ليكوّن مسرحاً حديثاً، ويعمل على إظهار التكوين الخاص به بتجربة فريدة وعمل مميز يسمى باسمه وطابعه؛ لذا من يشاهد عروض "بقعة خراب منسية" التي كتبها وهو بعمر لم يتجاوز ثلاثة عشر عاماً، وحين صقلت تجربته أكثر، طورها وأخرجها بنفسه، ليشعر بأن بصمته واضحة المعالم».

الفنان عمرو أبو سعد

وحول الكتابة المسرحية، أوضح الفنان "عمرو أبو سعد" بالقول: «بدأت العمل في المسرح مبكراً، والدافع هو الطموح أن أكون ممثلاً وفناناً مسرحياً، خاصة أنني ابن بيئة ريفية كانت عائقاً أمام عملي بالمسرح، وفيما بعد جرت عروض مسرحية كانت حافزاً لي في البحث والتقصي، حيث لم يكتمل العقد الثاني من العمر حتى انطلقت، وكان أول نص مسرحي كتبته في عمر الثلاثة عشر ربيعاً، وقد حمل عنوان: "بقعة خراب منسية" معتبراً المسرح أبا الفنون والعلوم أيضاً، حيث أخرجت العمل بنفسي بعد تطوير نصه، وشاركت به في مهرجان "العمال المركزي" بـ"دمشق"، ومهرجان "نقابة الفنانين" في "حماة"، ثم بدأت البحث في وضع خطة عمل فنية تتمحور بتغيير نظرة المجتمع إلى المسرح واستقطاب الجمهور، من خلال دراسة النظريات المسرحية، بدءاً من نشأة المسرح أيام الطقوس الدينية قديماً، إلى المسرح الحديث، وما بعد الحداثة في "أوروبا" والدول الغربية، لأنطلق بتكوين فرقة "خارج الضوء".

وبما أن المسرح أبو الفنون والعلوم، وبغية نقل تجربة علمية وعملية ونظرية بطريقة جديدة؛ قدمت من خلال الفرقة مجموعة عروض كانت سيئة الحظ في العرض؛ لأنها تندرج تحت مسمى "المسرح البصري" الذي يعتمد الصورة والحركة، والفعل قبل اللغة والحوار المنطوق، مستنداً إلى نظريات مسرحية واسم الدراما الحاملة للحركة والفعل، وبانطلاق حركة مسرحية حاملة الجمال والذائقة الرفيعة وعناصر ومقومات المسرح بطريقة أكاديمية».

الفنان شادي أبو زكي

وعن معيار التجربة، تابع: «معيار التجربة لا يستند إلى رد الفعل عند الجمهور، بل بالاعتماد على الالتزام بقواعد العمل المسرحي، لأنني أرى أن المسؤولية تقع على المسرحيين بتحديد ذائقة المتلقي، لأن تقديمنا للمسرح التجاري دائماً يعني تحديد واقع. أما المسرح، فهو متنوع ووحدة جمالية بتنوعه، وأنا مهتم بالهموم الإنسانية من قصة رومانسية وعاطفية ووجودية، وأزمات اقتصادية ووطنية يعانيها الوطن والعلاقات الاجتماعية، إضافة إلى طريقة المعالجة والطرح.

ومن خلال زميليّ "ماهر اسماعيل"، و"شادي أبو زكي" استطعت تكوين فريقاً متكاملاً بآراء متباينة ومنسجمة، وتقديم تجارب وطموحاً لتقديم أهم الأفلام القصيرة والعروض المسرحية. وأدرك أن العرض الذي يترك أثراً بلا وعي المتلقي، يمكن أن يقدم معارفه بطريقة حسية للمشاهد؛ وهو يعيد الإنتاج حتى يصل إلى نتائج خاصة به».

الكاتب والمخرج والممثل عمرو أبو سعد

وفيما يتعلق بتجربة التمثيل والتدريب، ويوضح: «يأتي التمثيل المسرحي بعد معاناة شاقة كي يقف الممثل على خشبة المسرح، وهو يحمل قدرة في تبني الشخصية بعواطفها وإحساسها ومنطوقها؛ ليحقق إبداعاً حقيقياً لما يشعره الممثل بالارتقاء والسمو إلى سلم الكمال، وأثناء تقمصه الشخصية يكتسب معارف وأسراراً جديدة لا تنضب أبداً، والتدريب يختلف عن الإخراج والتمثيل؛ فهو اختصاص مستقل؛ لأن المدرب يجب أن يحمل خبرة عملية واسعة وعلمية نظرية أوسع أيضاً، وبدوري أسعى إلى تصدير الثقافة إلى أوسع مدى ممكن انطلاقاً من المحلية والانتماء وصدق المشاعر تجاه المجتمع؛ لأنني أعلم أن الإنسان أولاً، والفنّ ثانياً».

ويتابع عن تاريخه المسرحي تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً: «ألفت نحو 13 عرضاً مسرحياً، منها: "بقعة خراب منسية، ليل بارد، تحت المطر، دراكولا، العين البديلة، ظلال، قبو تحت الأرض، فردوس، السابعة والنصف، الطبقة الوسطى تدخل الجنة، بلا رصيف، العاصفة، بين خطي النار، تحت قوسين، بينغو، أحلام، الكهف العجيب".

أما الأعمال التي أخرجتها، فهي 15 عملاً للكبار وللصغار، منها: "بقعة خراب منسية، الكهف العجيب، العاصفة، فردوس، الشاهدان -وهي أيضاً من تأليفي- حكايتنا، العين البديلة، قبو تحت الأرض، ليل بارد، الشاهدان فقط تأليف وليس إخراج، بين خطي النار". أما ما قمت بتمثيله من عروض، فهي: "أحلام الموت، بينغو، منودراما المتسول، ومونودراما العين البديلة، ظلال"».

يذكر أنّ "عمرو رافع أبو سعد" مواليد عام 1985، قرية "حبران".