يعدّ من الأماكن القليلة التي يقصدها الناس للتنفس والترويح عن الذات بعد نهار متعب وصيف حار، يطل بمكانه المتميز على عدد من المناظر الخلابة، ويمتاز بالطول وعرضه الضيق وتماثيله الفنية التي أضفت الجمال على المكان.

مدونة وطن "eSyria" جالت في المكان بتاريخ 27 تموز 2015، وتحدثت مع المربي "هيثم دنون" الذي جاء مع عائلته وعدة الجلوس قاصداً "الكورنيش الجنوبي" لمدينة "شهبا" بقصد الترويح عن النفس والهرب من الحرّ الشديد بعد ساعات العمل الطويلة نهاراً، فأوضح سبب اختياره لهذا المكان بالقول: «كلما دخلنا عملياً في فصل الصيف؛ ازدادت الحاجة إلى مكان مرتفع قليلاً ومفتوح من أجل نسمات الهواء البخيلة، ومن أجل أطفالنا الذين تعبوا من السجن المفروض عليهم داخل جدران المنزل؛ بسبب الخوف من الحرارة، وعندما تميل الشمس نحو الغروب أضع الكراسي والطاولة الصغيرة في السيارة مع عدة المتة والقهوة والنرجيلة وأسلك طريقي نحو الكورنيش الذي بات منذ أن أنشئ أحد الأماكن الرئيسة التي يقصدها الناس في فصل الصيف، ويكشف الكثير من المواقع التي تحيط بالمدينة من تلال وأبنية، والأجمل هو لقائي مصادفة مع أصدقاء لم أستطع رؤيتهم بسبب ظروف العمل والغربة، فقد تحول هذا المكان إلى ملتقى للأصدقاء بعيداً عن الجدران الإسمنتية».

في هذا المكان الضيق يمكن أن تدعو الأصدقاء لقضاء بضع ساعات في الهواء الطلق من دون خجل وبعفوية كاملة، ومن دون الكثير من البروتوكولات، وفي إحدى المرات أتينا إلى هنا من دون أي تخطيط فافترشنا البلاط جانب الأشجار والتماثيل وشربنا القهوة من إحدى السيارات المتجولة وعدنا إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل، لكن على الناس الاهتمام بالنظافة العامة للمكان، والمحافظة على محتوياته

وعن الميزات التي يتمتع بها أضاف "عدنان علبة" صاحب إحدى الروضات الخاصة في المدينة، قائلاً: «يقع الكورنيش الجنوبي عند نهاية الشارع الرئيس للمدينة، وخلفه نحو الشمال تتوضع البوابات الجنوبية لتشكل معه لوحة جمالية أخاذة، أما من الغرب فهناك موقع الملعب الصناعي الوحيد التابع للنادي الرياضي الذي يؤمه المئات في المساء لممارسة رياضة المشي وكرة القدم، وهو بداية حي "الكرّب" أكثر أحياء المدينة رقياً، أما ميزاته الجمالية والفنية، فيتمثل بتلك التماثيل البازلتية التي صنعها النحات العالمي "شفيق نوفل" ابن المدينة الذي يجاور منزله ومشغله الكورنيش من الشرق، فكما هو المكان مريح لفرش الطاولات والتمتع بالهواء المنعش مساء، فهو أيضاً فرصة للتمتع بما نحته هذا الرجل من شخوص تمثل الإنسان الأول في المدينة، ومن حروف للغات قديمة على صخور ملساء، وعلى الرغم من صغر حجم الكورنيش إلا أن طوله مناسب ويتسع للكثير من العائلات».

الدكتور فؤاد عامر مع عائلته

طبيب الأسنان المعروف ورئيس المركز الصحي في المدينة "فؤاد عامر" أضاف بعض الملاحظات التي تنغّص المكان ومريديه بالقول: «لا شك أن هذا المكان جميل ويستحق الاهتمام، لكن هناك مظاهر سلبية تؤذي العين والبيئة المحيطة به، فبعض الشباب الذين يأتون في ساعات متأخرة من الليل يتركون كل ما يستخدمونه في المكان من دون وضعه بأكياس أو رميه في الحاويات المخصصة لذلك، وتبرز في المكان أشجار الزينة في أكثر من جزيرة وتقف مع التماثيل البازلتية كقبيلة مستنفرة في الليل، لكن العابثين من الشباب الطائشين يسقطون التماثيل، ويعبثون بالشجر، ويلقي الزجاجات الفارغة على الأغصان، أو يكسرها للتسلية، ونحن بالمقابل حاولنا مع عدد من الأصدقاء تنظيف المكان مساء لزرع فكرة المحافظة على قيمة الكورنيش، ونتمنى أن تصل الرسالة».

أما ربة المنزل "أماني الطويل" فروت قصة مجيئها الدائم إلى الكورنيش بالقول: «في هذا المكان الضيق يمكن أن تدعو الأصدقاء لقضاء بضع ساعات في الهواء الطلق من دون خجل وبعفوية كاملة، ومن دون الكثير من البروتوكولات، وفي إحدى المرات أتينا إلى هنا من دون أي تخطيط فافترشنا البلاط جانب الأشجار والتماثيل وشربنا القهوة من إحدى السيارات المتجولة وعدنا إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل، لكن على الناس الاهتمام بالنظافة العامة للمكان، والمحافظة على محتوياته».

عروسان في الكورنيش الجنوبي مع الورد
لمة محبة بعد حملة تنظيف للكورنيش