عملَ على نشر ثقافة العمل التكاملي من خلال مهنة الصيدلة، واكتسب محبّة الفقراء لأنّه نفّذ وصيةَ والديه، وشكّل مع فريق عمله وحدةً متكاملةً من العمل الإنساني.

حول سيرته وعمله مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 23 كانون الأول 2019 التقت الدكتور الصيدلي "أنو صياح نصر" وبيّن قائلاً: «قبل الدخول في النشأة والمراحل الطفولة ومسيرة حياة تحمل المعاناة والفرح معاً، لم أحسب نفسي أني سأكون كما أنا الآن بعد ولادتي عام 1976، عندما كنت ألعب في شوارع "السويداء" وأدرس في مدارسها الإلزامية من الإبتدائية إلى الثانوية، فوالدي المغترب المحبّ للعلم والمعرفة أرادني في مكانة علمية كبيرة زارعاً في شخصيتي الحرص على إتقان العمل، ووالدتي الحنونة حمّلتني رسالةً منذ خروجي من المنزل صغيراً وأنا ذاهب الى المدرسة قائلة: (دير بالك على حالك وعلى رفقاتك، وساعدهم)، وحين دخلت جامعة "دمشق" كلية الصيدلة كانت رغبتي دراسة اختصاص غير ذلك ولكن معدل العلامات عامها كان لصالح الصيدلة حيث كانت أرغب دراسة طب الاسنان لأسباب أهمها التكنيك وإتقان العمل والخبرة والمهارة، والسعي الدائم لتطوير العمل ومفهوم الطبّ، حيث كوّن لي طب الأسنان نظرةً أنّ الإبداع في الأداء والمهارة في العمل بهذا الاختصاص، والأهم تحقيق رغبة الوالدة في مساعدة الناس، وحين دخلت كلية الصيدلة كنت أشحن نفسي بمقاومة قوية لزرع الرغبة به، انتهى العام الأول وعلامات قبولي له تكاد تكون معدومة، حتى انتقلت إلى السنة الثانية حينها بدأ يتسلل الحب والرغبة للصيدلة وأتحسس جمالها، وحين تخرجت كان القلب قد تشبع حباً بها فهي متشعبة ويمكن الإبداع فيها وتقديم النصيحة وتتضمن العمل الإنساني والمعنوي، واسعة الطيف وتجعل محبها يطّلع على علوم مرضية متنوعة لم نعرفها من قبل».

من يتعامل مع الدكتور "أنور نصر" يشعر بأنه حامل رسالة إنسانية، وذلك من خلال تعامله الاجتماعي وعلاقته اللطيفة مع مراجعيه، فالصيدلية بالنسبة له ليست مكسباً مادياً بقدر تلبية رغبة لديه ببناء علاقة اجتماعية قائمة على تلبية احتياجات المجتمع للدواء، وخاصةً أنّ الكثيرين يأخذون أدويتهم مجاناً بعد معرفة أوضاعهم المعيشية، فهو بحق صاحب مبادرات إنسانية خفية لا يعلمها إلا القلة ومن يتعامل معه بشكل مباشر، يقيناً منه بالثقافة التي كونها لنفسه منذ اختياره دراسة الصيدلة أن العمل بالدواء يمنح صاحبه السعادة والارتقاء الروحي

وتابع الدكتور الصيدلي "أنور نصر" بالقول: «ولعلّ جمال المهنة مارسته عندما جسدت مفهومها الاجتماعي في القرية التي أحببتها وأحببت أهلها وهي قرية "حبران" المختزنة بالتعاون والنشاط والمحبة، وعملت زهاء خمس سنوات، وترسخ في ذهنيتي جمال الصيدلة، باكتشاف المهارة والتقنية والبحث المتواصل في علم الأمراض، مع تقديم المشورة والنصيحة، وكم كانت سعادتي كبيرةً حينما طبقت وصية والداي بمساعدة الناس وتقديم ما أستطيع من خدمة طبية لتأمين الدواء للعلاج، والشعور بالأمن والأمان الطبي بالشفاء لفئات مجتمعية متنوعة، ولعلّ القاعدة الإنسانية التي حملتها من أمي في صغري حاولت تحقيقها بعد خمسة عشر عاماً وهي "ارحم الناس في الأرض يا بني، يرحمك من في السماء"، ولهذا عملت على تقديم مبادرات بتأمين أدوية لبعض المرضى المصابة بمرض مزمن، وخاصة مرضى السرطان الذين اشعرنا آلامهم بالمسؤولية الدائمة بوجوب مساعدة الناس، يقيناً أنّ تأمين الدواء لمريض يئن من آلامه هو شعور كبير في تحقيق رسالة كل من يعمل في الصحة الإنسانية».

فريق عمله

وعن معاملته الاجتماعية أوضحت "شيرين أبو سرحان" صيدلانية مساعدة قائلة: «من يتعامل مع الدكتور "أنور نصر" يشعر بأنه حامل رسالة إنسانية، وذلك من خلال تعامله الاجتماعي وعلاقته اللطيفة مع مراجعيه، فالصيدلية بالنسبة له ليست مكسباً مادياً بقدر تلبية رغبة لديه ببناء علاقة اجتماعية قائمة على تلبية احتياجات المجتمع للدواء، وخاصةً أنّ الكثيرين يأخذون أدويتهم مجاناً بعد معرفة أوضاعهم المعيشية، فهو بحق صاحب مبادرات إنسانية خفية لا يعلمها إلا القلة ومن يتعامل معه بشكل مباشر، يقيناً منه بالثقافة التي كونها لنفسه منذ اختياره دراسة الصيدلة أن العمل بالدواء يمنح صاحبه السعادة والارتقاء الروحي».

وعن تشخيصه للأمراض وتقديم المشورة الطبية بيّنت "أريج الجرماني" وهي تعمل في الأدوية ضمن فريق العمل قائلة: «ربما الميّزة النسبية التي يتمتع بها الدكتور "أنور نصر" أنه يقدم النصيحة والمشورة الطبية بمعنى بعض الوصفات الطبية تحمل أدوية تسبب اختلاجات ومضاعفات صحية، لا يعلم بالاختلاط الدوائي الطبيب المختص، بل يعلمها الدارس لعلم الأدوية، وعلى الفور يقوم إما بالاتصال بالطبيب المعالج أو تنبيه المريض بذلك، وحين يعجز لا يقبل صرف الدواء كموقف إنساني، إذ قلّما نجد هذه الأيام مثيلاً لعمله، فهو يترفع عن ذلك كرماً وقيماً وأخلاقاً، وما يقدمه لمساعدة الفقراء من الأدوية أو المبالغ النقدية في الخفاء يجعلنا كفريق عمل ننتهج معه نهجاً زرعه في طبيعة عملنا معاً فهو مؤمن بأن العمل بالأدوية انعكاس للطاقة الإيجابية».

الدكتور الصيدلي أنور صياح نصر
أثناء عمله