تخرّج في معاهد "دمشق"، أتقن مختلف أساليب الطهو العصرية، قاده شغفه إلى تحقيق إنجازات عديدة في مجال الطبخ؛ كالتدريب، وتأليف الكتب، وتقديم البرامج، وصولاً إلى تحقيق حلمه بدخول المطبخ السوري في الجمعية العالمية للطهو "واكس".

مدونة وطن "eSyria" تضيء بتاريخ 13 تشرين الأول 2016، على تجربة عملية لشاب أنجز مشروعه الأكاديمي في وطنه وأسس لرحلة اغتراب قاربت عقدها الثاني في الإمارات العربية المتحدة، التي حصد من خلالها نجاحات اقترنت باسمه وباسم "سورية"، ليكون من الأسماء اللامعة في مجال الطهو ومناهج التدريب، حيث أسس معهده الخاص وحصل على عدة جوائز، وفق حديث "الشيف" "عمرو الياسين" الأمين العام لـ"الجمعية السورية للطهي"، وقال: «من الشخصيات التي رافقتها بالعمل مدة طويلة، حيث رأيت اندفاعه بالعمل وإخلاصه لحلمه وتحقيق النجاح مثابراً منضبطاً في مواعيده، ساعياً إلى تطوير قدراته والاستفادة من كل ما هو جديد لكون المجال الذي نعمل به يحتاج إلى متابعة حثيثة لأساليب الطهو العصرية، وأكثرها تطوراً من مختلف الثقافات.

كانت البداية العملية مع الاغتراب في عام 1997، حيث أتيحت لي فرصة عمل مناسبة في الإمارات العربية لتكون بداية لرحلة طالت سنواتها، لكنها -والحمد لله- أثمرت خيراً كما تمنيت، وكان لدراستي الفندقية أثر كبير في وضعي على مسار العمل في مجال مطلوب وهو الطهو. ففي الإمارات اكتسبت مجموعة من المعارف أهلتني للمشاركة بمسابقات محلية وعالمية أسست لتوسع الحضور وتحقيق جزء مهم من الأهداف، منها التعريف بمطبخ بلدنا وإشهاره في المسابقات العالمية، إلى جانب مشاركاتي الشخصية من خلال مسابقات نلت فيها جوائز داخل "الإمارات" وخارجها

لديه تنظيم واضح ودقيق لعدة أعمال ينجزها مع مراكز مرموقة يقوم على إدارتها، مثل: "نادي سيدات الشارقة"، وإدارة مركزه الخاص، وتقديم فقرات تلفزيونية لها جمهور كبير ومهتم بما يقدمه يومياً أو أسبوعياً، وقد عملنا معاً على مشروع تأسيس "الجمعية السورية للطهي"، التي يتابعها بصفته رئيسها ويخصص لها وقتا كافياً لتطويرها وتعزيز حضور المطبخ السوري، ونفذ مجموعة من الأفكار أوصلتنا إلى تحقيق المشروع الذي كان بعيداً وحلماً لنؤسس الجمعية وتصبح "سورية" عضواً في الجمعية العالمية للطهو "واكس"».

"الشيف" ماجد الصباغ و"الشيف" عمرو الياسين مع فريق العمل

تفاصيل عن رحلة عنوانها العمل مكنته من الوصول إلى المحافل الدولية بالخبرة والعمل الدؤوب، وعنها حدثنا الشيف "ماجد الصباغ"، وقال: «كانت البداية العملية مع الاغتراب في عام 1997، حيث أتيحت لي فرصة عمل مناسبة في الإمارات العربية لتكون بداية لرحلة طالت سنواتها، لكنها -والحمد لله- أثمرت خيراً كما تمنيت، وكان لدراستي الفندقية أثر كبير في وضعي على مسار العمل في مجال مطلوب وهو الطهو.

ففي الإمارات اكتسبت مجموعة من المعارف أهلتني للمشاركة بمسابقات محلية وعالمية أسست لتوسع الحضور وتحقيق جزء مهم من الأهداف، منها التعريف بمطبخ بلدنا وإشهاره في المسابقات العالمية، إلى جانب مشاركاتي الشخصية من خلال مسابقات نلت فيها جوائز داخل "الإمارات" وخارجها».

مع الفريق السوري

وعن مراحل انطلاقه من المطبخ الأوروبي، الذي تطور إلى عمل تدريبي وإعلامي حقق الشهرة والانتشار لأفكاره، قال: «لا يمكن لـ"الشيف" التميز من دون إتقان المطبخ الأوروبي لكونه مطلوباً، وقد أتقنته ومارست العمل في عدة مطاعم بنجاح، وهذه حالة تميز اكتسبتها من دراستي الفندقية في بلدي، التي هيأت لي فرص إتقان مختلف الأساليب الأوروبية لأتمكن من المنافسة وتحقيق النجاح.

وكان مجهودي موزعاً بين متابعة العمل اليومي، والمشاركة بالمسابقات من جهة، إلى جانب تأليف مجموعة من الكتب التي وثقت بها تجربتي في عدة مجالات، وركزت على المنهاج الذي يمكن أن ينتج طاهياً متمكناً من مقومات النجاح، ولذات الغاية عملت على تأسيس مركزي الخاص مركز "الشيف الدولي للتعليم والتدريب الفندقي"، الذي ندرس به منهاجنا الخاص وفن إدارة المطبخ وفق رؤية لأهمية إدارة المطبخ، وبناء على خبرة عملية اكتسبتها من تنقلي بين مطابخ كبيرة لها حضورها.

قصة النجاح والتميز كانت محط اهتمام الصحف

من خلال هذا المركز والمقالات والكتب التي ألفتها بداية من مشروع التخرج؛ وهو كتاب بعنوان: "أعشاب طبية في المطبخ"، موجود إهداء في "مكتبة الأسد"، والثاني "هنية وعافية"، وصادر عن المكتب الأعلى لشؤون الأسرة لسمو الشيخة "جواهر" زوجة حاكم "الشارقة"، إضافة إلى "وجبات ناعمة" للمقبلات على الزواج لتعلم الطهو، والتدريس في جامعة "عجمان"، والمقال الدائم، ومسيرة بدأتها عام 2008 مع مجلة "مرامي" الإماراتية من العدد صفر إلى الآن، والبرنامج التلفزيوني بمحطة "الشارقة"، وكل يوم سبت ببرنامج صباح "الشارقة" فقرة مباشرة أحاول فيها العمل على تقديم أفكاري حول إدارة المطبخ والتعريف بأصوله، وتقديم المعرفة التي أجدها ضرورية من وجهة نظري لتأسيس عمل علمي مدروس وناجح في مجال الطهو».

إشهار المطبخ السوري والتعريف به تجربة تكللت بالنجاح هذا العام بانضمام "سورية" إلى الجمعية العالمية للطهو "واكس"، وقال: «في عام 2012 خلال مشاركتي في مؤتمر المنظمة العالمية للطهاة "كوريا" بمسابقة لجمعية الطهاة العالمية، وكنت مع وفد طهاة "الإمارات"، أثر بنفسي أن "سورية" بكل عراقة مطبخها لم تشارك، مع العلم أن هذه الجمعية موجودة منذ عام 1928، وعليه بدأنا العمل على الموضوع لنكون أعضاء ونسجل اسم بلدنا في هذه الجمعية، ووجدنا صعوبة بالمشروع، لكن ذلك زاد من إصرارنا وتابعنا عملنا، وحاولنا من خلال المسابقات أن نقدم أفضل ما لدينا؛ ففي الصين مثلاً قدمنا أطباقنا السورية المميزة (المنسف)، والأكلات الشامية، لتجد قائمة تبدأ من "البليلة" و"التبولة" و"المهلبية"، والأكلات القديمة، ووصفات من صلب المطبخ السوري، إضافة إلى نشر المأكولات التقليدية (المنسف) في "السويداء"، وأكلات "حماة" "حمص" و"حلب"، وكيف أثرت بمطابخ أخرى وتطورت إلى أصناف مميزة جذبت الجمهور الذواق، وحصلنا فيها على الميدالية الذهبية.

وتواصلنا مع المعنيين بالجمعية والمسؤولين عن الشرق الأوسط، وحصلنا على الموافقة عام 2015، ومؤخراً كنا باليونان لحضور المؤتمر الدولي للطهاة العالميين، الذي يعقد كل سنتين، وخلاله تم الإعلان عن قبول عضوية "سورية" كدولة، وكان خبراً مفرحاً لنا.

بالتأكيد ما تحقق لم يحدث من فراغ، إنما نتيجة جهد فريق سوري شارك بعدد كبير من الفعاليات، منها بطولة "دبي" العالمية للضيافة "غلف فود" عام 2013، ولها ثقل على المستوى العالمي، وحصلنا على الميدالية البرونزية، والمركز الأول 2014».

ما يجدر ذكره، أن "ماجد حسن الصباغ" من مواليد 1976، قرية "الكفر"، خريج معهد "دمر" الفندقي عام 1996، صاحب شركة مركز "الشيف الدولي" للتدريب بالشارقة، نائب رئيس جمعية طهاة "الإمارات"، أول "شيف" سوري يصبح حكماً دولياً معتمداً من قبل منظمة الطهاة العالمية، وأول "شيف" سوري عضو في منظمة الذواقة العالمية، "شيف" بنادي "سيدات الشارقة"، حاصل على جوائز وميداليات منها مسابقات "غلف فود" أضخم معرض للمأكولات في "دبي".