عرفه الجميع رياضياً بامتياز فقد كان مدرباً لرياضة الجودو وحائزاً عددا من البطولات والميداليات، هذا قبل انضمامه لصفوف الجيش العربي السوري واستشهاده عند أول نداء للوطن.

الشهيد "إياد زين الدين" واحد من شهداء سورية الذين سطروا بدمائهم أروع آيات العشق لسورية وقائد سورية، طالته يد الغدر بتاريخ 25/4/2011م في درعا ليكون أول شهيد تقدمه محافظة "السويداء" ضمن قافلة شهداء الأحداث الأخيرة التي شهدتها سورية.

كيف سيتحدث الأخ عن أخيه، وما الكلمات التي سأصفه بها؟ يقف الكلام عاجزاً.. ولكننا نفخر به شهيداً، ونتمنى الحصول على الشهادة ونحذو حذوه

موقع eSyria زار عائلة الشهيد المقيمة في مدينة "السويداء" والتقى عدداً من أقرباء الشهيد:

والد الشهيد وأخويه "عماد" و"زياد"

العقيد "عماد زين الدين" الشقيق الأكبر للشهيد، تحدث قائلاً: «ولد أخي المرحوم "إياد" في مدينة "السويداء" عام 1973م، وتعلم فيها قبل احترافه للرياضة وحصوله على عدد من البطولات الرياضية في رمي الرمح والجودو، ثم عمل مدرباً ودرب العديد من الفرق الرياضية، بعد أدائه لخدمة العلم عمل فترة من الزمن معلم حجر ورخام.. وبعدها رغب بالتطوع في صفوف الجيش الشعبي لخدمة وطنه».

"زياد زين الدين" الشقيق الثاني للمرحوم "إياد" ويعمل شرطياً، قال:

عائلة الشهيد

«كيف سيتحدث الأخ عن أخيه، وما الكلمات التي سأصفه بها؟ يقف الكلام عاجزاً.. ولكننا نفخر به شهيداً، ونتمنى الحصول على الشهادة ونحذو حذوه».

"نجاح" شقيقة الشهيد تحدثت عن طفولته وهو الأخ الأصغر في العائلة: «كان "إياد" اجتماعياً منذ الصغر ولديه عدد كبير من الأصدقاء، وكلما زاد عمره زاد عدد أصدقائه.

"السيدة "مها زين الدين" زوجة الشهيد وابنته الصغرى "نور"

كان صاحب حضور وكان حنوناً وبشكل خاص في تعامله معي، على الرغم من كونه أصغر مني، إلا أني كنت أشعر بحنانه وعطفه الكبيرين».

زوجة الشهيد السيدة "مها زين الدين" أضافت: «لم أفقد زوجي فقط، بل فقدت الصديق والأب الحنون لطفلتين لم تتجاوز الكبيرة بينهما ثلاث سنوات والصغيرة عمرها عام واحد.

عزائي الوحيد أنه مات شهيداً، وللشهيد مكانة كبيرة عند الله، أطلب من الله أن يعطيني القوة والصبر حتى أتمكن من تربية طفلتيّ كما أراد هو، لتكبرا وتصبحا ذوات شأن في المجتمع، وتستحقان أن تحملا اسم شهيد الوفاء والعزة والكرامة».

السيدة "سعاد زين الدين" زوجة العقيد "عماد" قالت:

«لإياد فضل كبير علي وعلى أبنائي، فقد ساعدني كثيراً في تربيتهم أثناء غياب والدهم المستمر، ربما خسارتي بفقدانه كبيرة، ولكن خسارة "نورس" و"مجدي" أبنيّ أكبر، فقد كان صديقهم ورفيقهم وأباً حنوناً وكاتماً لأسرارهما».

ما أصعب أن يبكي الرجال، ولكن عندما تكون الدموع ممزوجة بالفخر، فما أروعها.. والد الشهيد المساعد المتقاعد "حسن زين الدين" قال: «كل مواطن شريف في هذا البلد عليه ضريبة دم، يدفعها عندما ينادي الوطن، "إياد" طلب الشهادة ونالها، وأسأل ربي أن يسكنه فسيح جناته.

عندما تزوج لم أرقص في فرحه، ولكني رقصت وهتفت عندما شيعوا جثمانه الطاهر، أنا وأولادي الثلاثة من المتطوعين في الجيش فداء لهذا الوطن ولقائد الوطن.

لم أكن أميز بين أخ وآخر، ولكن سبحان الله للولد الأصغر في العائلة مكانة خاصة، "إياد" كان صديقي ورفيقي وكان الابن البار والحنون، رحمه الله ورحم جميع شهداء سورية وأسأل الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، ويعطيني الصبر والقوة».

زوجة السيد "حسن" السيدة "مفيدة أبو راس" تحدثت قائلة:

«"إياد" ولدي الذي لم أنجبه، على مدى أحد عشر عاماً عشتها في هذا المنزل، كان يعاملني بمنتهى الأخلاق والاحترام، لم أسمع منه كلمة أزعجتني.

عاش معي قبل زواجه أربع سنوات وكان ابناً باراً لي، ولم أشعر تجاهه إلا بشعور الأم اتجاه ابنها.

هنيئاً لروحه الطاهرة بالشهادة، رغم أنه كان يتمناها على ثرى "الجولان"».

وأثناء وجودنا في منزل الفقيد التقينا السيد "نضال مسعود" من جيرانه وقد تحدث عنه بقوله: «جميع من في الحي افتقد "إياد" رحمه الله، فقد كان له حضوراً بارزاً والجميع يحبه دون استثناء، والصغار قبل الكبار.

كان يتصف بالمروءة والشجاعة ومساعدة الغير والنخوة، كان يخاف على بناتنا وكأنهن أخواته، خسارته كبيرة ولكنه قضاء الله.

جميعنا فداء لهذا الوطن، ونقدم الروح والدم والأبناء في سبيل عزته وكرامته وشموخه».

بقي لنا أن نسأل الله أن يلهم الصبر لذوي الفقيد، وليرحم جميع شهدائنا ويسكنهم فسيح جنانه الخالدة.