«تابعت البعثة الأثرية الهولندية أعمالها التنقيبية في موقع "تل الصبي الأبيض"، وذلك في المربعات التي عملت فيها موسم عام /2008/، إضافة إلى فتح مربعين جدد في الجهة الشمالية الشرقية، وتم الكشف عن جدران بعض الغرف الصغيرة المبينة من اللبن، وهي ترجع إلى عصر "النيوليتيك" /6100/ ـ /6000/ قبل الميلاد، حيث لوحظ تداخل الغرف الدائرية الشكل مع الغرف المستطيلة والمربعة، إضافة إلى وجود تنانير وجد بداخلها العديد من القبور التي تحتوي على هياكل عظمية بشرية متوضعة بطرق عشوائية، وهذا دليل على أن الموقع قد تعرض للخراب سابقاً».

هذا ما ذكره السيد "نورس المحمد"، ممثل المديرية العامة للآثار والمتاحف في "الرقة"، وهو يتحدث لموقع eRaqqa بتاريخ (25/5/2009)، عن اللقى الأثرية والأواني الفخارية التي تم العثور عليها في موقع "تل الصبي الأبيض" في موسم التنقيب الأثري للعام الحالي /2009/.

يقع هذا التل شمال شرق "تل حمام"، ويبعد عن مدينة "الرقة" حوالي /70/ كم شمالاً، وقد مر بمرحلتين مختلفتين ومتباعدتين، الأولى يعود تاريخها إلى فترة الألفين السادس والخامس قبل الميلاد، والثانية يعود تاريخها إلى بداية النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد، ويقع هذا التل وسط سهول زراعية تمتد على جانبي نهر "البليخ"، وترتفع قمته عن الأراضي المحيطة حوالي /15/ م تقريباً، وعلى الجزء الشمالي من التل توجد مقبرة حديثة، يقال إن الأهالي قبل مئة عام من الآن كانوا عند المساء يشاهدون صبياً يرتدي لباساً أبيض يقوم من بين القبور ثم يختفي، ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم، وفي رواية أخرى يذكر بعض الأهالي أن ابن الشيخ "عبد القادر الجيلاني" مدفون في رأس هذا التل. ومنذ عام /1985/ تقوم بعثة هولندية بالتنقيب الأثري المنهجي في هذا التل، وتؤكد الاكتشافات الأثرية في الموقع المذكور أن وجود حجر "الأوبسيديان" في مناطق حوض "البليخ" و"الفرات" يؤكد على الوحدة الحضارية لمنطقة بلاد الشام، حيث يُعتقد أن سكان شمال "الرقة" في الألف السادس والخامس قبل الميلاد كانوا يستوردون هذه الحجارة البراقة والتي يميل لونها للسواد من بلاد الأناضول، وتستخدم كرؤوس حراب وسكاكين وبعض الاستخدامات الأخرى، وقد ساهم الباحث الآثاري الإنكليزي السير "مالوان"، الذي كان ينقب في أعالي "البليخ" في ثلاثينيات القرن العشرين، في الكشف عن هذه الحجارة التي ارتبطت باسمه إلى ما شاء الله

وعن أهم المكتشفات الأثرية في الموقع، يضيف "المحمد" قائلاً: «تعمل البعثة الأثرية الهولندية في موقعي "الصبي الأبيض" و"زالبا" منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين، ويرأس أعمالها حالياً البروفيسور "بيتر أكريمانز"، وخلال موسم التنقيب الحالي /2009/، عثرت البعثة على بعض أنواع من الحلي النسائية، والأدوات والأواني الفخارية، وكسر حجرية تشبه حجر الرحى، وبعض الصحون الحجرية، وأجزاء من أحجار "الأوبسيديان" الصوانية، التي تشتهر بها مناطق شمال "الرقة" ومنطقة "الأناضول" في تركيا.

من أعمال البعثة الأثرية في الموقع

وتركزت التنقيبات في الجزء الشمالي الغربي من التل المؤرخ حوالي /6900/ ـ /6100/ قبل الميلاد، وكشفت التنقيبات عن وجود سويات استيطان تعود إلى /5900/ ـ /5800/ قبل الميلاد (فترة "حلف" المبكر)، وكانت المساحة التي أجريت فيها عمليات التنقيب تزيد عن /950/ م2، وتم الكشف في المربعات السابقة عن استمرارية الغرف المربعة الشكل، وتم العثور على بعض الكسر الفخارية في الزاوية الجنوبية الغربية من الغرف الرئيسية، وعُثر أيضاً على مجموعة أبنية مماثلة في الجهة الشرقية، ويتم الدخول إلى هذه المربعات من خلال بوابات صغيرة جداً بأبعاد /40 × 40/ سم، وكشفت التنقيبات عن وجود أكثر من /15/ قبراً عائداً للفترة الحجرية الحديثة "النيوليت"، مؤرخ حوالي /6100/ قبل الميلاد، وهي تقع في الجهة الشرقية من المربعات السابقة بمساحة /200/ م2.

وللقبور "النيوليتية" أهمية كبيرة في تاريخ سورية بشكل خاص وتاريخ المنطقة بشكل عام، ويحاول الاختصاصيون بالعظام في البعثة دراسة أسباب وفاة سكان عصر "النيوليتيك"، ومحاولة استكشاف عمر وجنس تلك الهياكل من خلال المقابر التي تم الكشف عنها، وتم استكمال العمل في المربعين الجدد في الجهة الشرقية من التل وبجوار المربعات السابقة، وذلك للتعرف على استمرارية الجدران في الاتجاه الشرقي، حيث تم العثور على بعض الأواني الحجرية أشبه بالجرار الصغيرة وهي بحالة جيدة، وهناك عناصر من البعثة تعمل على توثيق وتصوير ورسم وترقيم الكسر الفخارية».

أختام مكتشفة في الموقع

وعن موقع "تل الصبي الأبيض"، تحدث لموقعنا الباحث الأثري "محمد العزو"، قائلاً: «يقع هذا التل شمال شرق "تل حمام"، ويبعد عن مدينة "الرقة" حوالي /70/ كم شمالاً، وقد مر بمرحلتين مختلفتين ومتباعدتين، الأولى يعود تاريخها إلى فترة الألفين السادس والخامس قبل الميلاد، والثانية يعود تاريخها إلى بداية النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد، ويقع هذا التل وسط سهول زراعية تمتد على جانبي نهر "البليخ"، وترتفع قمته عن الأراضي المحيطة حوالي /15/ م تقريباً، وعلى الجزء الشمالي من التل توجد مقبرة حديثة، يقال إن الأهالي قبل مئة عام من الآن كانوا عند المساء يشاهدون صبياً يرتدي لباساً أبيض يقوم من بين القبور ثم يختفي، ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم، وفي رواية أخرى يذكر بعض الأهالي أن ابن الشيخ "عبد القادر الجيلاني" مدفون في رأس هذا التل.

ومنذ عام /1985/ تقوم بعثة هولندية بالتنقيب الأثري المنهجي في هذا التل، وتؤكد الاكتشافات الأثرية في الموقع المذكور أن وجود حجر "الأوبسيديان" في مناطق حوض "البليخ" و"الفرات" يؤكد على الوحدة الحضارية لمنطقة بلاد الشام، حيث يُعتقد أن سكان شمال "الرقة" في الألف السادس والخامس قبل الميلاد كانوا يستوردون هذه الحجارة البراقة والتي يميل لونها للسواد من بلاد الأناضول، وتستخدم كرؤوس حراب وسكاكين وبعض الاستخدامات الأخرى، وقد ساهم الباحث الآثاري الإنكليزي السير "مالوان"، الذي كان ينقب في أعالي "البليخ" في ثلاثينيات القرن العشرين، في الكشف عن هذه الحجارة التي ارتبطت باسمه إلى ما شاء الله».