رغم كثرة النجوم الذين مرّوا على كرة اليد في "الرقة"، إلا أنّه كان الأبرز تهديفاً والأكثر تألقاً وحضوراً على مدى عدة سنوات، ونظراً لتميّزه كانت الأندية المهتمة باللعبة تتهافت لكسبه في صفوفها لتحقيق الانتصارات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 تشرين الأول 2019، تواصلت مع الكابتن "عبود شعيب" ليروي لنا مسيرته الرياضية حيث يقول: «بداية تعلقي بالرياضة كان عام 1969 في ميدان كرة السلة، حيث تدربت على يد المدرب الراحل "عصام عبد القادر"، واستمريت مدة ثلاث سنوات، ثمّ انتقلت بعدها إلى كرة اليد اللعبة الشعبية في "الرقة" والتي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، حيث تدربت على يد المدربين "مهدي أبو الهدى"، والراحل "عبد الواحد دعدوع"، وأخيراً الكابتن "هاني أبو الهدى" الذي كان له فضل كبير في تطور مستواي الفني، وقد مثلت فرق نادي "الفرات" بكلّ فئاته، وخلال مشاركتي مع فريق الرجال حققنا إنجازاتٍ ثمينة على مستوى القطر بعد إحرازنا بطولة كاس الجمهورية 3 مرات في منتصف الثمانيات، وأعدُّ ذلك حدثاً كبيراً لرياضة "الرقة" كونه يحدث لأول مرة في تاريخ النادي، كما نافس فريقنا على مراكز الصدارة بالنسبة للدوري السوري أكثر من مرة مع عدد من الأندية الأخرى كـ"النواعير"، و"الجيش"، و"الشعلة"، و"الطليعة"، و"اليقظة". وخلال وجودي بالنادي شاركت مع منتخب محافظة "الرقة" في كلّ البطولات التي جرت خلال تلك الفترة، وكنا منافسين أيضاً على مراكز الصدارة مع منتخبات محافظات "حماة"، و"دير الزور"، و"درعا"».

هو أحد عمالقة كرة اليد السورية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، وكان من أبرز ركائز منتخبنا الوطني، وكان يشكّل العمود الفقري للمنتخب الذي يعتمد عليه كثيراً خلال المباريات، ولذلك سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة متابعي كرة اليد السورية كونه كان له دور كبير في تحقيق الانتصارات سواء في ناديه أو أثناء تمثيله للمنتخب الوطني، يضاف إلى تميزه ونجوميته أنّه من أصحاب الأخلاق العالية والسيرة الحسنة، ويحظى بمحبة وتقدير جميع أبناء كرة اليد، ولديه من الخبرة التي اكتسبها من خلال مشواره الطويل في الملاعب الكثير، ويمكن الاستفادة من ذلك في مجال التدريب، ويجب أن يقوم اتحاد اللعبة بضمه إلى إحدى لجانه الرئيسة التابعة له تكريماً لما قدمه من جهد وتضحية في كرة اليد السورية

وعن الفرق التي لعب معها يقول: «في عام 1979 انتقلت إلى نادي "الشرطة" المركزي الذي كان يضم عدداً من نجوم كرة اليد السورية في تلك الفترة، ولعبت معه لمدة موسم واحد، ثمّ انتقلت لفريق "الجيش" نتيجة التحاقي بالخدمة الإلزامية، وبعدها انضممت إلى نادي "القدس" الفلسطيني، وأثناء مشاركة نادي "الجماهير" في بطولة الأندية العربية تمّت استعارتي للعب معه.

مع الحكم الدولي وليد الحافظ

وبعدها عدت في نهاية المطاف إلى نادي "الفرات"، حيث أكملت مسيرتي الرياضية فيه لحين اعتزالي اللعب بشكل نهائي.

أما بالنسبة للمنتخب الوطني فتمّ دعوتي في عام 1979، وبقيت محافظاً على مركزي مدة عشر سنوات تقريباً، وشاركت معه في العديد من الدورات والبطولات أبرزها دورة المتوسط العاشرة في "اللاذقية" عام 1987، ودورة "فلسطين"، وبعض الدورات التي كانت تقام في الدول العربية والآسيوية».

وعن عمله في الميدان الرياضي بعد اعتزاله اللعب، قال: «اتبعت عدة دورات تدريبية بإشراف عدد من المدربين الكبار التي كان يقيمها اتحاد كرة اليد بشكل سنوي، وكلفت بتدريب بعض فرق الفئات بالنادي ومنتخبات المحافظة، وحققت الفرق التي دربتها نتائج جيدة في بعص المواسم، كما كنت أكلف بتدريب فريق الرجال في بعض الأحيان، وفي العمل الإداري تمّت تسميتي أكثر من مرة عضواً بإدارة نادي "الفرات" للإشراف على كرة اليد بالنادي، وحالياً نسعى لإعادة تنشيط اللعبة من جديد بعد توقفها طيلة فترة سنوات الحرب، علماً أنّنا شاركنا الموسم الماضي في مسابقة كأس الجمهورية، وحققنا نتائج جيدة قياساً على الوضع السائد الذي أثّر كثيراً في وضع اللعبة بشكل عام، ولدينا حالياً عدة فرق للقواعد تتدرب بشكل مستمر في مركز المدينة بإشراف عدد من اللاعبين القدامى في محاولة لإحياء اللعبة، وإعادة نشاطها من جديد».

الكابتن "وليد سويحة" المدرب المحترف بكرة اليد في "السويد" عنه يقول: «اللاعب "عبود شعيب" يعدّ من أبرز من لعب في مركزي الساعد والجناح الأيمن في "سورية" في كل المراحل التي شهدتها اللعبة، حيث تميّز بتسديداته الصاروخية التي كان يخشاها معظم حراس المرمى لشدة قوتها، إضافة إلى ذلك فهو لاعب متميز يتقن كلّ أنواع التسديد، سواء من الثبات أو مع القفز، وكذلك يجيد كل أنواع الخداع والتمويه، لاعب سريع وبارع وخاصة في الهجمات المرتدة، وباختصار هو لاعب شامل، ويستطيع تغيير نتيجة أي مباراة بسبب المهارات الكثيرة التي يمتلكها، وأذكر أنّه عندما قام نادي "النواعير" باستعارته لدعم صفوفه في بطولة الأندية العربية التي أقيمت عام 1986 بـ"دمشق"، قدم مستوى رائعاً في تلك البطولة وصنفه حينها كلُّ المدربين مع الجزائري "عبد الكريم حاميش" أحد نجوم اللعبة في قارة "إفريقيا" كأفضل لاعبي البطولة».

الحكم الدولي "وليد الحافظ" عنه يقول: «هو أحد عمالقة كرة اليد السورية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، وكان من أبرز ركائز منتخبنا الوطني، وكان يشكّل العمود الفقري للمنتخب الذي يعتمد عليه كثيراً خلال المباريات، ولذلك سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة متابعي كرة اليد السورية كونه كان له دور كبير في تحقيق الانتصارات سواء في ناديه أو أثناء تمثيله للمنتخب الوطني، يضاف إلى تميزه ونجوميته أنّه من أصحاب الأخلاق العالية والسيرة الحسنة، ويحظى بمحبة وتقدير جميع أبناء كرة اليد، ولديه من الخبرة التي اكتسبها من خلال مشواره الطويل في الملاعب الكثير، ويمكن الاستفادة من ذلك في مجال التدريب، ويجب أن يقوم اتحاد اللعبة بضمه إلى إحدى لجانه الرئيسة التابعة له تكريماً لما قدمه من جهد وتضحية في كرة اليد السورية».

يشار إلى أنّ الكابتن "عبود الشعيب" من مواليد "الرقة" 1960.