اختارت عائلة المغترب "بشير الحرفوش" "الولايات المتحدة الأميركية" مستقراً لها طمعاً بالتحصيل العلمي، غير أن العلم لم يقتصر على الأبناء فقط؛ فدخل الوالدان ذات الجامعة في "أوكلاهوما"، وتم اختيارهم في مكتبة "الكونغرس" عن فئة أفضل العائلات في عام 2013.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "سالي بشير الحرفوش" بتاريخ 2 شباط 2017، التي تحدثت عن سبب اختيارهم من ضمن العائلات المميزة في "الولايات المتحدة الأميركية"، فقالت: «لم يعترف والدي "بشير الحرفوش" و"هيفاء عواد" بأن للعلم عمراً محدداً، فعلى الرغم من أنهما في الثانية والخمسين من العمر فهما إلى اليوم ما زالا مصممين على تعلم اللغة في جامعة تدرس اللغة الإنكليزية كلغة ثانية، حيث اجتازا "التوفل"، ويفكران حالياً بدراسة "إدارة الأعمال" إلى جانب بعض صفوف "الكمبيوتر". وقد حدث أن تكون عائلتنا هي العائلة الوحيدة بتاريخ الجامعة منذ نشأتها التي درس أفرادها الأربعة بذات الجامعة، وفي ذات الوقت، وكانت المعدلات جيدة جداً، ووقع الخيار علينا لنكون أفضل طلاب في العام الدراسي 2015، وأجروا معنا لقاء صحفياً بجريدة تابعة لذات الجامعة، وكذلك تم اختبارنا من بين الأسر المميزة، وتم استضافتنا في حوار تم بثه على الراديو، والتسجيل والصور حالياً في مكتبة الكونغرس ضمن كتاب خاص بالعائلات المتميزة».

تعلم "عقبة" في مدارس "شهبا"، ودرس سنة أولى في جامعة "القلمون" علاقات دبلوماسية، لكن الجامعة تعرضت لهجوم واضطر لمغادرة البلد إلى "أميركا"، حيث اجتاز فحص "التوفل"، ووقع اختياره على دراسة "إدارة الأعمال"، وبقي لديه فصلان للتخرج، وإلى جانب دراسته مارس عدة رياصات وتميز بلعبة "البينغ بونغ"، أو "كرة الطاولة"، وشارك بعدة بطولات، وحاز المركز الأول مرتين متتاليتين في ولاية "أوكلاهوما" وولاية "ميزوري"، وهو حريص جداً على استغلال الوقت يومياً والتدريب الدائم لصقل ودعم هوايته، ومن مخططاته المستقبلية العودة إلى وطنه "سورية" بخبرات جيدة وجديدة، والإشراف على تدريب نَشْءٍ جديد

وتتابع "سالي" سرد حكايتها مع التميز في غربتها الجديدة بالقول: «دخلت كلية هندسة العمارة في جامعة "دمشق"، ونجحت في السنة الأولى بمعدل جيد جداً، حيث تم اختياري مع عدد من الطلاب في الجامعة لإرسالي إلى "الولايات المتحدة" للتبادل الطلابي، حيث إنني أجيد اللغة الإنكليزية، ومعدلي معقول، وأستطيع التحدث عما أدرس من مشاريع في مجال تخصصي. لكن تم إلغاء الفكرة بسبب الأحداث في "سورية". وبعد بدء الأحداث، واستهداف مناطق قريبة من الجامعة اضطررنا للسفر إلى "أميركا" من أجل التحصيل العلمي، وحين وصلنا تقدمت لامتحان "التوفل" الذي يعد الخطوة الرئيسة للقبول الجامعي. ثم حزت "التوفل الدولي" الذي مكنني من الدخول إلى جامعة "أوكلاهوما"، وكان التميز حليفي بكل فصول الدراسة، وبناء على ذلك حصلت على منحة دراسية نتيجة المعدل العالي الذي دخلت فيه الجامعة لمدة عامين متتاليين حتى التخرج.

سالي ترفع علم سورية في الجامعة

ومنحت عضوية شرف مدى الحياة لدى الجامعة، وكذلك منحت درع التفوق الخاص بجامعة الهندسة المعمارية بكافة فروعها لكوني كنت واحدة من الطلاب الأربعة الأكثر تفوقاً على مستوى التخصص. وقد وقّعت عقد عمل مع شركة "هيلث فاسيليتيز غروب"، إضافة إلى دراسة "الماستير" في فرع علوم الإنشاء».

وتحدثت والدة "سالي" والطالبة في الجامعة نفسها "هيفاء بشير" عن تميز ابنتها بالقول: «ولدت "سالي" عام 1990 بمدينة "شهبا"، ومنذ طفولتها لفتت نظر المربية في الروضة بطريقة تركيبها للحروف على السبورة، والشرح أثناء الدرس. دخلت الصف الأول وهي تعرف جميع الحروف الإنكليزية، وقبل دخول اللغة في منهاج التدريس، وهذه المعلومات المبكرة منحتها انطلاقة للتفوق منذ دخولها المدرسة. لديها حسّ مرهف، وتمتاز بشفافية عالية من الناحية الفنية، وهذا الجانب جعل لها ميول ليست احترافية بالرسم والموسيقا والجمباز، حيث وصلت إلى بطولة الجمهورية بالجمباز، وتوقفت لعدم الاهتمام الكافي، وقد تم نشر مقال عن موهبتها على الرغم من صغر سنها في الصحيفة الرسمية، وهي في السابعة من عمرها.

الميداليات التي حصل عليها عقبة على مستوى الولايات المتحدة

استهواها العزف على الكمان، وما زالت بين الفينة والأخرى تدندن بعض المعزوفات، لكن ضيق الوقت إلى جانب الدراسة منعاها من الاحتراف. وفي أوقات الفراغ تمارس الرسم بالأكريليك، وعلى هذا الأساس اختارت فرع الهندسة المعمارية إكمالاً لشخصيتها وامتداداً لهوايتها».

وتتابع الحديث عن طرف المعادلة الثاني ولدها الوحيد "عقبة الحرفوش" المولود في مدينة "شهبا" عام 1993، حيث قالت: «تعلم "عقبة" في مدارس "شهبا"، ودرس سنة أولى في جامعة "القلمون" علاقات دبلوماسية، لكن الجامعة تعرضت لهجوم واضطر لمغادرة البلد إلى "أميركا"، حيث اجتاز فحص "التوفل"، ووقع اختياره على دراسة "إدارة الأعمال"، وبقي لديه فصلان للتخرج، وإلى جانب دراسته مارس عدة رياصات وتميز بلعبة "البينغ بونغ"، أو "كرة الطاولة"، وشارك بعدة بطولات، وحاز المركز الأول مرتين متتاليتين في ولاية "أوكلاهوما" وولاية "ميزوري"، وهو حريص جداً على استغلال الوقت يومياً والتدريب الدائم لصقل ودعم هوايته، ومن مخططاته المستقبلية العودة إلى وطنه "سورية" بخبرات جيدة وجديدة، والإشراف على تدريب نَشْءٍ جديد».

اللقاء مع إحدى الصحف التي احتفت بتميزهم

المربية "منتهى ناصيف" القاطنة في مدينة "شهبا"، والصديقة المقربة من العائلة، قالت: «تعود معرفتي بهذه العائلة المميزة إلى ما قبل سفرهم بسنوات، فهم أسرة بسيطة، وعلاقتهم مع بعضهم فيها الكثير من المحبة والإخلاص والصدق.

وقد حباهما الله بولدين مميزين وطموحين للعلم والمعرفة، وتعدّ المربية الفاضلة "هيفاء بشير" من أميز سيدات مدينة "شهبا"، فهي إنسانة تقدم الخير ولها بصمات كبيرة في المدرسة، والكثير من العطاءات ومساهمات المادية لدعم المحتاجين، وكانت حريصة على عدم ذكر اسمها، وأجمل ما فيها أنها ما زالت تتابع أخبار الناس، وما زالت روحها في المكان، وتشجع على عمل الخير ودعم المرأة. وقد علمت أن ابنتها "سالي" حصلت في دراستها على التفوق العلمي من خلال الرغبة التي اختارتها لنفسها».