خرجت الطفلة "رند رافع" من وحشة الظلمة التي سبّبتها لها إعاقتها البصرية والجسدية، إلى عالم النور بالإصرار والعزيمة على امتلاك المعرفة واحتراف الشطرنج، لتحقق التفوق من أوسع أبوابه عندما نافست على دخول موسوعة "غينيس"، من خلال مهارة حفظ أسماء العواصم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "رند معن الرافع" المقيمة في "الإمارات العربية"، بتاريخ 30 كانون الثاني 2017، فقالت عن مواهبها: «أحب الشطرنج الذي تعلمته من والدي وخالي، وأحبّ مدرستي بكل ما فيها، وأحاول دائماً أن أكون الأولى بفضل اهتمام ورعاية والديّ. أما فيما يتعلق بحفظ العواصم، فلم يحالفني الحظ للحصول على المركز الأول بفارق بسيط، لكنني أحاول جهدي كسر هذا الحاجز هذه السنة، فقد لفظت ستين عاصمة صحيحة لستين بلداً في مختلف القارات بدقيقة واحدة، وقد استثمرت هذه الموهبة جيداً في استعراضها على المسارح والحفلات التي تقام هنا دائماً.

هي مثال حي لقدرة الإنسان على تحدّي المرض القاتل والانتصار عليه، وفوق ذلك محاولة خلق روح جديدة متميزة وحاضرة بكل شيء، فهي متفوقة بالدراسة والشطرنج، وفي البطولات التي تشارك فيها لها بصمة حاضرة، غير سعيها الحثيث لدخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية من خلال حفظ العواصم العالمية بسرعة قياسية لا يمكن لشخص صحيح أن يجاريها بها

أما عن موهبتي في الرسم، فهي قديمة، أحب الألوان واللعب بالريشة وتشكيل الخطوط، ولدي العديد من اللوحات الجاهزة للعرض».

رند أثناء حصولها على جائزة إحدى البطولات

ابنة التاسعة المنحدرة من قرية "امتان" في "ريف السويداء" الجنوبي ولدت وهي تعاني مشكلة في القرنية، وضعفاً شديداً في البصر، إضافة إلى تقزم في القامة، وارتخاء في العضلات.

يقول والدها "معن رافع" المقيم في "دولة الإمارات العربية المتحدة" عن حالتها وكيف وصلت إلى هذا التميز على الرغم من المرض: «أصيبت "رند" بهذا المرض النادر مثل أختها التي توفيت بعمر 14 عاماً نتيجة نزلة برد عادية أدت إلى مضاعفات كبيرة نتيجة عدم وجود المناعة في الجسم.

مع أختها المتفوقة "دلع"

ويرجع ذلك إلى زواج الأقارب، ولدينا أربع بنات متفوقات بكل شيء، لكن القدر خطف واحدة منهن على الرغم من كل المحاولات الطبية التي بذلت لإنقاذها.

تميزت "رند" منذ طفولتها الأولى بسرعة بديهة عالية وذكاء حادّ، وقدرة على حساب الأرقام بطريقة مذهلة، وتدرس كأي فرد عادي في مدارس الأصحاء، ودائماً ما تكون الأولى في صفها.

تعلّمت الشطرنج على يد خالها، وانتسبت إلى نادي "العين" الإماراتي مثل شقيقتها المتفوقة "دلع"، وشاركت بعدة بطولات محلية قبل أن تشترك ببطولة "الشارقة" وتنال الجوائز وشهادات التقدير.

وتسعى الآن إلى تحطيم الرقم القياسي بحفظ العواصم، وإعادة المحاولة لتحطيم الرقم القياسي في موسوعة غينيس كأصغر طفلة في العالم تصل إلى هذا المستوى على الرغم من أنها وصلت بعد أن جابت بموهبتها تلك المسارح الكبيرة التي تبنت موهبتها. أما في مجال الرسم، فتقوم والدتها بالتحضير لمعرضها الأول بمجال الرسم الهواية الثانية التي تحبها، وتتقن التعامل مع الريشة والألوان بطريقة مبهرة».

الرياضي العتيق وصديق العائلة المغترب "معتز العباس"، تحدث عن مواهب "رند" بالقول: «هي مثال حي لقدرة الإنسان على تحدّي المرض القاتل والانتصار عليه، وفوق ذلك محاولة خلق روح جديدة متميزة وحاضرة بكل شيء، فهي متفوقة بالدراسة والشطرنج، وفي البطولات التي تشارك فيها لها بصمة حاضرة، غير سعيها الحثيث لدخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية من خلال حفظ العواصم العالمية بسرعة قياسية لا يمكن لشخص صحيح أن يجاريها بها».