لم يغب عن ميدان الرياضة منذ فترة طويلة، ونجح أثناء توليه رئاسة ناديه بإحداث نقلةٍ نوعيّةٍ لعدد من الألعاب التي نافست للصعود للدرجات الأعلى، كما ساهم في تأمين مطارح استثمارية لتغطية نفقات مشاركات ناديه في الأنشطة الرياضية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 6 حزيران 2020 تواصلت مع "جاسم الشريف" ليروي لنا سيرته الرياضية حيث يقول: «انطلاقتي بممارسة الرياضة كانت في مدرسة "الوحدة العربية" حيث استهوتني كرة اليد كونها اللعبة الشعبية الأشهر في "الرقة"، والتي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة نتيجة منافسة أندية المحافظة على تحقيق مراكز متقدمة في بطولات الدوري، والحصول على كأس الجمهورية أكثر من مرة، وخاصة نادي "الفرات" الذي ذاع صيته في منتصف الثمانينيات، وقدّم على مدى تاريخه كماً وافراً من اللاعبين الذين رفدوا المنتخب الوطني وشاركوا في العديد من الدورات والبطولات.

عملت في اللجنة الفنية لكرة اليد بالمحافظة، ومن ثم عضواً باللجان الفرعية وبعدها تمّت تسميتي عضواً بإدارة نادي "الفرات" لعدة سنوات، وأخيراً تم تكليفي برئاسة نادي "الفرات" لمدة 15 عاماً بدءاً من عام 2003

وبعد الالتزام بالتدريب لفترة من الوقت تم اختياري لمنتخب طلائع "الرقة" الذي شارك في البطولات المدرسية، كذلك لعبت مع منتخب أشبال المحافظة بإشراف المدرب "محمد المصطفى"، وأحرزنا المركز الثاني على مستوى القطر، واستمريت باللعب لبعض الوقت في نادي "الفرات" بإشراف المدربين "هاني أبو الهدى"، "جمال حداد"، والراحل "صلاح فرواتي"، واستطعنا في تلك الفترة إحراز نتائج متميزة في الدوري وبطولات المحافظات، كان أبرزها بطولة فئة الناشئين حيث تصدرنا بطولة الدوري بعد أن تفوقنا على أندية عريقة في مجال اللعبة».

فريق نادي الفرات بكرة اليد

ويتابع حديثه بالقول: «بعد أن توقفت عن اللعب في منتصف التسعينيات لم أستطع الابتعاد عن العمل في ميدانها حيث عملت بعض الوقت في مجال التدريب بعد أن كلفت بتدريب فرق القواعد لنادي "الجيش" المركزي الذي كان يسيطر على بطولات الدوري لفترة طويلة، وكان الهدف من ذلك هو تأسيس قاعدة واسعة من اللاعبين لرفد الفريق من اللاعبين لاستمرار حالة التفوق، كما عملت مدرباً مساعداً للكابتن "عصام دهمش" أثناء تدريبه لفريق نادي "الجيش".

وفي مجال التحكيم عملت لعدة سنوات بعد أن تدرجت بكلّ الدرجات، ووصلت للدرجة الأولى، وقد كنت أكلّف بتحكيم العديد من مباريات الدوري العام بمختلف الفئات ضمن الطاقم التحكيمي الذي تم تشكيله من "الرقة"، والمؤلف من الحكام الدوليين "مهدي أبو الهدي"، "وليد الحافظ"، والراحل "صلاح فرواتي"».

أثناء حضوره لإحدى مباريات نادي "الفرات" بكرة اليد

وعن المهام الإدارية التي شغلها يقول: «عملت في اللجنة الفنية لكرة اليد بالمحافظة، ومن ثم عضواً باللجان الفرعية وبعدها تمّت تسميتي عضواً بإدارة نادي "الفرات" لعدة سنوات، وأخيراً تم تكليفي برئاسة نادي "الفرات" لمدة 15 عاماً بدءاً من عام 2003».

ويضيف بالقول: «خلال فترة تكليفي برئاسة النادي نجحت من خلال التعاون مع أعضاء الإدارة بتحقيق تطور نوعي لبعض ألعاب النادي، ففي كرة اليد أعدنا الاهتمام بفرق القواعد، واخترنا لها أفضل الكفاءات التدريبية وقمنا بتأمين الكثير من مستلزماتها التدريبية فازداد عدد الممارسين، وبرز لدينا عدد كبير من اللاعبين المميزيين، وفي كرة الطائرة أعدنا نشاط هذه اللعبة بعد توقف استمر لبعض الوقت، واستطعنا خلال فترة وجيزة تشكيل عدة فرق تمثّل معظم الفئات، وبدأنا المشاركة بالأنشطة في مسابقات الدوري والكأس ونجحت فرق النادي بتحقيق نتائج جيدة قياساً على الفترة التحضيرية.

أما في كرة القدم فقد كان التحول اللافت، حيث انتقلت فرقنا من مرحلة البحث عن البقاء بالدرجة الثانية إلى الطموح للمنافسة، وتصدر المجموعة والتأهل للدور النهائي من أجل تحقيق حلم أبناء "الرقة" بالصعود للدرجة الممتازة، وقد بذلنا في سبيل تحقيق هذا الحلم جهوداً كثيرة من خلال استقطاب لاعبين من خارج المحافظة لسد النقص في مراكز بعض اللاعبين، والتعاقد مع مدربين مميزين من خارج محافظة "الرقة" لرفع مستوى اللاعبين، وقد نجحنا في أحد المواسم بتصدر المجموعة الشمالية وتأهلنا للدور النهائي، لكن لم يحالفنا الحظ حيث واجهنا أندية قوية تمتلك خبرة كبيرة وإمكانات مادية نحن لم نكن قادرين على تأمينها، لكن بالوقت نفسه كانت تجربةً جيدةً استفدنا منها كثيراً بإزالة الرهبة لدى لاعبينا وكوادرنا التدريبية، وكنا عازمين على تكرار محاولة الاستعداد الجيد من أجل تحقيق ذلك الحلم، لكن أحلامنا توقفت نتيجة الحرب التي تسببت في إيقاف النشاط الرياضي بشكل كامل في "الرقة".

وحاولنا قبل سنوات إعادة تنشيط ألعاب النادي بعد توقف قسري استمر عدة سنوات وكانت لنا محاولة جيدة في كرة اليد، ورغم صعوبة الأجواء من حيث عدم وجود جميع اللاعبين في مكان واحد، وضعف السيولة المادية، استطعنا رغم كل هذه المصاعب، وقصر الفترة التحضيرية تحقيق الفوز بعدة مباريات وكدنا نتأهل للدور النهائي لولا بعض العثرات».

"وليد سويحة" مدرب كرة يد محترف في "السويد"، عنه يقول: «"جاسم الشريف" رجل عاشق للرياضة وكرة اليد بشكل كبير، منطقي وهادئ يعمل للرياضة بكلّ إمكانياته، ويقدم لها كل ما يملك من وقت وجهد ولو على حساب عمله أو أموره الشخصية، ومن خلال عملي معه بإدارة النادي لفترة طويلة، أرى أنه قدّم الكثير لرياضة "الرقة" والنادي، وكان إيجابياً ومتجاوباً إلى حدٍّ كبير ما ساهم بتنفيذ منشأة النادي الجديدة رغم قلّة الموارد المالية».

أما مدرب كرة القدم المحترف "عبد اللطيف حمادة" فقال عنه: «هو من خيرة رؤساء الأندية الذين ترأسوا نادي "الفرات" خلال تاريخه الطويل، ويعرف عنه متابعته الدائمة لفرق النادي كافة ويعمل دون كلل ولا ملل، وكان يدفع المال من جيبه الخاص في سبيل أن تسير أمور ألعاب النادي أثناء المشاركات بالدوري، وهو إداري ناجح بعمله ومخلّص ويحظى بمحبة الرياضيين في ناديه والأندية الأخرى».

يشار إلى أنّ "جاسم الشريف" من مواليد "الرقة" عام 1969.