«دخل عالم كرة اليد في سن مبكرة جداً، في الخامسة من عمره، خاصةً أن والده كان يزاول هذه الرياضة العريقة والوحيدة التي كانت تُمارس حينذاك في مدينته "الرقَّة"، الغافية على سرير نهر الفرات، حالمةً بالغد المشرق.

في تلك البلدة العاشقة ترعرع وبدأ أولى خطواته، وأخذ الحلم يكبر، والطفل الصغير يمضي مزاولاً لعبته المحببة إلى قلبه، ومعه والده، يداً بيد، وخطوة بخطوة.. ومن هنا كانت نقطة الانطلاق في هذا العالم الرحب، وبدأ مشوار التفوّق ودخوله ملعب كرة اليد ليكون هو البداية، والذي ارتبط اسمه به منذ نعومة أظفاره، وتعلّقه بهذه الرياضة التي أحبها، وأثمرت النتائج. كان الحصاد فيها وفيراً، وبصورةٍ خاصة، عند أول دعوة تلقاها للانضمام إلى المنتخب الوطني للناشئين، وكانت هذه الدعوة بمثابة "الفتح المبين" وبداية لمشوار طويل.

لا يوجد أي سرّ كان، وإنما اعتبرت هذه النقلة سراً بسبب صغر السن، فانّه كما ذكرت نتيجة المتابعة المستمرة، وفعالية التمرين الذي أوليه أهمية قصوى.. وأستطيع أن أقول إنَّ ذلك هو السرّ الذي من خلاله استطعتُ أن أصل وألعب في صفوف المنتخب الوطني للرجال، وهذا ليس غريباً ما دام الولاء والعزيمة موجودين، وكذلك الإخلاص للعبة، وهي المعشوقة الوحيدة بالنسبة لي التي أجلها وأوليها كل وقتي

اللاعب "هشام شويخ"، ابن السادسة والعشرين ربيعاً، اللاعب العربي السوري المحترف الذي لمع نجمه في بطولة شباب العرب بكرة اليد التي أقيمت في صيف العام /2000/ في دمشق، ناهيك عن أنه لعب لموسم واحد في صفوف نادي "الاتحاد" القطري.. حيث لفت الأنظار بنجوميته المعهودة، وتسديداته الصاروخية الخاطفة، والخارقة، وجسمه الصلب المتين، وتمتعه بلياقة بدنية عالية، وارتقاء قلَّ مثيله، رُغم صغر سنه، وسيطرة تامة على الكرة، ومهارات فردية رائعة يوظفها لمصلحة الفريق في الأوقات الحرجة.

صاحب الفضل الكبير المدرب عبدالله الجاسم

سريع الحركة، تراه لا يهدأ في الملعب.. بالإضافة إلى تحركاته المثمرة داخل الملعب وتوزيعه الكرات بشكلٍ متقن ومدروس. هادئ، خلوق، كان نجماً ولا يزال من أفضل نجوم منتخب "سورية" الوطني بكرة اليد، وممن شغلوا مركز"الموزع"».

هذا ما ذكره المدرب المحترف "عبد الله الجاسم" لموقع eRaqqa بتاريخ (4/1/2012) في اتصال هاتفي أجريناه معه، حيث إقامته في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يشرف حالياً على تدريب فريق نادي "الجيش" القطري، وسبق أن درّب اللاعب "هشام شويخ" لأكثر من موسم، وهو من المدربين الذين ساهموا في بروزه وتفوقه.

مع والده اللاعب والمدرب هشام شويخ

وفي لقاء لموقعنا مع اللاعب "هشام شويخ" قال: «عشقت لعبة كرة اليد منذ الصغر وعمري حينذاك لم يتعدَّ خمس سنوات.. في تلك الأثناء كان والدي يُمارس لعبة كرة اليد، وهي اللعبة الوحيدة التي كانت تزاول في مدينة "الرقَّة" التي أعيشُ فيها.. أحببتها ودخلت قلبي دون استئذان، وبدأتُ أمارسها بشوق كبير مع بعض أبناء جيلي من الأطفال الصغار.. وكانت انطلاقتي الأولى بدخولي البطولات المدرسية وأنا في الصف الرابع الابتدائي.. وتدرجت بعد ذلك من جو المدرسة، وبطولاتها لحين انضمامي لنادي "الشباب"، وهو أحد أهم معاقل لعبة كرة اليد في "سورية"، حيث يضمُّ نجوماً مُثلوا في المنتخب الوطني، ومنهم "عبد الصالح"، "عبد الله الجاسم"، "محمود عبد الكريم"، "عدنان رجب" وغيرهم. وكان انضمامي لنادي "الشباب" الخطوة الأولى التي تعرّفت فيها إلى مجموعة لا بأس بها من اللاعبين.. ولعبت أثناءها مع مجموعة فريق الأشبال، فالناشئين ومن ثم الشباب، وآخرها في الفريق الأول، ومن هنا كانت بداية إثبات الوجود، وهذا بالطبع بفضل واهتمام ومتابعة والدي "خالد شويخ" الذي تعلّمت منه أشياء كثيرة في عالم هذه الرياضة، واستمريت إلى أن لعبت أخيراً في صفوف المنتخب الأول».

  • نعلم أنك كنت أصغر لاعب كرة يد في صفوف المنتخب الوطني السوري، كيف استطعت أن تصل إلى هذا المستوى الفني من النجومية؟ ومن صاحب الفضل في الوصول بك إلى الفريق الأول، رغم وجود أعداد كثيرة من اللاعبين المخضرمين؟
  • مراسل الرقة في حديث مع اللاعب هشام شويخ

    ** انضمامي للمنتخب الأول، وبصراحة، دعونا نقولها، لم يكن صدفة أو ضربة حظ، وإنما كان نتيجة جهد ومتابعة حثيثة للتدريبات التي أتبعها يومياً، وبشكل مكثّف من قبل مدربي، والدي، الذي هو الآخر يُعدُّ من أبرز لاعبي نادي "الشباب" سابقاً، والذي يشرف على تدريبي باستمرار، ونقف في كل يوم تدريب عند كل صغيرة وكبيرة لتلافيها وتجاوز الأخطاء للاستفادة منها في التمرين المقبل، وهذه المتابعة لم تتوقف عند التمارين بل تجاوزتها إلى اللقاءات الودية والرسمية التي يخوضها فريق النادي الذي كان والدي يشرف على تدريب عناصره، وتفوقي هذا بفضل الله عز وجل، وأشكر بدوري جميع المدربين المحليين والدوليين الذين تابعت معهم هذا المشوار.

    وعن سرّ هذه النقلة السريعة من نادي "الشباب" الذي يلعب في صفوفه، إلى رجال المنتخب الوطني، قال:

    «لا يوجد أي سرّ كان، وإنما اعتبرت هذه النقلة سراً بسبب صغر السن، فانّه كما ذكرت نتيجة المتابعة المستمرة، وفعالية التمرين الذي أوليه أهمية قصوى.. وأستطيع أن أقول إنَّ ذلك هو السرّ الذي من خلاله استطعتُ أن أصل وألعب في صفوف المنتخب الوطني للرجال، وهذا ليس غريباً ما دام الولاء والعزيمة موجودين، وكذلك الإخلاص للعبة، وهي المعشوقة الوحيدة بالنسبة لي التي أجلها وأوليها كل وقتي».

    وعن قصة احترافه المبكر في نادي "الاتحاد" القطري؟ وكيف يرى مستوى كرة اليد القطرية، أضاف: «لم تكن قصة بالمعنى المجازي، وإنما كانت واقعة حقيقية، وللأسف لم تكتمل.

    فالعرض الذي تلقيته من نادي "الاتحاد" القطري، ولموسم رياضي واحد، إلاّ أنَّ الجهاز الفنّي في نادي "الاتحاد" وبعد أن شاهد أدائي على أرض الواقع، وتعرّف عليّ، وكوّن صورةً متكاملة عن إمكاناتي ومهاراتي، أصرَّ على أن أوقّع العقد لموسمين فلعبت مع الفريق لموسم واحد، وبسبب ظروف خاصة لم أتمكن من متابعة الموسم الجديد مع النادي بالإضافة إلى أنَّ إدارة النادي التي كانت قائمة حينذاك تقدمت باستقالتها، وهذا ما اضطرني إلى إنهاء عقدي».

    وعن مستوى كرة اليد القطرية، آنذاك، أكد اللاعب "هشام شويخ": «مستوى كرة اليد القطرية جيد، وخاصة في أندية "السد" و"الريان" و"قطر"، وقد لاحظت أنَّ نادي "الاتحاد" القطري يملك لاعبين جيدين أمثال "بدر العبد الله"، وحارس المرمى "جمال"، ومشكلتهم الوحيدة ندرة التزامهم بالتدريب في الوقت الذي تُعد فيه إطاعة المدرب والالتزام بالتدريب من أهم عوامل النجاح الأكيد لهذه اللعبة، وغيرها، ودونها لا يمكن أن نخلق رياضة متطوّرة ومتقدمة، خاصة أن كرة اليد "القطرية" تتوافر فيها جميع اللوازم الضرورية، وأوّلها الملاعب، والصالات المغلقة المتميّزة، وهذا بالتأكيد سيخلق- بالتالي- لدى اللاعب إقبالاً شديداً، ونجاحاً وتفوقاً في هذه اللعبة التي لها نجومها، وما أكثرهم في "قطر"».

  • أول مباراة لعبتها للمنتخب؟
  • ** أول مباراة لعبتها مع المنتخب "السوري" ضد المنتخب "المصري".

    * أجمل هدف سجلته؟

    ** في مرمى المنتخب "الكويتي".

    * أجمل مباراة لعبتها؟

    ** في بطولة "سينغولي" التي جمعت بين منتخبي "سورية" و"البرتغال" و"سورية" مع منتخب "الإمارات العربية" في بطولة غرب آسيا.

  • ما الشروط الواجب توافرها في لاعب كرة اليد الناجح؟
  • ** هناك مجموعة شروط وعوامل يجب أن يتصف بها لاعب كرة اليد الناجح، أهمّها: الشجاعة، بالإضافة إلى المواظبة على التمارين، وتجاوزه الأخطاء الفنية من خلال التدريب المكثّف، ومحاولته إيجاد صور جديدة غير مألوفة، ناهيك عن تأمين الراحة النفسية والجسدية للاعب.

  • لاعب عالمي تُحب مقابلته؟
  • ** حارس مرمى منتخب "روسيا".

  • أصعب خصم قابلته في الملاعب؟
  • ** لا أجد صعوبةً في مقابلة أحد، خاصة إذا كان فريقي على أتم استعداد.

    *أفضل لقب أطلق عليك؟

    ** حد السيف.

  • لاعب فقدته الملاعب السورية والعربية؟
  • ** اللاعب الذي فقدته الملاعب السورية هو اللاعب "أيمن سفّان"، أما اللاعب الذي فقدته الملاعب العربية فهو المصري "أحمد العطّار".

    * أقرب لاعب إلى قلبك؟

    ** لاعب منتخب "سورية"، ونادي "الشباب" "الرقّاوي" "فراس الأحمد".

    * بلد تتمنى زيارته؟

    ** زيارة "ايطاليا" مرةً أخرى.

    * بلدان زرتها؟

    ** "ايطاليا"، "مصر"، "قطر"، "الأردن"، "الكويت"، "لبنان".

    * رقم تتفاءل به؟

    ** الرقم /5/.

    * أمنية تحققت؟

    ** حصولي على شهادة الدراسة الثانوية، وخوضي تجربة الاحتراف المبكر.

    * أفضل منتخب خليجي؟

    ** المنتخب "السعودي"، و"القطري".

  • أفضل نادي خليجي بكرة اليد؟
  • ** نادي "السد" القطري.

    * مدينة تحب زيارتها؟

    ** "مكة"، و"المدينة المنورة".

  • كيف ترى مستوى كرة اليد "السورية"؟ وما نظرتك لمستقبلها؟
  • ** كرة اليد "السورية" تبشر بالخير، خاصةً أنَّ هناك خامات واعدة بانتظار منحها الفرصة للبروز والتفوّق.

    بقي أن نشير إلى أنَّ اللاعب "هشام شويخ" من مواليد/1983/ وطوله /185/ سم، ووزنه /71/ كغ، يلعب في مركز "موزّع"، عازب. ومثل القطر في العديد من المباريات الدولية والقارية، ويلعب حالياً في صفوف نادي "الجيش السوري".