رغمَ ابتعادِه عن الملاعبِ بعضَ الوقتِ إلا أنّه بقيَ حاضراً في وجدانِ زملائِه الذين عاصروه ومحبي كرةِ القدمِ في ناديه نتيجةَ مستواهِ الفنيّ المتميز الذي قدمَهُ أثناءَ مبارياتِ فريقه وحُسنِ تعاملِهِ مع الجميع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 10 أيلول 2019، تواصلت مع الكابتن "خالد الفرا" ليحدثنا عن مسيرته الكروية الطويلة لاعباً ومدرباً فقال: «بدايةً تعلقي بلعبة كرة القدم كان من خلال اللعب مع أقراني في الحارة منذ أن كان عمري 9 سنوات، حيث انتسبت الى فريق "الزوراء" ولعبت معه بعض الوقت، ثم انتقلت بعد ذلك للعب مع فريق "العربي" بإشراف المدرب "فياض عويد" الذي كان يدرب بالوقت نفسه في نادي "الشباب" فانضممت لفرق النادي، وشاركت معهم في كثير من المباريات، ثمّ ترفعت إلى فريق الرجال في منتصف التسعينيات الذي كان وقتها يستعد لخوض التصفيات النهائية للصعود للدرجة الثانية، وقد نجحنا بذلك نتيجة استعدادنا الجيد والتزام اللاعبين حيث تصدرنا التجمع وترفعنا رسمياً للدرجة الثانية، وحرصاً منا على المحافظة على ما حققناه بدأنا الفترة التحضيرية لدوري الدرجة الثانية بشكل مبكر بقيادة المدرب القدير "نزار ياسين" الذي نجح بخلق توليفة رائعة من اللاعبين نجحت بتحقيق نتائج رائعة بالدوري حيث فزنا على فرق قوية كان لها تجارب سابقة في دوري الدرجة الأولى كفوزنا على نادي "أمية" ب 3 أهداف مقابل لا شيء، كما فزنا على نادي "شرطة حلب" المدعّم ببعض اللاعبين البارزين من مدينة "حلب"، وبهذه النتائج الإيجابية استطعنا أن نكسب جمهوراً كبيراً ساندنا بقوة في كلّ المباريات، وقد كسبنا من خلال مشاركتنا بدوري الدرجة الثانية خبرةً كبيرةً في التعامل مع الفرق القوية، وتابعنا بعدها تحقيق عدد من الانتصارات التي أهلتنا للمنافسة على مراكز الصدارة بالدوري».

قياساً بالمستوى الفني المتطور الذي قدمه الفريق خلال مباريات الدوري وسط ظروف صعبة من ضعف الإمكانيات وغياب الدعم المادي والمعنوي للعبة، أجزم أنّه لو توفرت بعض المستلزمات الضرورية التي نحتاجها كلاعبين لتمكن النادي من تحقيق قفزة نوعية بالصعود للدرجة الأولى، وهذا الأمر كان يحتاج من الجهات المعنية أن تسعى وتبذل كل جهدها من أجل تأمين الدعم المادي واحتياجات اللاعبين ومستلزماتهم، ولم يكن هذا الأمر صعباً، بل كان فقط يحتاج للهمة والرغبة الصادقة والتواصل مع بعض الجهات المعنية بالمحافظة

ويضيف بالقول: «قياساً بالمستوى الفني المتطور الذي قدمه الفريق خلال مباريات الدوري وسط ظروف صعبة من ضعف الإمكانيات وغياب الدعم المادي والمعنوي للعبة، أجزم أنّه لو توفرت بعض المستلزمات الضرورية التي نحتاجها كلاعبين لتمكن النادي من تحقيق قفزة نوعية بالصعود للدرجة الأولى، وهذا الأمر كان يحتاج من الجهات المعنية أن تسعى وتبذل كل جهدها من أجل تأمين الدعم المادي واحتياجات اللاعبين ومستلزماتهم، ولم يكن هذا الأمر صعباً، بل كان فقط يحتاج للهمة والرغبة الصادقة والتواصل مع بعض الجهات المعنية بالمحافظة».

مع فريق نادي الشباب للصالات

وعن عودته للعمل في ميدان اللعبة كمدرب، وقياة الفريق بدوري الصالات يقول: «ابتعدت عن اللعب بوقت مبكر نتيجة بعض الظروف وطالت مدة البعد نتيجة الأجواء التي مرت على محافظة "الرقة" التي أدت الى توقف النشاط الرياضي عدة سنوات خلال الفترة الماضية، لكن بعد استقرارنا في مدينة "حماة" تشجعنا للعودة إلى العمل من جديد وذلك بعد أن أبدى بعض أبناء النادي من اللاعبين الشباب رغبتهم بممارسة اللعبة، والمشاركة في نشاطات الدوري فتمّ تشكيل فريق من اللاعبين الموجودين في مدينة "حماة"، وبدأنا الاستعداد بالتدريب تمهيداً للمشاركة بدوري الدرجة الثانية للصالات، ورغم قصر الفترة التحضيرية أبدى اللاعبون التزاماً كبيراً وحماساً واضحاً ونجحنا بتصدر المرحلة الأولى، وتأهلنا للدور النهائي ورغم ضعف الإمكانيات استطعنا التغلب على كل الصعوبات نتيجة الانسجام بين عناصر الفريق والكادر الإداري والتدريبي، واستطعنا تحقيق نتائج رائعة عندما تمكنا من احتلال المركز الثالث، وصعدنا للدرجة الأولى وبذلك حققنا إنجازاً غير مسبوق في تاريخ كرة "الرقة" كأوّل نادٍ يصعد للدرجة الأولى، ويجب أن أشير إلى أنّ ما تمّ إنجازه كان نتيجة المتابعة من قبل اللجنة التنفيذية في "الرقة" وبعض المحبين من أبناء النادي الذين وقفوا إلى جانبنا، كما كان للإعلام دوراً كبيراً في تحفيز اللاعبين وشحنهم أثناء المباريات المهمة».

المعلق الرياضي "عمر عيسى" عنه يقول: «من خلال معاصرتي له كان لاعباً كبيراً يتمتع بذكاءٍ خارقٍ داخل وخارج الملعب، وكان محبوباً من جميع المدربين الذين أشرفوا على تدريبه، حيث كان يشكّل لهم ورقةً رابحةً يمكن الاعتماد عليها كثيراً في المباريات، كونه يمتلك الكثير من الإمكانيات الفنية التي تؤهله ليكون أحد نجوم اللعبة لو توفرت له الأجواء المناسبة، واللعب مع أندية تفوق مستوى أندية "الرقة" التي كانت تشكو كثيراً من وجود بعض المنغصات التي كانت تعوق تطور مستوى اللاعبين بشكل جيد رغم توفر الموهبة، وقد أكد علوَّ كعبه في ميدان اللعبة، عندما قاد فريق نادي "الشباب" للصالات، وحقق معه إنجازاً ثميناً وغير مسبوق عندما تأهل للدرجة الأولى بعد التفوق على أندية كثيرة».

المعلق الرياضي عمر عيسى

يشار إلى الكابتن "خالد الفرا" من مواليد "الرقة" عام 1977.