بقيت الكاميرا بنظر "أدهم أبو الحسن" عملاقاً ميكانيكياً تهيب التعامل معه لفترات، ليتحول هذا العملاق إلى صديق في تجربة ضوئية مهّدت طريق المستقبل على مستوى التصوير الضوئي والسينما.

للتعرف أكثر إلى تجربته الفنية الخاصة كمصور ضوئي أثبت حضوره في عدة معارض ومارس فكرة حديثة تتمثل في التصوير الفوتوغرافي للأفلام السينمائية، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 تشرين الثاني 2016، حاورته عن هاجس التصوير، على الرغم من اللقاء المباشر والمبكر مع الكاميرا وكيف اجتازه بالتجربة الذاتية، وقال: «كان التصوير بالنسبة لي هاجساً مرعباً منذ الطفولة، ولم أمتلك الجرأة في البداية على حمل الكاميرا، وبقيت بالنسبة لي هذا العملاق الميكانيكي الذي يقرأ الضوء ببراعة، وكنت أخشى الكاميرات والعدسات التي امتلكها أبي وأنا طفل، ولم يكن هناك أي سبب يذكر لذلك، وفي محاولة مني لخلق صورة معبرة اتجهت إلى رسم الكاريكاتير والكتابة، وتلقيت تشجيعاً كبيراً، لكن كل هذا لم يكن كافياً للتعبير على الصعيد الشخصي، ومع دخول الإنترنت أصبح باستطاعتي التجريب على أول كاميرا امتلكتها في المرحلة الإعدادية عام 2005، لم تكن احترافية لكنها لبّت رغبتي في إتقان التعامل مع هذا الفن».

كان التصوير بالنسبة لي هاجساً مرعباً منذ الطفولة، ولم أمتلك الجرأة في البداية على حمل الكاميرا، وبقيت بالنسبة لي هذا العملاق الميكانيكي الذي يقرأ الضوء ببراعة، وكنت أخشى الكاميرات والعدسات التي امتلكها أبي وأنا طفل، ولم يكن هناك أي سبب يذكر لذلك، وفي محاولة مني لخلق صورة معبرة اتجهت إلى رسم الكاريكاتير والكتابة، وتلقيت تشجيعاً كبيراً، لكن كل هذا لم يكن كافياً للتعبير على الصعيد الشخصي، ومع دخول الإنترنت أصبح باستطاعتي التجريب على أول كاميرا امتلكتها في المرحلة الإعدادية عام 2005، لم تكن احترافية لكنها لبّت رغبتي في إتقان التعامل مع هذا الفن

إظهار الجماليات وتكوين المشهد خبرة اكتسبها بالبحث، كما أكد: «كانت أولى خطواتي بممارسة التصوير كهواية عندما كسرت جميع الحواجز بيني وبين الكاميرا، وازداد يقيني بأن هذا النوع من الفنون هو الوحيد القادر على إيصال رسالتي اللونية والبصرية، ومن وجهة نظري ينقسم محبو هذا الفن إلى قسمين؛ قسم يرغب برؤية انسجام التفاصيل، وقسم يرغب برؤية التباين بوضوح أكثر، وذلك على صعيد اللون والإضاءة، بالنسبة لي أرغب بالتباين الواضح وإبراز التفاصيل والألوان أكثر، ولم أعلم ما هي طريقة التصوير التي تخدم وجهة نظري في البداية إلى أن أرشدني مصور من نيوزيلاندا اسمه "trey ratclif" يعمل في فن التصوير؛ وهذا ما يدعى العمق أو "المدى الديناميكي العالي" وهو ما أرغب باستخدامه. وشاركت بصور على هذا النمط بأكثر من مهرجان سوري وعربي؛ أي إنني عملت على إظهار الجماليات اللونية وتكوين المشهد وتوزيع الإضاءة فيه لأخدم الفكرة.

من أعماله في التصوير الضوئي

كانت هذه البداية الاحترافية ونهاية طريق الهواية والاكتشاف عندما بحثت في الكتب واكتسبت الخبرة الاحترافية، وقد عملت في مجال الإعلان والتسويق الافتراضي عن طريق صوري بعدة شركات في "دمشق"، وخلال تلك الفترة كنت قد بدأت دراستي في كلية الحقوق».

مصور فوتوغراف في السينما تجربة جسدها بشغف؛ وفق ما أضاف بالقول: «البداية السينمائية كانت مع المخرج "نجدة أنزور" في فيلم "فانية وتتبدد" عام 2015، حيث شاركت فيه كمصور. وهذه السنة شاركت في فيلم "رد القضاء" لذات المخرج.

من أعماله مع فيلم فانية وتتبدد

ومع بداية عملي مع مؤسسة السينما في أفلامها كنت أحاول أن أطور خبرتي في التصوير السينمائي، إلى أن حصلت على فرصة دراسة دبلوم علوم السينما وفنونها الذي تقيمه كل عام مؤسسة السينما، وكانت فرصتي ضمن السنة الثانية لهذا المشروع. إن عمل مصور الفوتوغراف في السينما هو مجال عمل حديث العهد قد يكون له علاقة بتطور فن التصوير الفوتوغرافي، وتوافر المعدات التي تسهل العمل به على الرغم من غلاء ثمنها. وبوجه عام يقوم مصور الفوتوغراف بالعمل السينمائي بتوثيق هذا العمل كمشاركين ممثلين وفنيين وكادر إخراجي وأجهزة ومعدات وأماكن تصوير لكي يرفق كل هذا مع حقيبة الفيلم في المهرجانات، ويبقى في المحفوظات، وله دور أيضاً في مساعدة الكادر الإخراجي لتثبيت نهاية وبداية المشهد منعاً لأي خطأ أثناء نقل الكاميرا أو تغيير الإضاءة، ولكن تجربتي كانت مختلفة قليلاً بالاهتمام بتوثيق صورة معبرة. كان هذا الحمل الثقيل بحجم سعادتي بإيصال الفكرة والهوية الفنية عن طريق الصورة الثابتة، وكانت معي حرية اختيار الزوايا والألوان والعناصر، هذه الفرصة كانت خطوة أمامي لتحقيق الحلم الكبير بخوض تجربة مدير تصوير سينمائي».

من متابعيه وحول رؤيته البصرية وفهمه العميق للسينما، تحدثت "نبراس قطيشات" خريجة معهد الفنون التطبيقية اختصاص نحت، والعاملة في مجال النحت على الشمع، فقالت: «"أدهم" فنان طموح يستفيد من التصوير لتوثيق فكرة حالمة تنسجم مع طموحه لتحقيق الأفضل، ويصور الواقع وفق هذه الرؤية، وينتقي من اللقطات ما يضيف فكرة وحياة إلى صور قد تكون عند بعضهم عابرة، خاصة أنه عمل على تعميق تجربته الذاتية لينطلق من التصوير لدراسة السينما لكونه ينطلق من التصوير كملكة قادرة على توثيق اللحظة بعمق بعيداً عن السطحية، لتكون اللقطة قادرة على التعبير لعين القارئ، فالجمال هنا مفهوم يمكن استنتاجه من الألوان العفوية وتوقيت اللقطة لتحويلها إلى ذكرى وابتسامة دائمة الحضور أوقف الزمن عندها.

نبراس قطيشات

ومن خلال متابعتي لعمله في السينما، فهو ليس ممن حصل على فرصة للمشاركة بعمل سينمائي وتابع دراستها وحسب، هو باحث جمع عنها الكثير وعايشها انطلاقاً من عشقه للصورة التي كانت بداية السينما، وجمعه للهوايتين ليس مستغرباً لكونه مصور ضوئي خارج حدود المعتاد، ولنا دليل بما أنجز من لقطات لها خصوصية وبصمة مختلفة ومصور موثق للأفلام السينمائية بدقة الشاشة الكبيرة لتفيض بمصداقية مزايا فنية تعدّ لتجربة فنية تستحق الاهتمام والتميز».

ما يجدر ذكره، أن "أدهم أبو الحسن" من مواليد 1992، طالب في دبلوم العلوم السينمائية في المؤسسة العامة للسينما، رصيده فيلمان سينمائيان إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وثلاثة معارض بتنظيم من رئاسة جامعة "دمشق"، ومشاركات في معارض عربية عدة، حاصل على جائزة من مهرجانات خطوات السينمائي على فيلم "ملح" من إخراجه، مدرب تصوير فوتوغرافي مع فرق تطوعية عدة.