منذ نعومة أظفاره أحب مقارعة الحديد فاختار رياضة الأرقام، واستطاع خلال فترة قصيرة التفوق فيها، وتحطيم الأرقام القياسية، انه بطل الأثقال "ثامر المحمد" الذي التقيناه بتاريخ 5/2/2012 ليتحدث إلى موقع eraqqa عن مسيرته الرياضة قائلا:

«بداية ممارستي للرياضة بشكل عام، ولعبة رفع الأثقال تحديداً كانت في عام 1987 حيث رافقت خالي مدرب رفع الأثقال المرحوم "حسين الصالح" إلى مدينة "اللاذقية"، وذهبنا وقتها لمتابعة بطولة رفع الأثقال، وقد شدني أداء اللاعبين، وعضلاتهم المفتولة، وقدرتهم على رفع الأوزان، وتحطيم الأرقام وتأثرت كثيراً أثناء صعود الأبطال على منصات التتويج واستلام الميداليات، ورفع العلم، وعزف النشيد كل هذه الأسباب مجتمعة دفعتني للتوجه إلى ممارسة اللعبة حيث كانت أحلم بتلك اللحظات الجميلة، وبعد عودتي للرقة توجهت فوراً لنادي اللياقة البدنية، وبدأت بممارسة التدريب تحت إشراف المدرب "حسين الصالح" الذي استطاع خلال فترة قصيرة تطوير مستواي نتيجة التزامي بالتدريب، ورغبتي في التفوق حيث أشركني في أول بطولة للناشئين في عام 1988، وأحرزت المركز الخامس بعدها غبت عن بطولات الجمهورية لمدة عام كامل عمل خلالها مدربي على تجهيزي وتحضيري بشكل جيد، وفي عام 1990، وأثناء الدعوة لانتقاء المنتخب الوطني للمشاركة في البطولة العربية لفئة الشباب التي جرت في "السعودية" نجحت في إحراز المركز الأول في وزن 82 كغ على مستوى أبطال القطر، وشاركت في البطولة المذكورة، وأحرزت المركز الثاني متفوقاً على عدد من الأبطال العرب حيث كنت الأصغر بينهم، وسجلت عدة أرقام عربية في هذا الوزن، وفي نفس العام شاركت في دورة المتوسط الثانية عشرة التي جرت في "فرنسا" لكن حدثت بعض الأخطاء أثناء الإحماء التي تسبب بها مدربي حيث أثرت على جهوزيتي فلم أستطيع إحراز أي مركز، وقد ترك ذلك أثراً سيئاً في نفسي، وفي عام 1992، وأثناء استضافة "سورية" للدورة العربية الثانية عشرة في "دمشق" كان التحدي كبيراً نتيجة مشاركة عدد كبير من الأبطال العرب، لكن نجحت بإحراز الميدالية الذهبية الوحيدة لسورية في رفع الأثقال، وقد كانت لحظات لا تنسى حيث كانت الصالة ممتلئة بالجمهور الذي حبس أنفاسه كثيراً عندما كنت أستعد لرفع الأوزان، وبعد اعتلاء منصة التتويج حلت الفرحة في جميع أرجاء الصالة، وكان لحضور والدتي الأثر الكبير في تتويجي حيث أطلقت الزغاريد داخل الصالة، وحملني زملائي الأبطال على الأكتاف، وطافوا بي داخل الصالة، وهذه اللحظات لا يمكن أن أنساها خاصة بعدما رأيت الفرحة ترتسم على وجوه زملائي، ومدربي، وكافة المسؤولين الرياضيين الذين كانوا متواجدين في الصالة أثناء البطولة».

بعد هذا التتويج أصبحت مهمتي غاية في الصعوبة لان المحافظة على القمة أصعب من الحصول عليها، لذلك كان علي الاستعداد المستمر، والتدريب المكثف من أجل مواصلة مرحلة التفوق، ومنذ عام 1993، وحتى عام 1998 شاركت في كافة البطولات العربية، والآسيوية، وحصلت على العديد من الميداليات الذهبية، وحطمت الكثير من الأرقام المحلية، والعربية

ويتابع البطل "ثامر" حديثه قائلاً: «بعد هذا التتويج أصبحت مهمتي غاية في الصعوبة لان المحافظة على القمة أصعب من الحصول عليها، لذلك كان علي الاستعداد المستمر، والتدريب المكثف من أجل مواصلة مرحلة التفوق، ومنذ عام 1993، وحتى عام 1998 شاركت في كافة البطولات العربية، والآسيوية، وحصلت على العديد من الميداليات الذهبية، وحطمت الكثير من الأرقام المحلية، والعربية».

البطل ثامر اثناء استقباله من قبل محافظ الرقة

وعن سبب ابتعاده عن رفع الأثقال يقول: «إن ذلك كان في عام 1999، وأثناء البطولة العربية لرفع الأثقال التي جرت في "الأردن" وقعت ضحية تواطؤ بين مدربي، وبعض مدربين إحدى الدول الخليجية حيث كنت مرشحاً للفوز بالميدالية الذهبية لوزن 94 كغ، وكنت مستعداً، لذلك أثناء بدء موعد مسابقة الوزن لم أجد اسمي ضمن اللاعبين المشاركين في هذا الوزن حيث برر مدربي أن اسمي سقط سهواً لذلك تم تغيبي عن المشاركة، وبعد عودتنا إلى سورية شكل الاتحاد الرياضي العام لجنة تحقيق حول هذا الأمر، حيث تم حل اتحاد رفع الأثقال نتيجة هذا التلاعب الذي أبعدني وحرمني من إحراز ميدالية ذهبية لسورية لكن وقتها قام رئيس الاتحاد الرياضي العام بتكريمي لتعويضي عما تعرضت له من ظلم واضح، وقد تركت هذا الحادثة آثاراً سيئة في نفسي، وبعدها عمدت إلى الابتعاد عن أجواء هذه اللعبة نتيجة ما حصل رغم إنني كنت قادرا على العطاء لعدة سنوات أخرى».

ويضيف البطل "ثامر": «إن غيابي استمر لعدة سنوات حتى عام 2010 عندما تمت دعوتي من قبل السيد "حسام دعدوع" عضو فرع الاتحاد الرياضي بالرقة حيث طلب مني العمل كمدرب لهذه اللعبة بالمحافظة بعد أن غابت اللعبة عن المشاركة في بطولات الجمهورية لعدة سنوات، وقد شجعني على العودة وجود عدد من الأبطال الذين يمتلكون قدرات كبيرة، وهم مؤهلين، وقادرين على التفوق، ومنهم البطل "عبيدة الجاسم" الذي يذكرني ببدايتي الرياضية، وخلال فترة قصيرة، وبالتعاون مع مديرية المنشآت الرياضية، وفرع الاتحاد الرياضي اللذين قدما بعض مستلزمات اللعبة من صالة تتوافر فيها جميع مقومات اللعبة، وشراء بعض الأجهزة الضرورية للتدريب حيث باشرنا في إعداد، وتحضير فريق من اللاعبين الشباب الذين يمتلكون الإمكانيات الجيدة، واستطعنا إحراز مراكز جيدة في بطولات الجمهورية، وقدمنا بعض الأبطال الجدد القادرين على إعادة ألق رياضة الأثقال إلى سابق عهدها، ومنهم الأبطال "عبد اللطيف حميدي"، "أحمد الحميدي"، كما عملت بنفس الوقت على تشكيل فريق أنثوي لأول مرة في تاريخ محافظة "الرقة" حيث نجحن بعد فترة قصيرة من التدريب من إحراز مراكز جيدة في بطولات الجمهورية، ومنهن البطلات "مريم الجدوع"، "ريم شاهين"، "حنان المحمد"، "زهدية العمر"».

اثناء عودته من احدى البطولات

وعن وضع رياضة الأثقال في المحافظة يقول: «إنها تحتاج إلى كثير من المقومات حتى تعود إلى إحراز النتائج، والاهم هو الاهتمام باللاعبين الشباب، وتأمين لهم مستلزماتهم من الأدوات، والتجهيزات، وتأمين فرص العمل لهم للاستمرار بالتدريب، وعدم ترك اللعبة، والابتعاد عنها خاصة أن اللاعب يحتاج إلى كميات كبيرة من الغذاء، إضافة إلى ضرورة تأمين الفيتامين لتعويض اللاعب عما فقدة بالتدريب حتى يستطيع الاستمرار في تطوير مستواه، وتحسين أرقامه، أما عن الأثقال السورية فهي برأيه في تراجع مستمر نتيجة غياب المشاركات الخارجية، وعدم توافر الحافز المادي، وابتعاد الأبطال عن متابعة التدريب نتيجة ظروفهم المعيشية».

* ما الدول التي زرتها؟

** "العراق، الجزائر، السعودية، لبنان، الأردن، الكويت، اليابان، الصين، تايلند، الفليبين، بلغاريا، روسيا، فرنسا، ايطاليا، ألمانيا.

حسام دعدوع عضو فرع رياضة الرقة

* من صاحب الفضل عليك؟

** بالدرجة الأولى مدربي المرحوم "حسين الصالح" الذي كان له الفضل الكبير في إحرازي للكثير من الميداليات الذهبية، إضافة إلى والدتي التي كانت تتابع جميع أموري أثناء التدريب، وتحرص على تأمين كافة الأجواء المناسبة، ولا أنسى تضحيات والدي الذي يعمل في الصيد من أجل تأمين كافة متطلباتي، ومصروفي.

  • صداقات تعتز بها من زملائك؟
  • ** مثلي الأعلى كان البطل، والمدرب "حسنين الشيخ"، والبطل الروسي "الكسييف".

  • ماذا استفدت من الرياضة بشكل عام؟
  • ** كسبت صداقات كثيرة داخل، وخارج القطر، وتعرفت على عادات، وتقاليد الكثير من الدول، وخاصة التي سافرت إليها، ومكثت فيها فترة من الوقت، ولي فيها ذكريات جميلة، وأحن لها بشكل دائم.

    وعن البطل "ثامر" تحدث السيد "حسام دعدوع "عضو فرع رياضة "الرقة" قائلاً: «لقد سيطر البطل "ثامر" خلال فترة التسعينيات على عرش الأثقال السورية، وحصل على عدد كبير من الميداليات، وحطم أرقاماً قياسية محلية، وعربية في وزنه، لكن رياضة الأثقال السورية خسرته، وهو في عز عطائه، وكان من الممكن أن يستمر عدة سنوات في العطاء، وحصد الألقاب ونظراً لخبرته الواسعة في مجال لعبته قمنا بإقناعه بالعودة لها في مجال التدريب كي نستفيد من المخزون التدريبي الكبير الذي اكتسبه خلال فترة طويلة من الانجازات، ولأنه يحب لعبته عاد فوراً إلى ميدانها حيث يقوم حالياً بتدريب عدد من المواهب الواعدة التي ينتظرها مستقبل باهر فيما استمرت وتأمن لها المستلزمات الضرورية التي تحتاجها».

    كما تحدث البطل "عبيد الجاسم" الذي يتدرب على يد البطل "ثامر المحمد" قائلاً: «منذ أن تولى الإشراف على تدريب عدد من أبطال المحافظة بدأت اللعبة تعود إلى عافيتها بعد غياب طويل عن المشاركات في بطولات الجمهورية، ويمكن القول إننا اكتسبنا العديد من المهارات، وكيفية التحضير للبطولات، وتسجيل أرقام جديدة إضافة إلى ذلك حرصه على تطوير مستوى أبطال المحافظة من خلال متابعة كافة أمورهم، وتسهيل كافة العقبات التي تواجههم، وتأمين الحوافز، والمكافآت للاعبين أثناء إحرازهم المراكز الجيدة في بطولات الجمهورية».

    بقي أن نشير إلى البطل "ثامر المحمد" هو من مواليد عام/1973/، وطوله / 179/ سم، ووزنه / 90كغ / ويعمل حالياً في فوج إطفاء "الرقة".