عند الكتف الأيسر لبحيرة الأسد، يقع "تل حلاوة" الأثري، الذي يبعد عن مدينة "الرقة" نحو 90كم، حيث كشفت البعثات الأثرية قاعة لمعبد قديم، إضافة إلى غرف ومستودعات للحبوب ومواقد طبخ وأفران خبز، تعود بمجملها إلى الألف الثاني قبل الميلاد.‏‏

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 آب 2014، الآثاري "عقبة معن" الذي تحدث عن "تل حلاوة" بالقول: «على مقربة من القرية التي سميت باسمه، كشفت الحفريات الأثرية في "تل حلاوة" عن مبانٍ ومكتشفات عديدة، منها قاعة لمعبد قديم إضافة إلى غرف ومستودعات للحبوب ومساكن، ومواقد طبخ وأفران خبز تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، فقد كان الموقع محاطاً بسور يرتفع إلى خمسة أمتار، وفي الجهة الشمالية الشرقية اكتشفت مقابر محفورة ضمن الصخور متوضعة عند أقدام السور الأثري بأسلوب مميز، وآثار تدل على حضارة عريقة قامت في هذا الموقع من "سورية"».

يتألف الموقع من قسمين يفصل بينهما وادٍ عريض، حيث يضم القسم الأول بقايا سور المدينة مع بعض البوابات الضخمة التي تؤدي إلى شوارع وطرقات داخل المدينة، أما القسم الثاني فيضم واجهة مبنية من الآجر ويمتد طولها حوالي 30 متراً، ومطلية بمادة الكلس الأبيض وهي ذات انحناءات هندسية، وأسلوب الطلاء فيها يشبه أسلوب مدينة ماري

ويضيف: «بدأت أعمال التنقيب بهذا الموقع منذ عام 1970، حيث كشفت بعثة وطنية خلال أعمالها التنقيبية عن كنيسة من العهد البيزنطي تعود إلى عام 470م؛ كان أجمل ما فيها لوحة فسيفساء تغطي أرضية الكنيسة منها لوحة الغزال الشارد ولوحة النمر المرقط، وفي عام 1972 استطاعت البعثة الأثرية البلجيكية الكشف عن أحد الشوارع المعمدة بعد عمليات السبر التي قامت بها، حيث تبين أن الموقع يعود إلى عصر البرونز المبكر 3000 ق.م، وعصر سلالة أور الثالثة 2100 ق.م، أما الحفريات الأثرية فقد كشفت عن وجود قاعة لمعبد قديم إضافة لغرف ومستودعات للحبوب ومواقد طبخ وأفران خبز تعود بمجملها إلى الألف الثاني قبل الميلاد».

الآثاري عقبة معن

ويتابع: «يتألف الموقع من قسمين يفصل بينهما وادٍ عريض، حيث يضم القسم الأول بقايا سور المدينة مع بعض البوابات الضخمة التي تؤدي إلى شوارع وطرقات داخل المدينة، أما القسم الثاني فيضم واجهة مبنية من الآجر ويمتد طولها حوالي 30 متراً، ومطلية بمادة الكلس الأبيض وهي ذات انحناءات هندسية، وأسلوب الطلاء فيها يشبه أسلوب مدينة ماري».

ويشير الآثاري "مقداد شعيب" بالقول: «يحوي الموقع آلاف القطع الأثرية المتنوعة، التي تمثل أوجهاً مختلفة للنشاطات الحضارية تتمثل بالدبابيس والأسلحة البرونزية وأشكال لحيوانات مختلفة، يغلب عليها من حيث الكم تماثيل الجاموس والحصان، ونماذج مختلفة لأكواب وأوان فخارية تتميز برشاقة الأشكال ونعومة الصنعة، إضافة إلى جرار فخارية بأشكال فنية رائعة موقعة باسم صانعيها، وكذلك مباخر ونماذج البيوت "ماكيت" الذي كان يمثل مخطط البيت أو القصر أو المعبد المراد تشييده، وموقعاً أيضاً باسم واضع المخطط أي المهندس».

بعض اللقى الأثرية في الموقع

ويضيف: «كما وجدت بالموقع مجموعة من التمائم تغطي تقريباً جميع ما عرف من أشكال التمائم التي استعملت في حوض الفرات، وكذلك المذابح الأنيقة المصنوعة من حجر "الاباسة"، وطبعات الأختام، ومجموعات كبيرة من الخرز المتنوعة الأشكال التي يصنعون منها العقود والحلي التي يتقدمون بها لمعبد الربة "عشتار" آلهة الصحة والعافية والخصب والخير، كما تم العثور على رسومات جدارية مزينة بألوان زاهية وجميلة».

وختم بالقول: «وفي موقع "حويجة حلاوة" تم العثور على لوحة فسيفسائية كبيرة مستطيلة الشكل يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي، وعمليات التنقيب في الموقع كشفت عن مساحة 58 متراً مربعاً من اللوحة، كما أن اللوحة عبارة عن حصيرة مكونة من أشكال هندسية متنوعة من المثلثات والمربعات متداخلة بشكل فسيفسائي ومنفذة بالفصوص ذات الألوان الأبيض والأسود والأحمر».