سكنت في العصر الحديث في عام 1860م وهي اليوم تحتضن 24 عائلة، إلا أن لحجارتها السوداء حكايات عريقة تمتد إلى ما هو أبعد من تلك الأعوام، إلى تلك العصور الموغلة في القدم، كما هي موغلة في السحر.

هي قرية "سالة" الواقعة إلى الشرق من محافظة "السويداء" وتبعد عن مركز المدينة 24 كم، يقال إنها أخذت اسمها من ملكة رومانية.. وعثر فيها على العديد من الأوابد الأثرية التي تحكي قصص الحضارات التي تعاقبت على أرضها، وقد تحدث الأستاذ "مثقال بحصاص" أحد سكان القرية لموقع eSuweda أثناء زيارته للقرية عن أبرز معالمها الأثرية قائلاً: «يوجد في القرية العديد من البيوت القديمة والتي مازال بعضها مأهولاً إلى اليوم، إلا أن لها تاريخاً تحدثت عنه كتب التاريخ، والمعلومات التي نملكها كأهالي للقرية ليست سوى ما ورد ذكره في تلك الكتب، حيث يعود تاريخ القرية "سالة" إلى عصر الأنباط، وكانت مقر إمارة بعد العصر النبطي وأهم آثارها نبع الماء الرماني والذي بقيت معالمه الأثرية قائمة حتى وقت قريب، حيث قامت مؤسسة المياه بترميمه وإنشاء خزانات لحفظ المياه فوقه، كان النبع مبنياً من الحجر الأزرق بطريقة هندسية رائعة تسمح بخروج الماء وعدم دخوله علماً أنه لا يوجد أي مادة بين الأحجار.

في قرية "سالة" العديد من الآثار والبيوت القديمة، ورغم غنى قرى "السويداء" بالآثار إلا أن أعمال التنقيبات الأثرية فيها قليلة نسبياً نظراً لوجود العديد من البيوت القديمة المأهولة إلى الآن، بسبب الأذى الذي يمكن أن تلحقه التنقيبات بخراب في البنى التحتية وحدوث الانزلاقات في التربة وتخريب جراء أعمال الحفر والتنقيب

بالإضافة إلى الكنيسة التي كانت موجودة وحملت اسم القديس الياس بنيت عام 547 وأخرى بنيت بين عامي 547- 565».

جانب من آثار الجميلة وقد بدا واضحاً عليه تأثير الزمن

المهندس "وسيم الشعراني" مدير دائرة الآثار في "السويداء" تحدث لموقعنا عن أبرز ما عثر عليه من كتابات ونصوص في قرية "سالة" بقوله: «في قرية "سالة" العديد من الآثار والبيوت القديمة، ورغم غنى قرى "السويداء" بالآثار إلا أن أعمال التنقيبات الأثرية فيها قليلة نسبياً نظراً لوجود العديد من البيوت القديمة المأهولة إلى الآن، بسبب الأذى الذي يمكن أن تلحقه التنقيبات بخراب في البنى التحتية وحدوث الانزلاقات في التربة وتخريب جراء أعمال الحفر والتنقيب».

الدكتور "علي أبو عساف" وفي الجزء الثاني من كتابه (الآثار في جبل حوران) وثق ما عثر عليه من رقم وكتابات في القرية كما في باقي قرى الجبل، وتم حفظ ترجمتها والتي كانت بمعظمها تحكي تاريخ الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، وقد تحدث عن أبرز ما عثر عليه في قرية "سالة" بقوله: «ما عثر عليه في قرية "سالة" من كتابات ونصوص ورقم رقمت منعاً لسرقتها لأنها كثيراً ما تتعرض للسرقة، فقرية "سالة" كانت تعد عقدة مواصلات هامة ومن أهم الحجارة المنقوشة التي عثر عليها حجر مبني في قبر حديث قرب الخان شمالي القرية فيه خمسة أسطر ضمن إطار له مثلثان على شكل ذيل طير، وقد وردت عدة أسماء على الحجر "غادو بن تيم وعطاسات وسلمان عمه" بنوا هذا في عام 254 أي عام 359م، والهام في الأمر أن اسم العلم سلمان مشتق من النسبة سلمانستاثيو الذي ربما هو الاسم القديم "لسالة" وعلى هذا الأساس اشتق اسم "سالة" من سلمانستاثيو.

المهندس "وسيم الشعراني" مدير دائرة الآثار

ومن النصوص التي تحدثت عن العادات والتقاليد الإجتماعية المتمثلة في أن الأخ يتزوج زوج أخيه بعد وفاته وتشترك الأسرة في بناء المدفن، هي كتابة منقوشة في حنت فوق باب يلاصق الخان، وهي عبارة عن ثلاثة أسطر، إلا أن الجانب الأيسر مشوه، كما عثر على نص منقوش على حجر مبني في جدار فوق مدخل مزار جديد، زاويته اليمنى العليا مكسورة، ويتألف النص من عشرة أسطر يحيط به إطار جميل له مثلثان على جانبيه، والنص المدون في هذه الشاهدة هو صدى لأبيات من شعر هومير كما في شاهدة مشابهة في قرية "عرمان"، أما الجمل في أطراف الإطار فهي جمل الوداع أو حرقة الوداع.

وعثر على العديد من النقوش المشوهة والتي لم تترجم، كما في النقوش المكسورة والتي لم تظهر إلا جزءاً يسيراً مما كتب عليها».

واحد من الحجارة المنقوشة في القرية