استثمر "وسيم أبو فخر" المرحلة الجامعية مخططاً لفرصة عمل راح يؤسس لها من مكتبة للخدمات الجامعية، التي شكّلت نواة مشروعه الكبير، فأينعت ثماره بتصنيع "الدفتر المدرسي".

خطوة بعد خطوة تطورت مكتبة صغيرة أسّسها جانب جامعة "عريقة" لترتقي إلى شركة قائمة ومنظمة بأحدث برامج الأتمتة، متحصناً بالتنظيم واكتساب الخبرات، خالقاً لنفسه وما يقارب الخمسين شاباً فرصة عمل وإنتاج. المشروع الذي جذب الانتباه في المؤتمر التسويقي الأول خلال العام الفائت على مستوى محافظة "السويداء"، عبارة عن قصة نجاح تتناولها اليوم مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 كانون الثاني 2017 للتعريف بمقومات النجاح التي جعلت من الحلم حقيقة؛ بوصف المشروع شركة حققت الحضور على ساحة المجتمع وتركت بصمات تسويقية وعلامة لمنتج لاقى الرواج والاستحسان؛ كما حدثنا "وسيم أبو فخر" متحدثاً عن "زرقاء اليمامة" مشروعه الخاص، وقال: «كانت المرحلة الجامعية في "دمشق" غنية بالبحث عن المادة المعرفية التي ترافقت مع رؤى للمستقبل وكيفية الدخول إلى سوق العمل، الذي بدأت أجمع من خيوطه ما يصلح لبناء حلم صغير قادم، وكانت بدايته من مراقبة آلية عمل المكاتب المتخصصة بالخدمات الطلابية، وهيأت نفسي لهذه التجربة مع أن المرحلة لم تكن مؤهلة لإطلاق جامعة في محافظتنا، لكن الظروف دعمت إرادتي لتقام جامعة "عريقة"، وأؤسس أول مكتبة للخدمات الطلابية بجوارها، حيث بقيت المكتبة الوحيدة لأكثر من عامين خططت فيها لخدمات مدروسة ومتكاملة تفي بحاجة الطلاب بدراسة واضحة للسعر ونوع الخدمة. لكن الفكرة لم تتوقف عند هذا الحدّ، وكان لدعم أخي المغترب في "الإمارات" أثر في التخطيط لخطوة أوسع، جسدت على شكل مقر لمكتبة في المدينة، تحولت بفضل العمل إلى شركة امتلكت معدات النسخ والطباعة الأكثر تطوراً على مستوى المحافظة.

عرض قصير قدّمه "وسيم أبو فخر" عن مشروعه خلال المؤتمر التسويقي الأول في "السويداء" نهاية العام الفائت؛ استطعنا من خلاله التعرّف إلى طاقة شبابية منتجة، اعتمدت العلم واستثمار الأفكار التسويقية الواقعية والإلكترونية أنتجت شريحة كبيرة من المتعاملين، ويكون للمنتج أهداف وقيم مضافة، ويصب ذلك في عملنا من خلال عدة مبادرات للتعريف بفرص التسويق المتطورة والقادرة على التأثير الإيجابي في المجتمع. المشروع اعتمد التخطيط والتكوين الإداري الخلاق وانتقاء الطاقات القادرة على الاستفادة من التدريب والتأهيل، إلى جانب تطبيق أفكار تسويقية بالاعتماد على المهرجانات وعروض الأسعار والتعريف بالمنتج، والتثقيف بما يمكن لهذه الشركة تقديمه على مستوى الخدمات، ويحتل مرتبة متميزة بين المشاريع الرائدة التي تحتاج إليها المحافظة

ومن الإنصاف لعملي والكادر العامل لمصلحة المشروع، أقول إن التقنية والمعدات المتطورة لم تكن وحدها رافعة النجاح؛ إذ حرصت على دراسة العمل كبرنامج متتابع له خصوصية، ولم يكن مجرد تقديم خدمة مقابل أجر، لأن عملنا اتجه إلى تأسيس قاعدة لمشروع متنوع الخدمات ذات العائدية المعنوية والمادية، ويتفهم حاجة الشريحة المستفيدة والطالبة للخدمة وفق المنظور العلمي، لنحقق النجاح في ريادة الأعمال ونرافق التطور العلمي التقني بموازاة استثمار الموارد البشرية، حيث ينتسب إلى الشركة اليوم 50 موظفاً وموظفة مؤهلين تأهيلاً نوعياً».

منتج الورشة دفاتر النور

عائدية الوقت واستثمار الطاقة البشرية كفيل بالنجاح، وتابع: «لأننا نعمل وفق برامج أكسبتنا إياها الخبرة منذ أحد عشر عاماً، فقد توصلنا مؤخراً إلى تأسيس ورشة لتصنيع "الدفتر المدرسي"، الذي كنا نحصل عليه من خارج المحافظة، ولم يكن لدينا أي مقوم للإنتاج، لكن المشروع انطلق كخطوة أولية بناء على تضافر الجهود لتلبية حاجة المحافظة خاصة في مرحلة الأزمة، وانطلقنا بالتعاون مع التاجر "يوسف وهبي"، و"حمد رسلان" صاحب المطبعة المركزية، و"محمد عطاالله"، و"بهاء نعيم"، وكلهم خبراء في مجال الطباعة والتسويق، وانحصرت مهمتنا في الورشة التي أسّست لغاية تصنيع الدفتر والتحضير له من حيث التوضيب والتسطير والتسليك والتثقيب، وبعدها تكمل المطبعة عملية التغليف ليكون حاضراً للتسويق. وأجرينا دراساتنا العملية لهذه الخطوة بداية من اليد العاملة والخبرة والمعدات، فإذا تجاوز وقت تحضير الدفتر الدقيقة ونصف الدقيقة، فالعمل في طريق الخسارة، لكن الدقة والمتابعة أنتجت معادلة متوازنة مكّنت من إنجاح عملية الإنتاج.

الورشة اليوم تعمل لمدّ السوق بنوعية عالية الجودة من الدفتر المدرسي، وطبقنا خططنا التسويقية بالإعداد لعدد من المهرجانات بالتعاون مع الجهات الأهلية لتسويق علمي ومدروس؛ عماده الجودة والسعر والمنافسة كخطوة للحدّ من الاحتكار والجشع، وبالفعل تمكنّا من تحقيق الهدف. ولا ننكر أثر خبرات الشركاء في إنجاح هذا المشروع الذي أسّس لخدمة طلابنا من أبناء المحافظة في ظل هذه الظروف الصعبة».

المهندس إيهاب ناصر

المشروع الشاب جعل للدفتر المدرسي رحلة عكسية تبدأ من "السويداء" إلى "دمشق"؛ وفق حديث "عبد الناصر الميداني" وكيل إحدى الشركات، الذي سوّق للدفتر من مطبوعات المشروع، وقال: «منتصف العام الفائت تعرّفنا إلى "الدفتر المدرسي" الذي حمل اسم دفتر "النور"، حيث تعرفنا من خلاله إلى طبيعة عمل الشاب "وسيم أبو فخر" ومشروعه الريادي، والورشة التي تصنّع الدفتر مع الفريق الداعم والمؤسس للفكرة، وكانت ردود الفعل جيدة، شجعت استمرارنا بالتسويق للدفتر ومتابعة التعامل معهم، حيث كان لحالة التنظيم والتطور التقني أثر واضح في سريان العملية التسويقية، ولم تظهر لدينا مشكلات تذكر بالتعامل أو المنتج.

وبالنسبة لي كمتعامل مع هذه الشركة لمست عدة مقومات للنجاح والارتقاء الناتج عن المرونة والمعرفة، حيث العمل متناغم وفق آليات الإنتاج والتسويق المدروس، وهذا بالفعل ميزة للمشاريع الشابة التي نحتاج إليها، ونتيجتها دفتر مدرسي بسعر مدروس، خاض تجربة المنافسة الشريفة، وحصد عدداً إضافياً من المتعاملين، إلى جانب ملكة التطور من حيث الشكل والغلاف والتصميم، وتلبية احتياجات السوق».

ويؤكد المهندس "إيهاب الناصر"، وهو باحث في مجال الثقافة التسويقية أنّ المشروع ريادي وفق قواعد عدة، تحدث عنها بالقول: «عرض قصير قدّمه "وسيم أبو فخر" عن مشروعه خلال المؤتمر التسويقي الأول في "السويداء" نهاية العام الفائت؛ استطعنا من خلاله التعرّف إلى طاقة شبابية منتجة، اعتمدت العلم واستثمار الأفكار التسويقية الواقعية والإلكترونية أنتجت شريحة كبيرة من المتعاملين، ويكون للمنتج أهداف وقيم مضافة، ويصب ذلك في عملنا من خلال عدة مبادرات للتعريف بفرص التسويق المتطورة والقادرة على التأثير الإيجابي في المجتمع.

المشروع اعتمد التخطيط والتكوين الإداري الخلاق وانتقاء الطاقات القادرة على الاستفادة من التدريب والتأهيل، إلى جانب تطبيق أفكار تسويقية بالاعتماد على المهرجانات وعروض الأسعار والتعريف بالمنتج، والتثقيف بما يمكن لهذه الشركة تقديمه على مستوى الخدمات، ويحتل مرتبة متميزة بين المشاريع الرائدة التي تحتاج إليها المحافظة».

ما يجدر ذكره، أنّ "وسيم أبو فخر" من مواليد عام 1981، خريج جامعة "دمشق"، كلية الاقتصاد عام 2005.